خاص | المستوطنون الصهاينة يبيعون منازلهم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خاص | المستوطنون الصهاينة يبيعون منازلهم

علاء4
علي علاء الدين

برز خلال الآونة الأخيرة ظهور إعلانات مموّلة عبر منصّات التواصل الإجتماعي في الكيان الصهيوني حول تسويق لبيع المنازل المتنقّلة وتقديمها بلبوس المنازل الأكثر أماناً للسكن اليوم في الكيان المؤقت.

وبعد التوقّف عند تلك الظاهرة، تبيّن ظهور لبعض سلوكيّات الشراء المستجدّة وسط جمهور الكيان بفعل وقائع ما بعد السابع من أكتوبر، ما يشير بمجموعها إلى واقع الأمن المهدّد والأمان المفقود على امتداد الكيان.

قد يصعب الحديث بالأرقام عن واقع تلك التجارة وذلك السوق الجديد، إلا أنّه يُمكن بوضوح الإشارة إلى زيادة منسوب الإقبال عليها مقارنةً مع ما قبل طوفان الأقصى، ويمكن لها أيضاً أن تشير إلى أزمة حقيقيّة عميقة يعاني منها بعض الجمهور في الكيان المؤقت، ما دفعهم لارتكاب سلوكيّات أمان وتجنّب غالبا وبحسب علم النفس العيادي يقوم بتطويرها الأفراد عادةً بعد تعرّضهم لأحداث صدميّة صعبة ومركّبة، والتي مرّوا بها إمّا بشكل شخصي ومباشر أو سمعوا عنها بشكل غير مباشر.

سابقاً كانت الإعلانات ذات الصلة بتسويق الكرافانات السكنيّة مرتبطة بالترفيه والسياحة والاستجمام الداخلي فقط، ولم يُلحظ أن تمّ الربط بين فكرة شراء المنازل المتنقّلة وفكرة كونها الأكثر أماناً. اليوم وخلال الحرب على حدّ ما ورد في أحد الإعلانات، أصبح بالإمكان حال سقوط صواريخ في تل أبيب الإنتقال إلى “خديرا” (الخضيرة)، الأمر الذي يعطي صاحب المنزل المتنقّل شعور الأمن والإطمئنان على حياته ونفسه أكثر من اطمئنانه في منزله الثابت بأيّ مستوطنة.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ التسويق لشراء تلك المنازل اليوم متوفّر في كافّة المناطق، ولم يقتصر على مناطق الحرب في الشمال والجنوب. وقد شهد سوقها إلى جانب سوق الطاقة الشمسيّة ومستلزمات الحرب ارتفاعاً قياسياً، ما يشير إلى ارتفاع نسبة القلق والتوتُّر، حيث يصبح من الصعب على الكثر تخفيف حدّة عوارض الصدمة المصاحبة للحدث وما بعده، إلا من خلال البحث عمّا يشعرهم حقيقةً بذلك. على سبيل المثال يمكن ذكر الآتي:

1.    تجنّب الأماكن التي تعيدهم بالذاكرة إلى الحدث الصدمي (أماكن الحرب والتعرُّض للضرر المباشر أو غير المباشر).
2.    البحث عن عوامل أمان من شأنها إعطاء تطمينات بنفس وجودها وتأمينها، أو بقائهم على مقربة منها كالمستشفيات على سبيل المثال لمن تعرّض لصدمة خطر الموت جرّاء إصابة معيّنة.

وهنا على سبيل لا الحصر، يمكن ذكر عدد من هذه الأساليب التي تمّ ملاحظتها وسط المجتمع الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى وأحداث السابع من أكتوبر ومنها:
1.    شراء الأسلحة للحماية الشخصيّة:

مؤشّر على فقدان الثقة بالجيش والجهات المعنيّة والمولجة بتأمين الأمن والدفاع، فيصبح قرار التسلُّح الفردي أحد عوامل الشعور بالأمان لتخفيف حدّة القلق والتوتُّر الناجمة عن أحداث سبت السابع من أكتوبر الصدميّة. وهو مؤشِّر لا يشير إلى مجرّد قلق يسهل خفضه أو التعامل معه، بل يُعتَبَر مؤشِّراً على درجة عالية جداً من الأهميّة.

2.    السفر إلى الخارج:

أي الهروب من مكان حصول الصدمة والبحث عن الملاذ الآمن. يعتبر هذا السلوك كسلوك تجنُّبي يَبتعِد خلاله الأفراد عن كلّ ما يرتبط بمكان حصول الأحداث الصدميّة، لتجنُّب تذكُّر ما حصل وتجنُّب أو خفض للشعور بالألم. فهنا قد تحصل الهجرة الدائمة عن الأوطان كما يحصل عادةً في غالبيّة الحروب، حيث ينزع البعض إلى السفر، أي التجنُّب المؤقَّت حتى الشعور بالقدرة على العودة وإعادة مواجهة المخاوف ومعرفة التعامل معها أو التعافي منها، أو الهجرة الدائمة حيث القرار العميق لموقف غير مُعالج ويؤكِّده تأمين الواقع الأفضل ممّا كانوا عليه في أوطانهم السابقة. وهنا بالإمكان الإستناد إلى الدراسة الإستطلاعيّة التي تمّ الإعلان عنها والتي تفيد إلى أنّ 80% من الإسرائيليّين المتواجدين في الخارج لا يعتزمون العودة إلى الكيان.

3.    تأمين كل مستلزمات الصمود والأمان:

كشراء التجهيزات اللازمة والتحضُّر لحصول الكوارث (طبيعيّة – حروب-…). فتعتبر من سلوكيّات الأمان، كأن يشتري مَن يعاني من نوبات هلع مكنة لقياس الضغط وفحص لدقات القلب بسبب اعتقاده الواهم أنّ قلبه قد يتوقّف في أيّ لحظة، أو كمن يضع بشكل دائم حبة الدواء في جيبه نتيجة خوفه أيضاً من حصول نوبة قلب فجائيّة. والاستدلالات هنا تطول (منازل متنقّلة، نظام طاقة بديل وعدم الاعتماد على الكهرباء (وهو الأمر غير المعهود سابقاً) بسبب فقدان الشعور بالأمن الكهربائي أيضاً على حدّ تعبير بعض التقارير.

يمكن للأمر أن يتسبّب بشعور عام بفقدان الأمان، لأنّ كثرة سلوكيّات الأمان والتجنّب ليست بدليل عافية أو تعافي أساساً، إنّما هي تعبير واستجابة تكيُّفية مؤقّتة لأحداث صدميّة غير مُعَالَجَة.

نماذج من تلك الإعلانات:

علاء1
علاء2
علاء 3

علاء4

المصدر: موقع المنار