وقعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان برعاية وحضور الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، على 8 وثائق للتعاون.
وتشمل الاتفاقية الأولى التي وقعها الجانبان التعاون الأمني بين البلدين، أما الاتفاقية الثانية فتشمل التعاون القضائي في المسائل المدنية والتجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية باكستان.
ووصل الرئيس الإيراني، الى باكستان صباح اليوم الاثنين، على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين.
وكان في استقبال رئيسي والوفد المرافق له، وزير الإسكان الاتحادي في الحكومة الباكستانية رياض حسين بيرزاده، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى باكستان رضا أميري مقدم، ومجموعة من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في باكستان.
رسالة من مراسل المنار في اسلام آباد روح العباس حسين حول جدول الزيارة وأهميتها
السيد رئيسي: نفتخر بشعب باكستان الذي يدافع دائمًا عن الحق والعدالة وعازمون على تطور العلاقات الإيرانية الباكستانية
وقال الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء باكستان: “نفتخر بشعب باكستان الذي يدافع دائمًا عن الحق والعدالة.” وأضاف “أود أن أبلغ تحيات سماحة قائد الثورة الإسلامية والشعب الإيراني العظيم إلى جميع العائلات الباكستانية في كل مكان في هذا البلد.”
وتابع السيد رئيسي: “نفتخر بشعب باكستان الذي يدافع دائمًا عن الإسلام والقيم الإسلامية، والمظلومين في فلسطين وغزة، والحق والعدالة، كما نعتز بهذا الشعب الذي خرج في الشوارع مردداً هتافات الحرية للقدس الشريف.”
وقال السيد رئيسي: “قد لا يرحب البعض بالتعاون بين إيران وباكستان، لكن هذا لا يهم، لأن المهم هو استمرار التعاون بين البلدين والشعبين بما يتماشى مع مصالحهما، ونحن عازمون على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستويات عليا.”
وتطرق السيد رئيسي إلى مستوى العلاقات التجارية بين إيران وباكستان، قائلاً: “إن مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين ليس بالمستوى المطلوب، لكننا قررنا رفع هذا المستوى من التبادل التجاري في المرحلة الأولى إلى 10 مليارات دولار.”
وأشار الرئيس الإيراني إلى الحدود المشتركة بين إيران وباكستان، قائلاً: نعتبر الحدود المشتركة بين البلدين بمثابة فرصة جيدة، ونعتقد أنه يمكن توظيف هذه الحدود لصالح رفاهية البلدين، وخاصة حرس الحدود.”
وأكد السيد رئيسي: “خلال الزيارة القصيرة التي قمت بها مع رئيس وزراء باكستان إلى المنطقة الحدودية، رأينا تجسيدًا للعمل والتجارة في الأسواق الحدودية، والتي يمكن بالتأكيد توسيعها، فما تم تحقيقه غير كافٍ، ويجب تكثيف الجهود لتحقيق مزيد من الرفاهية والأمن للشعبين.”
و أشار إلى العقوبات الظالمة المفروضة على الشعب الإيراني، قائلاً: “لقد حول الشعب الإيراني العظيم العقوبات الظالمة إلى فرص لتحقيق النمو والتقدم في البلاد.”
وخلال هذه المناسبة، قال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف: “أجرينا محادثات مثمرة مع الرئيس الإيراني والوفد المرافق له. إن علاقاتنا لها تاريخ يمتد إلى 76 عاماً، ويجب القول إن إيران كانت أول دولة تعترف بباكستان في عام 1947.” وتابع رئيس وزراء باكستان: “سنتعاون مع إيران في كل من المجالات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة”.
وأضاف شريف: “أعرب البلدان عن قلقهما إزاء مقتل المدنيين في غزة، وأجرينا محادثات حول ذلك، وقمنا بالإجماع بإدانة الكيان الصهيوني، ونطالب المجتمع الدولي بإنهاء هذه العملية العسكرية في أقرب وقت ممكن. هناك حاجة إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية. لا تشترط باكستان دعمها لفلسطين، وستواصل التعاون مع إيران حتى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.”
كما أعرب عن شكره لسماحة الإمام الخامنئي على دعمه لحق الشعب الكشميري في تقرير المصير، وقال مخاطباً الرئيس الإيراني: “فخامة الرئيس، لديك معرفة في مجالات الفقه والقانون، وسنعمل معًا لتحسين حياة شعبي البلدين الإيراني والباكستاني من خلال مبادئ تهدف إلى تحقيق النمو والتقدم.”
السيد رئيسي: الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية
ووصف الرئيس الإيراني، في لقائه مع وزير خارجية باكستان، العلاقات بين إيران وباكستان بأنها تتجاوز حدود الجوار وأنها مبنية على الأخوة والعلاقات القلبية العميقة والتاريخية التي تربط بين قلوب وعقائد الشعبين، مؤكدا على أنّ “الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية.”
ولدى وصوله إلى باكستان صباح اليوم الاثنين، التقى السيد إبراهيم رئيسي بوزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار في فندق إقامته.
ووصف الرئيس الإيراني خلال هذا اللقاء العلاقات بين إيران وباكستان بأنها تتجاوز حدود الجوار وأنها مبنية على الأخوة والعلاقات القلبية العميقة والتاريخية التي تربط بين قلوب وعقائد الشعبين، وأضاف: “على الرغم من أن تعزيز العلاقات بين إيران وباكستان لا يروق لبعض الأجانب، إلا أنه نظراً للإمكانيات المتنوعة والمتعددة والمتبادلة بين البلدين، يجب توسيع العلاقات بين الدولتين الإسلاميتين بشكل أكبر لضمان مصالح الشعبين.”
وأكد السيد رئيسي أنّه “لو اتحدوا جميع الدول والشعوب الإسلامية، لما تمكن الكيان الصهيوني من ممارسة القمع بحق الفلسطينيين المظلومين والبائسين والعزل في غزة بهذا الشكل”، مضيفاً: “إن الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية، لذا فإن استراتيجيتنا في مواجهة مخططات العدو لاستمرار الاختلافات بين الأمة الإسلامية هي الوحدة.”
كما رحب “محمد إسحاق دار” بالرئيس الإيراني، واعتبر أن “قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأمة الإسلامية، خاصة في قضية فلسطين، ذات أهمية خاصة،” مؤكدًا أن “الأمة الإسلامية بحاجة إلى قادة مثل سماحة قائد الثورة الإٍسلامية.”
وأعلن وزير الخارجية الباكستاني عن استعداد بلاده للتعاون البناء والشامل مع إيران، مشيرًا إلى أن “الأمة الإسلامية بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الوحدة والتضامن.”
اسلام آباد تتزين بالاعلام الإيرانية وصور السيد رئيسي
وتزينت العاصمة الباكستانية اسلام اباد، منذ ايام، بصور الرئيس الايراني، مع رئيس الجمهورية ورئيس حكومة باكستان، وايضا اليافطات المعبرة عن البهجة والترحيب.
كما انتشرت الاعلام الايرانية والباكستانية في معظم الطرقات والاماكن العامة والساحات داخل اسلام اباد، تجسيدا للعلاقات الوطيدة التي تجمع بين البلدين الجارين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية باكستان الاسلامية.
الى ذلك، اصدر العديد من الاحزاب والتيارات السياسية والدينية ونشطاء المجتمع المدني في باكستان، خطابات ترحيب بالرئيس الايراني والوفد المرافق له، مؤكدين ان المجتمع الباكستاني المسلم فخور باستضافة رئيس الشعب الايراني الشجاع والابي، الذي يدعم الشعوب المظلومة لاسيما الشعب الفلسطيني المقاوم.
المصدر: مواقع