رأى الوزير السابق فايز شكر في تصريح، انه “درجت العادة في لبنان أن تطلق الأسماء الحسنى على الحكومات المتعاقبة، ولا سيما تلك التي تتشكل في المراحل الإنتقالية، فهذه حكومة الوحدة الوطنية وتلك حكومة الإصلاح، وتلك تسمى حكومة الإنقاذ، ورابعة حكومة المصالحة أو الوفاق، إلى آخر الألقاب والمهمات المقترحة”.
ورأى ان “الجردة الحسابية المطلوبة من العهد الجديد تستوجب مصارحة بأنه آن الأوان لاتخاذ القرارات المصيرية من دون الالتفات إلى مصالح الأفرقاء، لأن مصير الوطن أبقى من مصير الأفراد، وإذا ضاع الوطن فلا حياة للشعب والأفراد”، مشيراً الى ان “الاستقرار المنشود يتطلب ورشة إعمار سياسية وأمنية واقتصادية، لأنه إذا كانت الحروب تهدم وتزرع الفوضى فإن مسيرة السلام تعتبر الأصعب في إنطلاقة الوطن والكيان، لأن البناء يتطلب تكاتف الجميع ولحمة الوفاق هي الترجمة الفعلية لقيامة لبنان، والحوار الديمقراطي هو الأبقى أسلوبا وعملا”.
وأضاف “المناورة فن من فنون السياسة في لبنان، والبعض يتقن هذا الفن جيدا وربما أكثر من اللازم، وهذا ما نراه في مسار تأليف الحكومة، إلا أن المناورة أكثر من اللازم هي في أغلب الأحيان تفريط بما أنجز، ولا سيما عندما يكون الموضوع مصيريا بالنسبة لوطن فحينها تكون المناورة فنا أسود”.
وتابع “لم يعد خافيا على أحد أن أزمة تشكيل الحكومة يعيشها العهد الجديد والطبقة السياسية، نتيجة إلى تضاريس في وجهات النظر المتباينة حول القضايا المطروحة، وتشخيص المرحلة المقبلة وأولوياتها، وهذا الواقع ولد أزمة بدأت حادة عمليا حيث اشتدت المبارزات الإعلامية بين جميع الأفرقاء، وبرزت مخاوف جدية من أن يؤدي الاستمرار في اتباع سياسة الفرملة القائمة حاليا إلى حالة من الجمود السياسي تهدد الاستقرار الحاصل كترجمة للاحتقان السياسي الذي سينشأ عن الفرملة، في وقت لم تنته بعد الجرافات من نزع الألغام التي أوقفت عجلة الحياة الطبيعية في لبنان”.
وأضاف “كلمة حق تقال في عملية تأليف الحكومة، أن بعض الأطراف تحاول جعل رئيس مجلس النواب نبيه بري سيفا للإبتزاز السياسي للضغط باتجاه دفع الأمور في مسارات معينة ينطبق عليها القول المأثور كلام حق يراد به باطل، والرئيس بري الذي يقدم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مطالب ومصالح وهموم ذاتية أو مذهبية على أحسن حال كتلك التي يسعى إليها البعض للوصول إلى الحكم والحكومة والوزارة والنيابة”.
وأكد أن “الاعتداءات الإرهابية للجماعات التكفيرية في مصر وتركيا ونيجيريا والصومال، تهدف إلى الفتنة والفوضى والإساءة إلى حرمة الأديان السماوية وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهي تشكل ظاهرة متطرفة يجب القضاء عليها ومحاربتها عبر تكاتف وتضامن الجميع، لأن الإرهاب التكفيري هدفه زرع الإنشقاق بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة ولا سيما أن هناك من يؤمن ويقدم الدعم المادي والمعنوي والكراهية وتشويه كل المعاني الإنسانية عبر قتل الأبرياء المدنيين”.