مرةً جديدةً تُسْقَى الحقيقةُ من دماءِ ابنائها، فتزدادُ قوةً بوجهِ اعدائها، ومرةً جديدةً تسابقُ الكاميرا والمذياعُ صاروخَ الحقدِ الصهيوني فيَصلانِ الى الهدفِ رغماً عن اجرامِه ..
هكذا فعلَ فرح عمر وربيع المعماري ومعهما حسين عقيل ، الذين زَرعوا مِخرزاً جديداً للحقيقةِ بعينِ العدو، واجساداً مباركةً في ارضِ الجنوب – عندَ طريقِ القدس، كتلكَ المزروعةِ بارضِ فلسطين، ليَنبُتَ قريباً نصرٌ مُبين ..
عادوا من ميدانِ الواجبِ ببسمتينِ ووردة، ونيشانِ شهادةٍ لقناةِ الميادين، واَثبتوا بالدمِ وليس فقط بالصوتِ والصورةِ انَ الصهيونيَ عدوٌ جبانٌ لا يقدرُ على اَندادِ السلاحِ المقاومينَ الذين اَذاقوا جيشَه شرَّ البلايا، فعادَ لينتقمَ من الاعلامِ ومن المدنيين ..
جنونٌ وانتقام، سبَبُهُ ضياعُه في الميدان، هي حالُ الصهيوني الذي اَفقدَه المقاومونَ بنوكَ اهدافِه، وفضحَه الاعلامُ بكلِّ فشلِه واجرامِه في غزةَ وشمالِ فلسطينَ وجنوبِها، كما فضحَ حقدَهُ سيلُ الدمِ المسفوكِ غِيلةً في القطاعِ والضفةِ وجنوبِ لبنان، من اطفالٍ وشيوخٍ ونساء واعلاميينَ، وليسَ آخرَهم فريقُ الميادين، وجدةٌ وحفيدتُها في بلدةِ كفركلا واستهدافُ المساجدِ والكنائسِ وبيوتِ الآمنين ..
وسريعاً كانَ القِصاصُ بيدِ المقاومينَ الذين اَصابوا العدوَ باهدافٍ دقيقةٍ في قاعدةِ هلل العسكريةِ قربَ كريات شمونا وتجمعاتٍ للجنودِ الصهاينةِ في افيفيم والمنارة والمالكية والمطلة وبياض بليدا وغيرِها رداً على استهدافِ الاعلاميين والمدنيين ونصرةً لغزةَ ودعماً لشعبِها ومقاومتِها كما جاءَ في بياناتِ المقاومةِ الاسلامية..
امّا ما جاءَ على لسانِ اهلِ الشهداءِ فيؤكدُ كلَّ العزيمةِ والثبات، والبصيرةَ والاحتسابَ والمضيَّ على طريقِ القدسِ مهما بلغت التضحيات، معَ مطالبتِهم للمقاومينَ والاعلاميينَ بالصمودِ على طريقِ النصرِ الذي ما هو إلا صبرُ ساعة..
وفيما اهلُ غزةَ على صبرِهم، ومقاومتُهم على عزيمتِها، سجلَ العدوُ المزيدَ من مجازرِه التي رَفعت مئاتِ الشهداءِ خلالَ اربعٍ وعشرينَ ساعة، ووثّقت المقاومةُ المزيدَ من انجازاتِها مستنزفةً العدوَ وجنودَه الذي ما زال يَعُدُّ قتلاهُ عندَ بيت حانون وجحر الديك المتاخمتينِ للمستوطنات ..
اما الحديثُ عن الهدنةِ فبات بمرحلةٍ جديَّةٍ، واعلنت حركة حماس عن تسليمِ ردِّها على المُقترحاتِ الى القطريين، وتنتظر موقفَ الاحتلال ..