تسببت الأعاصير والعواصف الرعدية المدمرة في انقطاع الكهرباء حتى مساء الاثنين عن ما يقرب من 300 ألف نسمة في سبع ولايات أمريكية، مخلفة دماراً واسع النطاق وسط الولايات المتحدة.
ففي مطلع الأسبوع الجاري، تسببت العواصف العاتية في مقتل ما لا يقل عن 23 شخصاً، إلى جانب تدمير المنازل وإصابة المئات.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الخطر الأكبر للطقس قد تحول شرقا، ليغطي مساحة واسعة من البلاد من ألاباما إلى نيويورك. ومن المتوقع حدوث المزيد من العواصف الرعدية والفيضانات المفاجئة وهبوب الرياح المدمرة وسقوط البَرَد.
أسوأ يوم هذا العام
توقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية هطول أمطار غزيرة على الساحل الشرقي حتى صباح الثلاثاء، بما يشمل أجزاء من نيويورك وبنسلفانيا ونيوجيرسي وماريلاند. وأضافت الهيئة أن هذه الأمطار الغزيرة ستصاحبها مخاطر طفيفة وتطور لعواصف رعدية شديدة على أجزاء من الشمال الشرقي إلى الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة.
كما توقعت هيئة الأرصاد الجوية أيضا عواصف رعدية شديدة فوق تكساس يوم الثلاثاء، حيث قد تصل سرعة الرياح إلى 120 كم / ساعة أو أكثر.
وستستمر درجات الحرارة المرتفعة أيضا في أجزاء من جنوب الولايات المتحدة، مع توقعات بدرجات حرارة مرتفعة قياسية أو شبه قياسية. وقد استيقط أكثر من 120 مليون أمريكي صباح يوم الاثنين، على تحذيرات من الطقس القاسي.
وكان يوم الأحد هو اليوم الأشد قسوة من حيث الطقس في الولايات المتحدة حتى الآن هذا العام؛ حيث ورد أكثر من 600 تقرير عن أضرار العواصف في 20 ولاية. كما تحولت العديد من المباني إلى أكوام من الركام بفعل الأعاصير والرياح العاتية، التي أدت إلى انقلاب السيارات وانهيار خطوط الكهرباء.
في الوقت نفسه، أدى البرق والرعد والأمطار الغزيرة إلى إخلاء حوالي 125 ألفاً من الجمهور بعد أن تأجل سباق “إنديانابوليس 500” يوم الأحد لمدة أربع ساعات.
وأفادت التقارير بوفيات ناجمة عن الطقس في عدة ولايات، ثماني حالات منها في أركنساس، وسبعٌ في تكساس، واثنتان في أوكلاهوما، وخمسة في كنتاكي.
وفي ولاية ألاباما، قُتلت امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً صباح الاثنين بعد سقوط شجرة في منزلها، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وتحدث الرئيس جو بايدن مع حكام كل ولاية متأثرة بالعواصف، وعرض المساعدة الفيدرالية.
وأعلن حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير حالة الطوارئ يوم الاثنين، بعد أن ضربت العواصف معظم أنحاء الولاية، وقال: “الليلة الماضية، العديد من العائلات والمجتمعات لم تكن آمنة. لقد ضربت عواصف مدمرة الولاية بأكملها تقريبا”.
وفي تكساس، قال الحاكم غريغ أبوت إن أكثر من ثلث المقاطعات خضع لإعلان وقوع كارثة، بعد أن ضربت الأحوال الجوية القاسية الولاية.
وأُبلِغت السلطاتُ بجميع الوفيات السبعة في الولاية في فالي فيو بمقاطعة كوك في ولاية تكساس بالقرب من حدود أوكلاهوما، بعد أن ضرب إعصار منطقة ريفية بالقرب من حديقة منزلية متنقلة.
وكان من بين القتلى طفلان يبلغان من العمر عامين وخمسة أعوام، وثلاثة آخرون من أفراد الأسرة ذاتها.
وأظهرت مقاطع مصورة محطة وقود واستراحة شبه مدمرتين، مع انتشار المعدن الملتوي فوق السيارات المتضررة.
وتأتي الأعاصير الأخيرة في أعقاب إعصار قوي آخر اجتاح بلدة ريفية في ولاية أيوا، وقتل أربعة أشخاص في وقت سابق من شهر مايو/أيار.
كما توقع خبراء الأرصاد الجوية الحكوميون بأن يشهد هذا الصيف موسم أعاصير أطلسية “استثنائية” لعام 2024، بداية من الشهر المقبل.
المصدر: بي بي سي