رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “البلد اليوم والمنطقة في مخاض أخطر من الماضي وسط مشروع أميركي يعمل على صهينة المنطقة عبر التطبيع، وضرب ميزان الدول وإمكاناتها للإجهاز على المنطقة كلها”، موضحاً أن “لبنان ضمن هذا المشروع الخطير بقلب العاصفة، وأي خطأ بالتقديرات سينتهي بالبلد كمستعمرة صهيونية، وهذا ما لا يريد البعض أن يفهمه، وهذا ما لا يمكننا التنازل عنه، لأن القضية قضية بلد وإنسان، وعقيدة وطنية وأخلاقية، لا يمكن تجاوزها على الإطلاق”.
وفي خطبة العيد من على منبر مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، قال المفتي قبلان “التنكّر لمن استعاد لبنان وما زال يقود جهود التضحيات السيادية أمرٌ غير مقبول أبداً. والتهديد بالكانتونات ومنع أيِّ حلول سياسية وسيادية، والإصرار على مربعات طائفية ذات صلاحيات مالية وإدارية واسعة أمرٌ خطير، لأنه النسخةُ الناعمة للتقسيم، ولبنان كالذرّة إذا انقسم انفجر”.
وتابع “كموقف ثابت حذار الشحن الطائفي فإنه ألدُّ أعداء لبنان، وأخذ البلد نحو فتنة شوارع وطوائف وإدارة اتهامات وحقد أمرٌ دونه كوارث، ولا بد هنا من أن نشكر الجيش اللبناني لأنه حمى البلد من فتنة كاد البعض يُشعل نارَها، ومع ذلك الوقت ينفد والبلد ما زال مصلوباً على خشبة القطيعة السياسية”، مشيراً إلى أنه “لذلك نحن لن نقبل بأي تسوية رئاسية تتعارض مع الملحمة الوطنية التي تقودها المقاومة على الجبهة الجنوبية، وأي خطأ في هذا المجال سيضع البلد في قعر القعر، لأن خرائط البعض خطيرة، ولعبة الشوارع تضعنا بكفّ عفريت، وهنا علينا جميعاً (كمؤسسات عامة، عسكرية، أمنية وقضائية) بالأمن الاستباقي، وذلك كأكبر ضرورة لحفظ لبنان، ودون الأمن الاستباقي سنكون أمام كوارث وجودية”.
وأضاف “للحكومة نذكّرها بوظيفتها، لأنه بدّ من حلٍ للملفات الأساسية كالفوضى والفلتان والتسيّب الأمني والتقصير القضائي ومالية البلديات والاستشفاء والنزوح غير اللبناني واليد العاملة غير اللبنانية، فلا بدّ من حسم هذه الملفات بشكل ضروري وأساسي، لأن استقرار البلد يدور مدارها، ولا شيء أسوأ على هذا البلد من نفوذ واشنطن وأوروبا على حساب المصلحة الوطنية”.
وفي ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، أكد الشيخ قبلان أن “من هزم تل أبيب يتوثّب الآن لإلحاق أكبر هزيمة تاريخية بها، وما يجري بغزة شديد الارتباط بواقع المنطقة ومصالحها، ولن نفرّط بمصالح لبنان والمنطقة، ونتنياهو ومجلس حربه يرتكبون أسوأ حماقة، ولسنا ممن ينهزم”، لافتاً إلى أن “المطلوب من شركاء الداخل ملاقاة الثنائي الوطني بتسوية رئاسية تليق بتضحيات أعظم مقاومة سيادية على الاطلاق، ولا تقسيم، ولا مركزيات طائفية، ولا تمزيق مالي وإداري للبلد، ولا نسف لمشروع الدولة، ودفاعنا عن الدولة والشراكة الوطنية ليس له حدود، والشراكة الإسلامية المسيحية ضمان وطني للبنان، ولا قيام للبنان إلا بالتوافق والشراكة، وعلى الفريق المعارض أن يقرأ بعيون التضحيات السيادية على الجبهة الجنوبية”.
المصدر: الوكالة الوطنية