الكيانُ العبريُ في مأزقٍ استراتيجيٍّ خطير، وقد خَسِرَ الشمال.. هو كلامُ الخبيرِ في شؤونِ الامن القومي والضابطِ الكبيرِ في الاحتياط “كوبي ماروم” المتألمِ من النزْفِ المستمرِّ على جبهةِ الشمال، ومن الفشلِ القيادي والاداري على كلِّ المستويات.
فسبعةُ أشهرٍ ولم تَتمكن كلُّ نيرانِ الجيشِ العبري من تغييرِ شيءٍ بالواقعِ كما قال، ومستوطناتُ الشمالِ تقعُ تحتَ نيرانِ حزبِ الله، وقد فَقدت كلَّ مظلاتِها الحمائيةِ بحسَبِ الاعلامِ العبري الذي كشفَ عن اصعبِ الضرباتِ التي عَطّلت الرداراتِ في كبرياتِ القواعدِ العسكريةِ في الشمال، ما تسببَ بعدمِ إطلاقِ الصواريخِ الاعتراضيةِ مقابلَ صواريخِ حزبِ الله..
ومقابلَ كلِّ الاجرامِ الصهيوني ردٌّ للمقاومينَ المساندينَ لغزةَ والمدافعينَ عن لبنان، والذين يترصدونَ بصواريخِهم مخابئَ جنودِ العدوِ وآلياتِه المتخفية، وكلما تمادى بالتدميرِ والاجرام، كانت زخاتُ الصواريخِ على المستعمرات والمباني التي يتحصنُ بها الجنود، لا سيما المطلة، التي كانت اليومَ تحتَ وابلٍ من الصواريخِ والاستهدافات..
تحتَ الضغطِ يرزحُ القرارُ الصهيونيُ المحاصَرُ بينَ ميدانٍ نازفٍ وطُوفانٍ من الاعتراضاتِ العالميةِ لا سيما في الجامعاتِ ومن النخبِ الاميركيةِ والاوروبية،وداخلٍ سياسيٍّ مازومٍ الى حدِّ الاختناقِ بينَ مُكوِّناتٍ لا تُجيدُ الحكمَ ولا القتالَ ولا المفاوضات، فباتَ قرارُ تل ابيب رهينةً بيدِ مجانينَ عديمي المسؤوليةِ كما اشار زعيمُ المعارضةِ الصهيونية يائير لابيد..
فمعَ ضيقِ الوقتِ والخيارات، والوقوفِ عندَ مفترقٍ صعبٍ مع حساسيةِ المفاوضات، استسلمَ بنيامين نتنياهو على ما يبدو الى ضغوطاتِ بن غفير وسموترتش، وجددَ ما قالوهُ من انَ قبولَ صفقةِ الرهائنِ الحاليةِ هو رايةٌ بيضاءُ وانتصارٌ لحماس، فعادَ بالتهديدِ والوعيدِ وتاكيدِ الذهابِ الى رفح في عمليةٍ لا بدَّ منها كما قال..
وقولُ نتنياهو هذا نابعٌ عن مجاراةِ شريكيهِ الحكوميينِ اكثرَ من قدرةٍ ميدانيةٍ على تغييرِ الواقعِ من خلالِ رفح، كما يؤكدُ قادةٌ عسكريون وخبراءُ صهاينةٌ لم يرَوْا بمعركةِ رفح الا فشلاً جديدا..
المصدر: قناة المنار