استَهدفت غاراتٌ أميركيةٌ مقارَّ لِلحشدِ الشعبيِّ في مدينةِ القائم عند الحدودِ العراقيةِ السورية، وفي جرف النصر شَمالَ بابلَ جنوبَ بغداد.
وبِحََسَبِ مصادرَ عراقيةٍ فإنَّ طائراتِ الاحتلالِ الأميركيِّ شَنّت عدةَ غاراتٍ على جرف النصر جنوبَ بغداد.
وأَسفرَ الاستهدافُ عنِ ارتقاءِ شهيدٍ وعددٍ منَ الجرحى، جرّاءَ استهدافِ المقارِّ عند الحدودِ العراقيةِ السورية.
وعَلّق وزيرُ الحربِ الأميركي لويد أوستن على الغاراتِ بِأنّها “جاءت ردّاً على الهَجَمَاتِ ضدَّ القواتِ الأميركيةِ وقواتِ التحالفِ في العراقِ وسوريا”.
الأمين عام كتائب سيد الشهداء في العراق، أبو آلاء الولائي، أكد أنّه “فيما يعاود الأميركي استهدافه لقواتنا، شرع مجاهدونا بالمرحلة الثانية من عملياتهم”.
وبحسب ما كتبه الولائي عبر منصة “إكس”، فإنّ “المرحلة الثانية تتضمن إطباق الحصار على الملاحة البحرية الصهيونية في البحر المتوسط وإخراج موانئ الكيان عن الخدمة”.
وتوعد الولائي باستمرار ذلك حتى فك الحصار الظالم عن غزة، وإيقاف المجازر الصهيونية المروعة بحق أهلها.
بدوره، قال الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله العراق، السيّد جعفر الحسيني، إنّ “المقاومة مستمرة في دك معاقل الأعداء نصرة لأهلنا في غزة حتى تتوقف آلة القتل الوحشية المدعومة أميركياً، ورفع كامل الحصار”.
وزفت هيئة الحشد الشعبي الشهيد علي أنور الساعدي الذي ارتقى بقصف امريكي استهدف مقراً للحشد بقاطع عمليات القائم بالأنبار.
الحكومة العراقية، أكدت أنّ “قصف مواقع عسكرية عدوان على سيادة العراق وإساءة للاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد”. وأعلنت أنّها ستتخذ “كل الإجراءات القانونية تجاه القصف الأميركي، ومن ضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن”، كاشفة عن تشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي لجمع الأدلة ودعم موقف العراق دوليًا في شكواه ضد واشنطن.
بدوره، أعلن الناطق باسم القائد العام للجيش العراقي يحيى رسول، “أننا سنتعامل مع القصف الأميركي على أنه أفعال عدوانية”. ولفت إلى أنّه “في إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق تعود الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ ضربات جويّة ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي في منطقتي جرف النصر والقائم”.
وأوضح رسول أنّ “في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه المتواجدين في العراق شوطاً إيجابياً على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية، نجد هذه الأفعال ترتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك”.
وشدد على أنّ “هذا الفعل المرفوض يقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة، ونتائج حرب الإبادة غير الأخلاقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني”.
وأضاف الناطق الرسمي أنّه “بينما سكتت القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، إزاء تلك الجرائم، نراها تنزلق إلى أفعال مُدانة وعدوانية غير مبررة على الأراضي والسيادة الوطنية العراقية”. ودعا المجتمع الدولي إلى “تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق وسيادته، في وقت سنتعامل فيه مع هذه العمليات على أنها أفعال عدوانية، وسنتخذ كل ما يمليه علينا الواجب وما تحتمه المسؤولية؛ من أجل حفظ أرواح العراقيين وكرامتهم على أرض بلادنا الآمنة المستقرة، بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا”.
من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الاعرجي، أن “استهداف مقرات الحشد الشعبي اعتداء على السيادة العراقية لا يساعد على التهدئة”، معتبرا أن “على واشنطن الضغط لإيقاف العدوان على غزة بدلا من قصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية”.
ودانت المقاومة الاسلامية – حركة النجباء، في بيان، استهداف الحشد الشعبي في العراق من قبل القوات الاميركية، معتبرة انه “اعتداء جديد وانتهاك آخر للسيادة ترتكبه عرابة الشر في العالم امريكا يستهدف ابناء العراق من منتسبي الحشد الشعبي في القائم وجرف النصر ويسفر عن استشهاد عدد منهم وجرح آخرين”.
وقالت “إن تكرار هذه الانتهاكات الصارخة لأمن واستقرار البلاد إنما يضع مسؤولية وطنية واخلاقية على الحكومة العراقية بضرورة اتخاذ خطوات أكثر جدية لوقف هذه الاعتداءات ومن ثم العمل على تجريم مرتكبيها ومحاسبتهم .
وأضافت إن “هذه الافعال الاجرامية مرفوضة جملة وتفصيلا وسيكون للمقاومة الاسلامية موقف بازائها ورد يشفي صدور قوم مؤمنين لاسيما انها تؤكد وبما لا يقبل الشك كذب ادعائهم بأن هذه القوات استشارية وتثبت أنها قوات قتالية استعمارية وأن سفارة الشر الاميركية إنما هي قاعدة عسكرية تنطلق منها كل الاعتداءات والانتهاكات للسيادة العراقية وان مطالباتنا بطرد هذه السفارة هي مطالب حقة ولها أسبابها ومبرراتها”.
وشدد البيان “أما بالنسبة للرد، فبإذن الله سيكون قويا وسريعا ومباغتا ولن يكون الأخير حتى طرد آخر جندي من جنود الاحتلال”.
وتواصل المقاومة الإسلامية في العراق استهداف قواعد الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا، استكمالاً لنهج مقاومة الاحتلال الأميركي في المنطقة، ورداً على مجازر الكيان الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزّة.
المصدر: موقع المنار