تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم الاثنين 18-3-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
إدارة أميركية وتمويل إماراتي وإشراف إسرائيلي | تفاصيل «خطة الشاطئ الأزرق»
ابراهيم الأمين
«ليس في عواصم الغرب الكبرى من يقول لا للأميركيين، فهل تنتظر من بلد صغير كقبرص أن يفعلها؟». كان هذا تعليق شخصية تشارك في الاتصالات الجارية لتسهيل وصول مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة. وهو تعليق أتى عقب نجاح الولايات المتحدة، بطلب إسرائيلي، ودعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطاحة خطة قبرصية متكاملة لإقامة ممر بحري مستدام يصل قطاع غزة بالعالم.الخطة القبرصية التي عُرضت أواخر تشرين الثاني الماضي قامت على فرضية واقعية أساسها أن قوات الاحتلال تقفل بوابات العبور البرية إلى القطاع، وأن السلطات المصرية لا تبذل جهداً كافياً لكسر القرار الإسرائيلي، وأن الحاجات الإنسانية باتت كبيرة. واستند القبارصة في تحركهم إلى جولة استشارات شملت غالبية الدول والأطراف المعنية بالحرب، حصلوا خلالها على دعم كبير، لكنهم لم يحظوا بموافقة على آليات فكّروا فيها لإنجاح المشروع، خصوصاً عندما رفض الإسرائيليون أي آلية لا تتيح لهم الإشراف التام على عملها قبل وبعد وصول المساعدات إلى القطاع.
وصار واضحاً بالنسبة إلى كل العاملين على هذا الملف أن الغرب يأخذ بمطالب إسرائيل بعدم فتح أي باب لقطاع غزة لالتقاط الأنفاس، وبالإمساك بكل ما يصل إلى القطاع عبر البحر كما عبر البر، وبضرورة استغلال هذه العملية لفرض إدارة مدنية جديدة تدير قطاع غزة لا تكون تحت إشراف حماس، وأن يصار إلى تأليب السكان ضد المقاومة باسم حق الوصول إلى المساعدات، وسط قلق متزايد من الجهات الداعمة لوقف دائم لإطلاق النار من استغلال هذه العملية لـ«إلزام أبناء غزة بالتعايش مع استمرار الحرب واستمرار هذا النمط من المساعدات».
وكعادتهم، يسارع البريطانيون لتولّي «المهام القذرة». فبعد تولّي ديفيد كاميرون وزارة الخارجية، أخرج من أدراج المخابرات الخارجية خطة دعم إنساني ارتجالية تتم عبر البحر مزاحماً قبرص على خطتها. وبادر كاميرون إلى عرض خدمات بلاده اللوجستية للمساعدة في إقامة جسر عائم يسهّل نقل المساعدات من عرض البحر إلى الشاطئ. لكنّ الجميع كانوا ينتظرون نتائج الحرب على الأرض. ومع مرور الوقت، شعر الغرب بأنه مضطر للقيام بخطوة تحسّن صورته أمام الرأي العام العالمي، بالتوازي مع استغلال ذلك لتكريس وقائع على الأرض في غزة، يمكن استخدامها في مشروع «اليوم التالي» فلسطينياً.
أطاح الأميركيون وإسرائيل بمقترح قبرص لممر بحري دائم يربط غزة بالعالم واستبدلوه بآلية لتخفيف ضغط الرأي العام وخلق أطر مدنية بديلة من حماس
وعلى وقع هذه الهواجس، توصّل الأميركيون إلى صيغة قضت بتشكيل فريق يضمهم مع الإمارات (إدارة وتمويل) وقبرص (إدارة لوجستية) وإسرائيل (تدقيق وإشراف). وتكفّلت واشنطن بالاتصال بقطر والكويت والسعودية وعواصم غربية للمشاركة في تمويل العملية التي عُهدت إدارتها التنفيذية إلى شركة FOGBOW التي يملكها ضباط وعناصر سابقون في المارينز والقوات الخاصة الأميركية، على أن تكلّف إسرائيل شركة أمنية للتعاون مع السلطات القبرصية لتفتيش سفن المساعدات قبل انطلاقها من لارنكا إلى شواطئ غزة.
ما حصل عملياً هو أن هذه الخطة أُقرت، وتم الحصول على غطاء من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقد بوشرت الاجتماعات الاستطلاعية في قبرص التي تستضيف الجمعة المقبل اجتماعاً لغرفة القيادة التنفيذية للعملية التي أُطلق عليها اسم «خطة الشاطئ الأزرق». وعلمت «الأخبار» أن اجتماع الجمعة سيحضره كل من وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كوبوس ومدير المخابرات الخارجية القبرصية تاسوس تزيونيس ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ ومديرة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية اليزا بن نون ووزيرة شؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي وكورتيس ريد رئيس موظفي مجلس الأمن القومي الأميركي ومساعد بريت ماكغورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط.
وبحسب مصادر «الأخبار»، باشر الجانب الأميركي، بالتعاون مع القبارصة، الخطوات العملية التي ستتولاها FOGBOW، واتُّفق الأسبوع الماضي على آلية عمل تحقّق هدف نقل المساعدات، «شرط أن تكون وفق الأولوية كما حدّدها المجتمع الإنساني، مع رفع القدرة الإنسانية وخطوط المساعدات الأخرى إلى غزة، وزيادة التنسيق مع قبرص والدول المانحة، والتأكد من التزام تنفيذ المتطلبات الأمنية الإسرائيلية». وأضافت المصادر أن العمل يأخذ في الاعتبار «خطة إنشاء رصيف مؤقت من قبل الجيش الأميركي، كذلك عدم اعتبار العمليات الإنسانية الأخرى مثل شحنة المساعدات المرسلة من قبل المطبخ المركزي العالمي جزءاً من العمل المطلوب». وتابعت أن الجهات المعنية بالملف «أنجزت الدراسة الاقتصادية الخاصة بفتح الممر البحري، وحصلت على موافقة إسرائيلية وعلى دعم قبرص وأميركا وقطر والإمارات»، كما «يجري العمل على بدء إرسال 200 حاوية (نموذجية) من المساعدات يومياً في الفترة الأولى، قابلة للزيادة ربطاً بالوضع الأمني».
وبحسب المصادر أيضاً، فإن الجهة المشرفة على «خطة الشاطئ الأزرق» تعمل مع عدد كبير من الدول «لإنشاء صندوق يدعم شراء ونقل المساعدات الإنسانية، وتشغيل العمليات اللوجستية والبحرية، على أن يصار إلى البدء بالعمل بعد ثلاثة أسابيع من توفّر الأموال». وتمّ الاتفاق بين الأطراف المعنية على أن مهمة تحديد «نقطة التسليم الآمن النهائية تقع على عاتق الجهة المسيطرة على وسائل النقل البحري، بالتنسيق مع جيش الاحتلال».
أميركا ترمّم استراتيجيّتها: الردع بعيد
لا تهدأ واشنطن أبداً في البحث عن حلّ لورطتها في البحر الأحمر وانخراطها في الضربات الجوية على اليمن. لكن يبدو أن الحراك الأميركي يبقى تحت السقف المرسوم من دون تغيير كبير في الإستراتيجية أو العمل على خطة أخرى غير المعمول بها حالياً. إذ لا يملك القادة العسكريون تفويضاً للانتقال إلى زيادة التصعيد، وهم منكبّون على تحسين الظروف والمستلزمات العسكرية وتوفير الدعم اللوجستي الكافي للاستمرار في المعركة عند المستوى الراهن. وتشعر واشنطن بالحرج والتحدّي معاً إزاء إراقة ماء وجهها في مواجهة مباشرة مع أحد أفقر البلدان العربية، بعدما فشلت في زج الوكلاء نيابة عنها، بمن فيهم الحلفاء الخليجيون والغربيون. كما يبدو أن توسعة العمليات العسكرية اليمنية إلى المحيط الهندي، من دون خوف أو تردّد، أثارت قلقاً في دوائر القرار الأميركي. وما يزيد الأمور تعقيداً في الولايات المتحدة، أن اليمن ماضٍ في تنفيذ خططه باستهداف السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، غير عابئ بالتهديدات والضغوط.
ويتزامن ذلك مع صدور تقارير في الأيام الأخيرة عن قدرات اليمن الصاروخية. فبعد أن كشفت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن امتلاك صنعاء صواريخ فرط صوتية، نشرت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، أول من أمس، خبراً عن إطلاق القوات اليمنية صاروخاً أسرع من الصوت.
ووضعت هذا في إطار الضغوط التي يرتّبها اليمن على إسرائيل، معتبرة أنه سيشكّل تهديداً أكثر خطورة للسفن الحربية الأميركية في المنطقة. ومن جانبها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين في البنتاغون تأكيدهم إجراء قوات صنعاء تجربة صاروخ جديد «متوسط المدى»، وأن تأثيره قوي جداً.
وأكدت قناة «الجزيرة»، بدورها، أن المسؤولين في البنتاغون والبيت الأبيض يشعرون بالخطر الآتي من حركة «أنصار الله»، مشيرة إلى أن الساسة الأميركيين يحرصون على تداول تقديراتهم سراً، حتى لا يحدث هلع في الأوساط العامة.
وأضافت أن القوات الأميركية باتت تحسب حساباً لعمليات أكثر شراسة، خصوصاً مع قرار الحركة استهداف القوات الأميركية بشكل مباشر، من دون تردّد.
يواجه الجيش الأميركي نقصاً في بعض المعدّات، وخصوصاً في العدد المحدود من الطائرات من دون طيار وغيرها من أصول المراقبة
وفي ظل انسداد الأفق واستعصاء الحلول وتعذّر إمكانية الذهاب إلى حرب شاملة مع اليمن، ليس أمام الولايات المتحدة سوى العمل على تفعيل الخطط المعمول بها، وتنشيطها، وصيانتها، والدفع بآلياتها للاستمرار، وسط الحقائق الآتية:
أولاً: بعد الحديث الأميركي المتكرّر عن التكلفة الباهظة للدفاعات الجوية الأميركية التي تواجه الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية، كُشف أيضاً في الأيام الماضية عن نفاد مخزون البحرية الأميركية المنتشرة في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب من صواريخ الاعتراض. وفي بداية الشهر الحالي، قدّم مسؤولون في وزارة الدفاع تفاصيل عن كيفية تعاملهم مع الإنفاق الكبير للموارد أمام الهجمات البحرية من اليمن، كجزء من طلب ميزانية البنتاغون. وفي هذا السياق، يقول موقع «ذا وور زون»، المتخصص في الشؤون العسكرية إن «البحرية الأميركية تأمل في الحصول على تمويل إضافي للمساعدة في تجديد مخزونها من الصواريخ، والذخائر الأخرى التي تطلقها في البحر الأحمر».
ثانياً: العودة مجدّداً إلى نغمة تهريب السلاح من إيران إلى اليمن، وهو ادعاء عمدت واشنطن إلى تكراره طوال مدة العدوان على اليمن. ووفقاً لمسؤولين أميركيين، وجّهت إدارة جو بايدن بتعزيز جهود مراقبة واعتراض الأسلحة الإيرانية التي يتم تهريبها إلى اليمن، والتي تدّعي الإدارة أنه يتم بها استهداف عدد من السفن التجارية والسفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن. ويقول مسؤولون أميركيون مطلعون لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الولايات المتحدة تسعى إلى رسم خارطة للأماكن والممرات التي تستخدمها إيران، واعتراض الأسلحة المتّجهة إلى اليمن، بعد أن أصبحت الهجمات على الممرّات البحرية مميتة. وبدأ المسؤولون الأميركيون ينظرون إلى تراكم إنجازات اليمن على أنه تحدٍّ أمني كبير في المستقبل. غير أن المسؤولين العسكريين يعتبرون أن الإمكانات التي بين أيديهم غير قادرة على إنجاز المهمة، وأن تنفيذها يتطلّب تعاوناً كبيراً مع مجتمع الاستخبارات الأميركي، ومع الدول الشريكة. ويلمحون إلى أن بعض الدول تتعاون معهم من دون أن يذكروا أسماءها.
ثالثاً: يواجه الجيش الأميركي نقصاً في بعض المعدّات، وخصوصاً في العدد المحدود من الطائرات من دون طيار وغيرها من أصول المراقبة. وقد كشف الأمر الجنرال مايكل كوريلا، الذي يشرف بصفته قائد القيادة المركزية الأميركية على النشاط العسكري الأميركي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ هذا الشهر، حين قال إنه «لبعض الوقت» قام بتحويل قدرات المراقبة من فوق أفغانستان للتركيز على البحر الأحمر.
ويصف المسؤولون الأميركيون مهمات مكافحة تهريب الأسلحة في البحرين الأحمر والعربي، بأنها من بين أخطر المهمات العسكرية والتي لا يمكن التنبؤ بها. كما يمكن أن تحدث تطورات غير متوقّعة مع قيام القوات الأميركية بـ«النزول السريع» من طائرات الهليكوبتر إلى سفينة التهريب المشتبه بها، أو الصعود من الماء بعد الانقضاض على قوارب صغيرة عالية السرعة. ويؤكد المسؤولون أن «المشكلة هي أن العمل يتم في منطقة جغرافية كبيرة وليس لدينا ما يكفي من الموارد للقيام بذلك».
القصة الكاملة لـ«ترشيح» جورج خوري إلى الرئاسة
لا يتعامل القطريّون مع الملف الرئاسي أو أيّ ملف لبنانيّ آخر على شاكلة ما يتعامل به الفرنسيون، سواء لجهة الخفّة أو لجهة الثقة الزائدة بالنفس. وإذا كان حلفاء سوريا وأصدقاؤها قد استخلصوا الكثير من العبَر من التجربة السورية – القطرية، فإن الدوحة نفسها استخلصت أيضاً عِبراً كثيرة على مستويين أساسيّين:أولاً، عدم التنطّح للقيام بأيّ دور قبل تلقّي إشارة أميركية واضحة بهذا الخصوص.
ثانياً، الاتفاق مع الأميركيين بأنّ دور الدوحة المتكامل دائماً مع دور سلطنة عمان هو إيجاد حلول منطقية وعملية تعترف بالأحجام الحقيقية لجميع الأفرقاء بعيداً عن منطق العداء والقوة والفرض.
ولا شك في أن أحد عوامل النجاح الرئيسية للقطريّ هو أنه لا يعلن عن مبادرة قبل نجاحها، وأن ما يُعلن عن دوره يكاد لا يصل إلى واحد في المئة من حجم هذا الدور، متجنّباً الصخب الذي يحيط به الفرنسيون أنفسهم.
وفي هذا السياق، استبدل القطريون، بهدوء شديد، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بقائد الجيش جوزف عون مرشحاً رئيسياً إلى رئاسة الجمهورية. وانطلقوا في ذلك من ضرورة حصول أي مرشح على «موافقة أولية»، أو «عدم ممانعة» في المرحلة الأولى، من ثلاثة أفرقاء بالدرجة الأولى، هم: حزب الله والرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يليهم «تكتل الاعتدال الوطني» والنائب السابق وليد جنبلاط. وعندما تنضج الظروف الداخلية والخارجية التي تسمح بانتخاب رئيس، يتقدمون بمبادرتهم إلى المرحلة الثانية التي لم يحن أوانها بعد.
ومن نافل القول إنه يستحيل عزل الملف الرئاسي عن الملف الاقتصادي والبرنامج الوزاري للحكومة المقبلة وعن التوازنات والنفوذ في المنطقة. كما لا يمكن التصرف مع الرئاسة الأولى التي تنبثق من توقيعها كل السلطات كأنّها شأن خاص بطائفة. وهو ما دفع القطري إلى «تثبيت عدم ممانعة وصول البيسري» مع كل من الأميركي والحزب وباسيل، ليركّز على بري الذي تصف مصادر ديبلوماسية مطّلعة زيارة مستشاره السياسي علي حسن خليل للدوحة بأنها جيدة جداً، في انتظار زيارة مماثلة لجنبلاط في 25 أو 26 آذار، فيما لم تستجب الدوحة لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي طلب موعداً لوفد قواتيّ.
هكذا، في ظل الحرص الأميركي – الإيراني على التهدئة، وأخذ المصالحة الإيرانية – السعودية مداها، وتأكيد حزب الله أن لا رغبة أو نيّة لديه بفرض رئيس للجمهورية، وتكرار الديبلوماسية السعودية القول إن المطلوب سلطة سياسية غير استفزازية بجميع مكوناتها لا «رئيس لكم ورئيس لنا»، كان المسار القطري يعبّد الطريق بهدوء من المتحف، حيث المديرية العامة للأمن العام، إلى بعبدا… قبل أن يحرّك الإماراتي فرقة التدخل السريع الخاصة به ليسقط بمظلّته الإعلامية ترشيح جورج خوري.
الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يتزعم المتضرّرين والمتذمّرين من الدور القطريّ كونه ينهي دوره، كان أول من طرح الاسم بوضوح خلال استقباله الرئيس سعد الحريري، موحياً لزائره بأن الرئيس بري مستعد للسير فيه بعدما تخلى عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن الحريري الذي راجع في الأمر، فهم بسرعة أن ميقاتي هو من يرشح خوري وليس بري، وأنه يزجّ باسم الأخير لإضفاء جدية على الترشيح. وبالفعل، حاول رئيس الحكومة، بعد أيام، في غداء جمعه مع فرنجية على مائدة شقيقه طه ميقاتي «لملمة» هذه الخبرية.
بعد ميقاتي، كرّت سبحة التسريبات المدروسة من مطابخ أبعد ما تكون عن بري تنسب إلى الأخير قبوله بخوري، في وقت كانت فيه الاتصالات القطرية برئيس المجلس تقطع أشواطاً في ما يخص البيسري. مع ذلك، لم يبدِ الأخير أي رغبة بإيقاف هذا الجو، تماماً كما فعل مع مبادرة «تكتل الاعتدال» قبل بضعة اسابيع، وكما يفعل دائماً حين يفسح المجال أمام من «يُلاعبه» لكشف أوراقه كاملة. وهو حقق، هنا، نقطة كبيرة حين تجاوز ترشيح خوري نادي المنتفعين مباشرة من الإمارات ليستقطب بعضاً من أقرب المقرّبين من قائد الجيش جوزف عون الذين وجدوا أن الفرصة تبتعد عن عون وتقترب من خوري، فسارعوا إلى القفز من مركب الأول إلى مركب الثاني. ويتقدم هؤلاء مدير المخابرات السابق طوني منصور الذي يشكل العمود الفقري لكل طموحات عون وممارساته. صحيح أن العلاقة وطيدة جداً بين عون ومنصور، إلا أن علاقة الأخير بخوري أيضاً وطيدة، وذات أقدمية. إذ إن خوري عندما كان مديراً للمخابرات، عيّن منصور مسؤولاً عن الأمن القومي والعلاقة مع السفارات الأجنبية، ما مهّد له الطريق بالتالي ليس فقط لتولّي مديرية المخابرات، بل أيضاً لإقامة علاقة «استثنائية» مع السفارة الأميركية، كما بدا حين خصّته السفيرة الأميركية السابقة دوروثي شيا بزيارة في منزله في راشيا عشية الانتخابات النيابية الأخيرة وأمضت في ضيافته أكثر من ست ساعات. وبالتالي، ليس تفصيلاً إذا ما كان عرّاب جوزف عون عند الأميركيين قد فعّل ماكينته لمصلحة خوري.
مع ذلك؛ ورغم امتلاك الإماراتي أدوات إعلامية نافذة، بدأت منذ نحو أسبوعين حملة تسويقية كبيرة، فإن التعاطي بجدية مع طرح اسم جورج خوري دونه صعوبات. إذ إن من يقولون دائماً إنهم لا يريدون تكرار تجربة ميشال سليمان، إنما يقصدون خوري بالتحديد:
عندما وضع مدير المخابرات السابق ريمون عازار نفسه بتصرف وزارة الداخلية في 29 آذار 2005، بعد أسبوعين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سارع خوري – كما يروي لـ«الأخبار» أحدّ المقربين منه – إلى زيارة دمشق للقاء العماد آصف شوكت قبل يوم واحد من إنجاز الانسحاب السوري من لبنان (26 نيسان).
بعد ثلاثة أيام من تلك الزيارة، ويومين من انسحاب الجيش السوري واستخباراته من لبنان، عُيّن خوري مديراً للمخابرات في 28 نيسان 2005. وللمفارقة، فإن من عيّنه – بناءً على طلب قائد الجيش يومها ميشال سليمان – كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي شُكّلت لثلاثة أشهر فقط لإنجاز «التسليم والتسلّم» بين محورين، من الرئيس عمر كرامي إلى الرئيس فؤاد السنيورة.
ولم يكن «التسليم والتسلّم» سياسياً فقط، إنما أمنياً أيضاً. إذ أُخرجت المؤسسات الأمنية، ولا سيما قيادة الجيش ومديرية المخابرات وقوى الأمن الداخلي من مكان ووضعت في مكان آخر، بواسطة سليمان وخوري والنائب أشرف ريفي وآخرين. وكانت السنوات الثلاث التي أمضاها خوري في المديرية حافلة؛ من إخراج الجيش اللبناني من «المسار والمصير» المشترك مع الجيش السوري وإدخاله في دائرة التعاون المباشر مع القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، مروراً بحرب نهر البارد وتهريب شاكر العبسي ومجموعات تكفيرية أخرى إلى سوريا. بمعنى ما، كان خوري «وسام الحسن» الخاص بقيادة الجيش، لكن من دون عقدة جوني عبدو لجهة الأضواء ونسب البطولات لنفسه، وهو لعب الأدوار الأمنية الرئيسية التي عبّدت الطريق إلى بعبدا أمام مديره المباشر قائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان. وفي 9/9/2008، بعد انتخاب سليمان رئيساً ببضعة أشهر، غادر المديرية، وردّ الأخير الجميل بتعيينه عبر حكومة السنيورة بعد ذلك بيومين فقط (11/9/2008) سفيراً للبنان في الفاتيكان من خارج الملاك.
إذا كان الهدف من طرح معادلة خوري – البيسري العودة إلى عون فسيخرج قائد الجيش بعد هذا الطرح أضعف بكثير
مشكلة جورج خوري مع القوى السياسية يمكن اختصارها بالاتي:
– تتحفظ القوات اللبنانية عليه كونه كان مديراً لمكتب المخابرات في صربا عند تفجير كنيسة سيدة النجاة (الواقعة ضمن نطاقه) الذي وضعت استخبارات الجيش يدها بسرعة على مسرحه، قبل أن يوقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويسجن بسببه.
خلال تلك المرحلة، كان خوري يتردّد على بكركي لتبرير التوقيفات و«شرح موقف الدولة»، ويصعب على جعجع ان يقدم إشارة إيجابية واحدة بشأن خوري ربطا بملف الكنيسة.
– يبتعد حزب الكتائب عن خوري ايضا. برغم ان الاخير حاول الحصول على «بركة» الرئيس أمين الجميل الذي زاره اخيرا لتذكيره بأنه هو من قلّده السيف في المدرسة الحربية. لكن موقف الكتائب منه لا يزال سلبيا ربطا بمرحلة الـ 2005.
– يملك خوري صداقات في عالم الأمن، وخصوصاً في الإمارات، لكن ليس لديه حلفاء في لبنان باستثناء الرئيس السابق ميشال سليمان. اما «نواب التغيير» الذين يتأثرون بالإمارات، فليسوا في موقع من يمكنه التصريح بصوت مرتفع بأن رجلاً أمنياً متقاعداً منذ أكثر من 15 عاماً هو مرشحهم المنتظر إلى رئاسة الجمهورية.
– يمكن لبكركي أن تورد اسم خوري ضمن لائحة طويلة لكبار الموظفين الموارنة، لكنها تعرف أن القصر الجمهوري يحتاج إلى رئيس لا إلى مدير عام مساعد.
– لا يبدو ان الرئيس بري سيتخلى عن فرنجية لمرشح الإمارات طبعاً. فيما حزب الله واضح وجازم ونهائي بأنه لن يقبل بوجود ميشال سليمان ثانٍ في بعبدا. اما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فان خوري لا يستوفي اي نقطة من ورقة الأولويات الرئاسية.
المسار القطريّ ثابت وواضح وعقلانيّ حتى الآن، بغضّ النظر عن خواتيمه أو الألغام المخفية التي يمكن أن تظهر لاحقاً؛ «الخماسية» تستعمل كورقة ضغط في مواجهة ضغوط الحزب حتى يقول القطري إن ثمة حدوداً تنازلية لا يمكنه تجاوزها؛ حتى جعجع يحاول أن يقدم خطاباً جديداً يعكس التطورات الحقيقية في المنطقة. من يملك شيئاً لا يريد أن يخسره في لحظة التحوّلات بكل ما يتخلّلها من بيع وشراء. أما من لا يملك شيئاً فلا يخشى من خسارة شيء، ويمكنه أن يتسلّى.
قوى الأمن تغرق في وحول «النافعة»: إقالات وإعفاءات… والسماسرة يعودون
ضباط وعسكريو قوى الأمن الداخلي الذي فُرزوا لتسيير عجلة عملها يغرقون في وحولها. في غضون أشهر، توالى ثلاثة ضباط على رئاسة المصلحة التي تشهد تخبطاً واضحاً في إدارتها
في نيسان 2023، وبعد توقف العمل في «النافعة» لسبعة أشهر، إثر توقيف معظم موظفي المصلحة بتهمٍ تورّط في قضايا فساد، فُرز 15 ضابطاً و15 رتيباً من قوى الأمن الداخلي للحلول مكان الموقوفين لتسيير شؤون النافعة، وعيّن وزير الداخلية بسام المولوي العقيد علي طه رئيساً لمصلحة تسجيل السيارات، بعد تشاور بين السرايا الحكومية ووزارتَي الداخلية والمالية والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. لاحقاً، عُزّز عدد المفروزين إلى 20 ضابطاً و30 رتيباً. بدا أن عجلة «النافعة» عادت إلى الدوران، قبل أن يقرّر المولوي، في 7 أيلول الفائت، إعفاء طه من مهامه وتكليف العقيد خالد يوسف مكانه، لتكرّ بعدها سلسلة إعفاءات طاولت الرائد عماد الخولي والنقيب مشرف الحاج يوسف. وفيما لم تفهم خلفية الإعفاءات، تردّد أن خلافاتٍ وقعت بين هؤلاء وبين مقرّبين من المولوي ومن المدير العام لهيئة إدارة السير بالتكليف محافظ بيروت مروان عبود. وقبل نحو أسبوعين، طلب الرائد درغام طربيه نقله من «النافعة»، قبل أن تقرّر الداخلية سحب خمسة ضباطٍ وخمسة عسكريين من المصلحة. وتُوّجت الإعفاءات الاثنين الفائت، بإقالة المولوي العقيد يوسف وتعيين الرائد محمد عيد مكانه رئيساً لمصلحة تسجيل السيارات.وفق أكثر من جهة، تنحصر إدارة هذا الملف بمولوي وحده، وبشكل أدق بـ«محيطين به». وتلفت مصادر متابعة إلى «تخمة شهدتها النافعة على صعيد عدد الضباط الذين فُرزوا إليها، إذ لا تحتاج المناصب الإدارية إلى 20 ضابطاً».
وأشارت إلى أنّ المصلحة عادت تشهد تنفيعات على شكل تمرير معاملاتٍ أصحابها محسوبون على ضباط، في وقتٍ تنتظر فيه معاملات غير المدعومين طويلاً».
كما أفيد عن «استقبال معاملاتٍ حصل أصحابها على مواعيد عن طريق الهاتف لا المنصة، ما أبقى على الضغط والفوضى اللذين أُنشئت المنصة لتنظيمهما». كذلك، عاد السماسرة إلى نشاطهم المعهود الذي غالباً ما يترافق مع دفع رشى. فيما بقي تغيير رئيسين لمصلحة تسجيل السيارات، في غضون أشهر قليلة، غير مفهوم، وسط ترجّيحات بارتباطها بموقفهما من النزاع مع شركة «انكريبت» التي لا تزال ترفض الالتزام بقرارِ ديوان المُحاسبة، لجهة احتساب مستحقاتها المتراكمة في ذمة المصلحة وفق القرار (13) لمجلس الوزراء، مطالبةً بتقاضيها بالدولار.
وفي ظل تأكيدات معنيين بالملف أن «أي محاولة لإصلاح النافعة وتنظيمها والنهوض بها تستدعي حرباً شعواء ضد فريق واسع من المنتفعين»، فإن ضبابية ما تشهده المصلحة تطرح أسئلة حول من يتّخذ قرارات الإقالة والتكليف ووفق أيّ معايير؟ وهل هي على خلفيّة شبهات أم إفساحاً في المجال أمام عودة بعض الموظفين السابقين المتهمين بقضايا فساد؟ والأهم من يدير في وزارة الداخلية ملف «انكريبت» وكذلك ملف «المعاينة الميكانيكية»؟
مماطلة في تلزيم «الميكانيك»
ففي 30 تشرين الأول الماضي، كان مفترضاً أن تُفضّ عروض مناقصة تلزيم مراكز المعاينة الميكانيكية، وكان يُفترض أن يعود العمل في مراكز صيدا وزحلة وطرابلس والحدت، مع بداية العام الجاري، بعد تعليق العمل منذ أيار 2022. غير أن المحافظ عبود أصدر قراراً بإرجاء جلسة التلزيم إلى موعدٍ يُحدّد لاحقاً، وقال حينها لـ«الأخبار» إن سبب الإرجاء «إدخال تعديلات، وإزالة الغموض من دفتر الشروط، تفادياً لتعرّض عملية التلزيم للطعن، بعدما طلبت أربع شركات توضيحات حوله». وبالفعل، جرى سحب دفتر الشروط من على موقع هيئة الشراء العام.
انقضت أربعة أشهر ونصف شهر على تعليق فضّ العروض، ولم يُنشر الدفتر المعدّل، والأمور مفتوحة على تأخيرٍ غير محدودٍ. فيما لرئيس هيئة الشراء العام، جان العلية، رأي قانوني لجهة «إمكانية إدخال التعديلات على الدفتر بالتزامن مع تمديد مهلة تقديم العروض، عوضاً عن سحبه من أصله».
انقضت أربعة أشهر ونصف شهر على تعليق فضّ عروض «الميكانيك» ولم يُنشر الدفتر المعدّل بعد
وكان الدفتر قد خضع لتعديلاتٍ من قبل ضباط في وزارة الداخلية قبل نشره، «لإفساح المجال أمام الشركات الصغيرة للمشاركة، بعد شعورٍ بأنّه كان مُعدّاً على قياس شركات كبرى معيّنة». وطاولت التعديلات بنداً في النسخة الأولى كان يفرض كفالة 10 ملايين دولار تدفعها الشركة الراغبة بالتقدّم، فخفّض المبلغ إلى مليونَي دولار لمركز الحدت، و500 ألف دولار عن كل مركز آخر.
كما جرى تعديل بند يتعلّق بشرط تمتّع الشركات المتقدّمة بخبرة 5 سنوات، واعتُمِدَت بدلاً منه صيغة «تحالف شركات»، وبات يحق لأكثر من شركة مُتحالفة التقدّم إلى المناقصة، كأن تتمتع مثلاً شركة بملاءة مالية، وأخرى بخبرة فنية وثالثة بخبرة إدارية، من دون تحديد عدد سنوات الخبرة. كما يسمح الدفتر للشركات المهتمّة بتقديم عروضٍ لتشغيل مركزٍ واحد أو أكثر من مراكز المعاينة الأربعة لفترة ثلاث سنوات، ما يعطي المجال لأكثر من شركة لتشغيل مراكز المعاينة تفادياً للاحتكار، كما كانت الحال سابقاً. كذلك نصّ الدفتر على دفع بدل المعاينة عبر إيصال مالي لمصلحة «النافعة» التي تدفع للشركات المشغّلة مستحقاتها، بعكس ما كان معتمداً، إذ كانت شركة «فال» تتقاضى الأموال مباشرة من المواطنين. كما اشترط إعادة توظيف 80% من الموظفين الذين عملوا في المعاينة منذ عام 2002، مع شركة «فال» التي أدارت القطاع حتى عام 2022، بعد إخضاعهم لامتحانات معيّنة.
إشارة إلى أن المحافظ عبود لم يجب على اتصال «الأخبار» لسؤاله عن سبب التأخر في نشر دفتر الشروط الجديد.
اللواء:
دخول أميركي على الخط الرئاسي.. والخماسية في الرابية وبكركي غداً
اجتماعات فلسطينية – حوثية في بيروت لتطويق إسرائيل.. وتفاهمات سريَّة بين واشنطن وطهران
تتكشف تباعاً معطيات أبقيت لوقت ليس بقصير، موضع تكهن أو تحليل، تتعلق بطوفان الأقصى، والحرب التي اعلنتها اسرائيل على حركة «حماس» وقطاع غزة وعموم الشعب الفلسطيني، وما استتبع ذلك من اشتراك، ما يسمى بـ «جهات المساندة» من لبنان الى اليمن مروراً بالعراق، وصولاً الى سوريا، ولكن ليس على المستوى الرسمي.
ففي الوقت، الذي شهدت فيه بيروت، سلسلة اجتماعات، بدأت زيارة لقائد فيلق القدس اسماعيل حاقاآني، ولم تنتهِ بالاجتماعات التي عقدت بين قيادات فلسطينية من حماس وفصائل اخرى مع قيادات حوثية، لتنسيق الموقف، اذا ما أقدمت حكومة بنيامين نتنياهو علي اعلان الحرب على «مدينة رفح» ذات الكثافة المليونية.. كانت المصادر الاعلامية الاميركية تكشف عن مفاوضات سرية جرت في ك2 الماضي بين مسؤولين ايرانيين وامريكيين في مسقط، في سلطنة عُمان.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة وايران عقدتا محادثات سرية وغير مباشرة في عمان في 10 ك2 الماضي. ومثل ايران نائب وزير الخارجية كبير المفوضين النوويين علي باقر قاآني، وعن الجانب الأميركي موفد بايدن الى الشرق الاوسط بريت ماكغورك.
واستخفت مصادر سياسية بما اعلنته الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل لا رغبة لديها في توسيع الحرب من غزة الى لبنان.
وحسب مصدر اسرائيلي، فإن الحرب اذا نشبت في الشمال على نطاق واسع، فستكون مع الدولة اللبنانية، وليس مع حزب الله.
وفي اطار متصل، علم أن الرد اللبناني على الورقة الفرنسية، تميز بالتعامل ايجابا مع النقاط ذات الصلة بالقرار 1701، والامتناع عن مجرّد التعامل مع ما اعتبره املاءات اسرائيلية على الوسيط الفرنسي.
اجتماع حوثي – فلسطيني
وعقد اجتماع في بيروت بين فصائل الفلسطينية: حركة «حماس» و«الجهاد الاسلامي» والجبهة الشعبية، وقيادات حوثية، لمناقشة تنسيق اعمال المقاومة ضد اسرائيل مع استمرار الحرب في غزة.
وحسب مسؤول حوثي فإن المناقشات تناولت «توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الاسرائيلي».
واستناداً الى قيادي فلسطيني، فإن البحث تناول «تكاملية دور انصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصا مع احتمال اجتياح اسرائيل لرفح».
الخماسية
رئاسياً، وبدءاً من يوم غد الثلثاء، تعاود اللجنة الخماسية على مستوى السفراء، تحركها، فتزور الرئيس السابق العماد ميشال عون، ثم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك اللجنة الخماسية الذي يبدأ اليوم يعد استكمالا لتحرك سابق لها ولكن علق، وأشارت إلى أن عمل اللجنة هو استطلاعي عن الاستحقاق الرئاسي بعد مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، معتبرة أن مهمة هذه اللجنة هي التكامل مع مسعى التكتل من دون فرض توجه أو قرار.
ولفتت هذه المصادر إلى أن اللجنة تعرف أن الأسباب التي تعرقل إتمام الانتخابات لم تعالج وبالتالي قد يجد المعنيون أن هذا الملف يدور في حلقة مفرغة، إلا أن هناك رغبة لدى اللجنة بالأستفسار من دون السعي إلى التداول بطرح محدد طالما أن هناك مبادرة لاقت تأييد الأفرقاء، وليس مستبعدا الإشارة إلى سلبية فرملة هذه المبادرة.
وقللت مصادر سياسية من تأثير حراك سفراء اللجنة الخماسية، لإخراج ملف الاستحقاق الرئاسي من دوامة التذرع، بحجة الانشغال بحرب غزّة ومتفرعاتها الاقليمية ولاسيما على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، ووصفت استئناف السفراء تحركهم المتوقع اليوم بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، بأنه يأتي في إطار إبقاء زخم مهمة اللجنة متواصلا، ومحاولة استكشاف آفاق تحقيق خرق في ملف الانتخابات الرئاسية، بالرغم من الصعوبات والعوائق التي تحيط بالملف من كل جوانبه، واهتمام دول اللجنة الخماسية، بتركيز جهودها لوقف حرب غزّة واستيعاب تداعياتها ومؤثراتها الخطيرة على المنطقة ككل.
واعتبرت المصادر ان تحقيق اختراق في ملف الانتخابات الرئاسية، أصبح عمليا في عهدة الولايات المتحدة الأمريكي ، بعدما عجز الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان، في اخراج الملف من دائرة الانقسام الداخلي والتجاذب الاقليمي والدولي حوله، بينما ماتزال بقية دول اللجنةالخماسية،تركز في اتصالاتها، لاقناع الاطراف السياسيين، للتوصل إلى تفاهم فيما بينهم، لانتخاب شخصية مقبولة من الجميع للرئاسة الاولى، بعيدا عن الانقسام والتحدي والاستفزاز.
وتوقعت المصادر ان يخرج ملف الانتخابات الرئاسية الى حيز البحث الجدي بعد انجاز قرار وقف اطلاق النار في غزة،الذي تحضر لطرحه الولايات المتحدة الأمريكية على التصويت في مجلس الأمن الدولي في غضون يومين، بعد تذليل صعوبات شكلية عليه، والأخذ بتعديلات تطرحها دول مثل روسيا، لتفادي استعمال الفيتو ضد اقراره، إذا بقي بالصيغة المعدة حاليا من دون تحديد البدء الفوري بتطبيقه، في حين لوحظ ان واشنطن ادخلت على المشروع عبارات وقف اطلاق نار طويل ومستدام لاول مرة، بعدما كانت تصر على هدنة محددة كما حصل بطرحها للمشروع السابق ألذي افشل بالفيتو عليه.
اما على الصعيد الداخلي، ينتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة للبحث في جدول اعمال فضفاض، يتناول مواضيع ومسائل عادية، اذا تأمن حضور عدد كاف من الوزراء الجلسة، بينما لوحظ ان جدول الجلسة، لم يتضمن مشروع إعادة هيكلة المصارف ألذي تم سحبه من البحث سابقا، لاعتراض المصارف عليه، كما ابدى وزراء الثنائي الشيعي تحفظهم على طرحه على المجلس، في الوقت الذي برزت فيه على واجهة الاهتمام قضية تعثر بعض المصارف ، ووجوب قيام السلطة النقدية بدراسة اوضاعها واتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية والمصرفية، للبت بوضعية هذه المصارف.
ثلاثة مواقف مسيحية
وفي المواقف، رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه لا يوجد اي مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد، وتساءل: كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعد انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح مواد الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة».
وفي خطوة، في مرحلة حساسة ناباسيل يتوجه للقيادات الاسلاميةشد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والقيادات في الطائفة السنية، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والرئيس نبيه بري بحكمته، والنائب تيمور جنبلاط وكل القيادات النيابية ان لا يفرطوا بالشراكة «المتوازنة والمتناصفة».
وطالب باسيل البطريرك الراعي «المؤتمن على مجد لبنان» ان يجمع القيادات السياسية المسيحية، ولا يوجد اي سبب حتى لا نلتقي.
واكد باسيل: لن نسمح بالهيمنة على موقع وصلاحيات الرئاسة، ولا نرضى بانتخاب رئيس بكسر الشراكة والميثاق، واكد: نريد الرئيس الميثاقي والاصلاحي والمقاوم، ونريد اللامركزية والصندوق الائتماني».
واعتبر ان الازمة اليوم ازمة وجود، وهي تحدد علاقتنا بالآخرين، مؤكدا انه لا يوجد تحالف ثابت مع احد، بل تفاهم حيث الممكن واختلاف حيث يلزم.
فرنجية ماضٍ بترشيحه
وفي اول حضور اعلامي واضح، اعلن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية مضيَّه في السباق الى قصر بعبدا، وقال: «نريد رئيسا يطمئننا، انا والثنائي الشيعي والفريق الذي يؤيدنا».
وتساءل: لماذا لم يعارضوا الثلث المعطيل، الذي هو حق دستوري، وقد حصل سابقا ولم يعارضوه.. و«اذا كانوا يعارضونه اليوم فلماذا لم يعدلوا الدستور خلال السنوات الست التي حكموا خلالها». مشيرا الى انه منذ العام 2005 واسمه مطروح للرئاسة.. وفي العام 2016 كان بامكاني اصل الى بعبدا، لكن لم اقبل ولست نادماً، وأبلغت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انني لن انزل الى المجلس الا يداً بيد مع الرئيس ميشال عون».
وردا على رفض تيارين مسيحيين لانتخابه، قال: المشكلة في انني موجود يختلفون على كل الامور، ويتفقون ضدي، والسوال الاساسي: هل يخافون من رئيس ينجح؟
واكد انه مع اتفاق الطائف، واي حديث عن وجود ثغرات يعالج بالتوافق.. موضحا: لا فيتو اميركياً او سعودياً على اسمه والسفيرة الاميركية، قالت علنا: انه في حال وصولي سيتعاونون معي» لافتا الى ان الجميع يدرك ان لا رئيس من دون رضا المقاومة، والبعض يقدم اوراق اعتماده من تحت الطاولة.
وعن الكلام الذي نسب للرئيس بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه، لفت فرنجية الى ان البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف الى جانبي عندما تركني الجميع في 2016.
استبقت جلسة الوزراء
وفي خطوة، ووصفت بالايجابية، اعلن «تجمع موظفي الادارة العامة» تمديد تعليق الاضراب لغاية الجمعة 22/3/2024، لاتمام شرط الحضور 14 يوما، يتمكن الموظفون من الحصول على بدل الانتاجية.
ودعا التجمع الوزراء في جلسته غدا لاصدار ما اسماه «قرار المثابرة» وفقا لشروط الحضور المنصوص عليه بالمرسوم 13020، والتمسك بدوام لا يتجاوز منتصف النهار بدل الساعة الثالثة، بعد الظهر.
كما تجتمع لجنة المؤشر الثلثاء، لتصحيح الحد الادنى للاجور، اكد رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر «ضرورة الاخذ في الاعتبار واقع المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والسائقين العموميين والاساتذة المتقاعدين في القطاع التعليمي الخاص عند صياغة مرسوم زيادة الحد الادنى للاجور الاسبوع المقبل، بايجاد الاطر القانونية اللازمة لتخفيف او لتخفيض متوجباتهم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مراعاةً لواقعهم المتردي ( لا معاشات تقاعدية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة او معاشات هزيلة للاساتذة المتقاعدين في التعليم الخاص ولا اعمال ومداخيل تذكر للسائقين العموميين).
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الاحتلال الاسرائيلي لليوم الرابع والستين بعد المائة، اعتداءاته على القرى الجنوبية، من خلال الغارات والمسيَّرات، وبالقصف الصاروخي والفوسفوري، وليلا، هاجم العدو منزلا في بلدة الناقورة.
وكانت مدفعية الاحتلال استهدفت سهل الخيام وبلدة كفركلا بعدة قذائف مدفعية، بما في ذلك مدينة مرجعيون كما هاجم بلدتي مروحين وعيتا الشعب.
ولم يتأخر رد حزب الله على الهجمات، واعلن مساء امس استهداف تجمع لجنود العدو في محيطة موقع حانيثا بالاسلحة الصاروخية. كما استهدف تجهيزات تجسسية اسرائيلية بالرشاشات في موقع العاصي.
البناء:
بوتين يفوز رئاسياً: نهوض روسيا ومكانتها كدولة عظمى أولويات الولاية الجديدة
نتنياهو يتعهد لشولتز: لن نشن هجوماً على رفح ما دام السكان محاصرين فيها
جيش الاحتلال يتحدث عن عملية نوعية للمقاومة استهدفت ضابطاً كبيراً بصاروخ
كتب المحرّر السياسيّ
انتهت الانتخابات الروسية الرئاسية بفوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة بأصوات 87% من المشاركين الذين بلغت نسبتهم 70% من الذين يملكون حق التصويت.
ويدخل بوتين ولايته الرئاسية الجديدة بتطلعات استقرار روسيّ مديد يرافقه نهوض اقتصادي بعدما تجاوزت روسيا بنجاح مخاطر الانهيار الذي كان مخططاً لها مع حزمة العقوبات الغربية قبل عامين.
واتخذت هذا النجاح نقطة انطلاق للإقلاع بخطة اكتفاء ذاتي قامت على تطوير الزراعة والصناعة والخدمات، خصوصاً الصناعات التقنية والابتكارات، مهدت الطريق لتعظيم الناتج الإجمالي الوطني وبلوغ روسيا المرتبة الخامسة عالمياً لتنافس اليابان على المرتبة الرابعة، بينما حسمت روسيا مكانتها الأولى عسكرياً في العالم بصواريخ نووية هجومية وصواريخ دفاع تمثل أعلى ما في الترسانة العالمية من مستويات التطور، بينما تشهد حرب أوكرانيا بداية تفكك وانهيار الدفاعات الأوكرانية وتقدم الجيش الروسي في محاور القتال، في ظل مأزق كبير على مستوى قدرة حلف الناتو، وفي الطليعة أميركا، على توفير الإمداد اللازم للجيش الأوكراني الذي بدأ يعيش أزمات الضعف والوهن مع تراجع عديده وروحه القتالية.
في المنطقة تبدأ اليوم مفاوضات الدوحة التي يفترض ان يصل إليها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع الى قطر، للمشاركة في اجتماعات قطرية مصرية أميركية إسرائيلية لمناقشة ورقة حركة حماس التفاوضية التي وصفتها واشنطن بأنها ضمن أطر التفاوض الذي تمّ إقرارها في باريس، ويحمل برنياع موقفاً إسرائيلياً سلبياً من الورقة، خصوصاً حول نقطتين، إعلان نهاية الحرب كشرط لإعلان الاتفاق وتأجيل تنفيذه إلى إنهاء ملف الأسرى بنهاية المرحلة الثالثة من الاتفاق، والانسحاب الكامل من غزة. وقد تحدّث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن العنوانين بسلبية، خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتز، حيث تعهّد بأن لا يشنّ هجوماً على مدينة رفح ما دام السكان محاصرين فيها.
على جبهة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة واصلت المقاومة عملياتها، وقد تحدّث جيش الاحتلال عن عملية نوعية تمثلت باستهداف ضابط كبير بصاروخ موجّه، فاتحاً تحقيقاً بالعمليّة لمعرفة ما تخفيه من خلل استخباري ومن تفوّق تقنيّ للمقاومة.
تتواصل الجهود الأميركية لمنع توسّع الحرب، إلا أن القلق لا يزال سيّد الموقف حيال الوضع على الجبهة الجنوبية، مع التهديدات الإسرائيلية المستمرة، ونقلت صحيفة العدو «يديعوت أحرونوت» عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس قوله «نقترب باستمرار من الحرب مع حزب الله وسيتحمل لبنان عواقبها».
وأمس، نقلت «العربية» عن مصدر إسرائيلي قوله «إن نشوب الحرب على الجبهة الشمالية سيكون مع دولة لبنان وليس حزب الله». وأضاف: «في حال وقوع حرب مع لبنان سندمّر أهدافا على عمق 5 كلم». وتابع: «لدينا بنك أهداف بعمق 5 كلم داخل لبنان لم نستهدفها بعد».
الى ذلك يستعدّ سفراء واشنطن وباريس والرياض والدوحة والقاهرة، للتحرّك مجدداً على الخط الرئاسي، وسيلتقي السفراء اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وغداً الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على ان تشمل لقاءاتهم، في المرحلة المقبلة، القوى السياسية كلّها.
وأوضح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن لا ڤيتو أميركيّاً أو سعودياً على اسمه والسفيرة الأميركية قالت علناً إنه “في حال وصولي سيتعاونون معي”. ولفت الى أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة وأن البعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة.
وعن الكلام الذي نُسب للرئيس بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه، لفت فرنجية إلى أن البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف إلى جانبي عندما تركني الجميع.
وغداة دعوة وجهها رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى البطريرك الماروني لدعوة القيادات المسيحية الى لقاء لبحث الرئاسة في بكركي، سأل باسيل “ليش بدّنا نطوّل الحرب عنّا ونربطها بحرب غزّة؟”.
وتابع، “مشكلتنا مع “وحدة الساحات” أنها ما أخذت بالاعتبار وحدة الساحة اللبنانية”.
وبينما يشهد الأسبوع الطالع جلسة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء، تجتمع لجنة المؤشر غداً أيضاً، لتصحيح الحد الأدنى للأجور، وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر “ضرورة الأخذ في الاعتبار واقع المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والسائقين العموميين والأساتذة المتقاعدين في القطاع التعليمي الخاص عند صياغة مرسوم زيادة الحد الأدنى للأجور الأسبوع المقبل، بإيجاد الأطر القانونية اللازمة لتخفيف أو لتخفيض متوجبات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مراعاةً لواقعهم المتردي (لا معاشات تقاعدية للمؤسسات العامة والمصالح المستقلة أو معاشات هزيلة للأساتذة المتقاعدين في التعليم الخاص ولا أعمال ومداخيل تذكر للسائقين العموميين).
وأشار في بيان الى ان الاتحاد “لن يألو جهداً في سبيل تحقيق هذا المنحى القانوني حمايةً لشرائحه العمالية المتقاعدة او للسائقين العموميين وسيباشر الاتصالات اللازمة لتحقيق الهدف المرجو”.
المصدر: صحف