لا يزال ملف النازحين السورين معلقاً بقرارات خارجية، ومرهوناً بموافقة اميركية، ما يتسبب بمزيد من تفاقم اوضاع لبنان على كل الصعد، ويفتح الباب أمام مزيد من تبعات قد تخرج عن السيطرة في اي وقت. وهذا ما يحتم على الحكومة اللبنانية ومجلس النواب أخذ قرار جريء يحرج كل من يمنع انتهاء هذه الأزمة الممتدة لسنوات.
وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين أكد للمنار أن التلكؤ في توقف ملف عودة النازحين الطوعية سببه الحكومة اللبنانية.
صباح اليوم، بدأ عدد من النازحين السوريين بالتجمّع عند معبر نقطة وادي حميد في عرسال قبل الانطلاق بقافلة العودة الطوعية التي تنظمها المديريّة العامة للأمن العام وتشمل 310 نازحاً، ضمن قافلتين إحداها اقتصرت على 10 أشخاص انطلقت عبر معبر جوسيه الشرعي في القاع باتّجاه مدينة حمص.
وأشرف ممثلون عن المفوضية العليا للنازحين ومخابرات الجيش اللبناني، إضافة إلى جهاز الأمن العام على عودة النازحين، علماً بأن العائدين، الثلاثاء، هم مسجلون لدى المفوضية العليا للاجئين.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية- سانا، عن وصول دفعة جديدة من النازحين السوريين العائدين من لبنان إلى البلاد عبر معبر جوسيه بريف حمص. ووصلت دفعة أخرى من النازحين السوريين العائدين من لبنان عبر معبر الزمراني بريف دمشق.
هذا وأكد الوزير شرف الدين للمنار بأن من حق لبنان فتح البحر أمام النازحين للراغبين بالتوجه إلى الدول الاوروبية والاميركية وهذا الحق تكفله الأعراف والمواثيق الدولية وقانون حماية حقوق الانسان الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة.
استُؤنفت رحلات العودة الطوعية للنازحين السوريين اليوم الثلاثاء، حيث تنظم المديرية العامة للأمن العام رحلتين تشمل ما يقارب 460 نازحا يعودون إلى ريف مدينة حمص والقلمون في سوريا.
وتضم القافلة الأكبر 300 شخص، على أن تعبر وادي حميد في عرسال باتّجاه معبر الزمراني غير الرسمي، حيث آخر نقطة عند السلسلة الشرقية الشمالية الحدودية مع قرى القلمون السورية (ريف دمشق)، إذ سيكون في استقبالهم الأمن السوري.
مصادر مطلعة على ملف النازحين أكدت لموقع المنار بأن الأعباء السنوية التي تتحملها الدولة اللبنانية تقدر بحوالي ٧ مليارات دولار بينما يتم منح لبنان سنويا مليار يورو ما يؤكد ما تعانية الدولة اللبنانية من عبئ هذا الملف.
وبحسب المفوضية السامية لحقوق اللاجئين في لبنان، يبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية 795322 لاجئاً، في حين أن عدد سكان لبنان بلغ بحسب موقع «Worldometer» الإحصائي 5.261.329 نسمة، وذلك بالاستناد إلى بيانات الأمم المتحدة، ما يعني أن عدد اللاجئين السوريين نحو 15 في المائة من سكان لبنان.
هذا الانقطاع يأتي بعد توقف رحلات العودة الطوعية بضغط من الاوروبيين والاميركيين وهذا ما أكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه بالذكرى الثامنة لاستشهاد الشهيد القائد مصطفى بدر الدين “ذو الفقار”.
وهناك أسباب كثيرة أيضا تحفز النازح للبقاء في لبنان بعد أن عملت الدول الكبرى على تأمينها لتعميق الأزمة وقد شرحها السيد نصر الله بطريقة مبسطة.
إلى ذلك، من المنتظر أن يُناقش البرلمان اللبناني، غداً الأربعاء، حزمة المساعدات الأوروبية إلى لبنان، ومسألة عودة النازحين السوريين، وذلك بعدما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو تُقدّم دعماً للبنان، مؤكدةً “ضرورة ضمان رفاه اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة!”
المصدر: موقع المنار