أعلن السيد على فضل الله أنه “انطلاقاً من مسار تأليف الحكومة، نخشى أن نكون في صدد بناء حكومة تناقضات ومناكفات وكيديات، والوطن لا يبنى بذلك، فبناؤه يتم عندما يخرج الجميع من حساباتهم الخاصة إلى الحسابات العامة، ومن حسابات الطوائف إلى حساب الوطن”.
وجدد فضل الله “دعوة كل القوى السياسية إلى أن يرأفوا بإنسان هذا البلد، وألا يزيدوا يأسه يأسا وإحباطه إحباطا، وإلى الإسراع في تأليف حكومة تستوعب كل المكونات، وتستثمر نفوذها في سبيل العمل لأجل الوطن وإنسانه”. وتابع السيد في خطبة الجمعة التي القاها في مسجد الامامين الحسنين(ع) في حارة حريك أنه “في هذا الوقت، يبرز إلى الواجهة مجددا الحديث عن قانون الستين، كخيار للانتخابات النيابية القادمة، وهناك من يرى أنه السبب الوحيد لتأخير تشكيل الحكومة، أو لعدم التوافق حتى الآن في المجلس النيابي على قانون انتخابي موحد، رغم تنصل الجميع منه، واعتبارهم أنه قد مات، ولم يعد قابلا للحياة، وإن كنا دائما نقول إن ما يعلنه الكثير من السياسيين، ليس هو حقيقة ما يفكرون فيه ويعدون له”.
ورأى السيد في “إعادة تعويم هذا القانون صفعة للعهد الجديد الذي جاء حاملا عناوين الإصلاح والتغيير إلى اللبنانيين، وخيبة لآمال الناس الذين يتطلعون إلى قانون عصري يساهم في تغيير المشهد اللبناني، ويؤدي إلى نقلة حقيقية في العمل السياسي اللبناني”، قائلاً “كما أننا نرى في هذا الطرح تعزيزا للمقولات التي تتحدث عن أن أحد أسباب تأخير الحكومة، هو تهيئة الجو لإعادة السير بقانون الستين. ومن هنا، ندعو كل الحريصين على قانون انتخابي عصري إلى الإسراع في تأليف حكومة، لتتفرغ للعمل على قانون عصري جديد، ولا سيما أن هذا الأمر مطلب كل اللبنانيين وكل الحريصين على هذا البلد”.
كما لفت السيد الى أنه “في ظل كل هذا الواقع القاتم، يستمر الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في أداء الدور الملقى على عاتقهم، بأن يكونوا العين الساهرة على حماية لبنان من الخلايا الإرهابية والعابثين بأمنه، وكل من يريد له أن يكون ساحة لتصفية الحسابات، أو لإعادة الصراع الطائفي والمذهبي إليه”، مشيراً الى أنه ” في الوقت الذي نثمن فيه إنجازات الجيش والقوى الأمنية، نتمنى أن نرى هذه الجدية والمثابرة في المشهد السياسي، كما هو الحال في المشهد الأمني، حيث تستمر معاناة اللبنانيين في كل شيء، إذ ما زالوا ينتظرون من العهد الجديد أن يعبر عن آمالهم في التغيير وفي الوفاء بالعهود التي أطلقها لحل القضايا الاجتماعية، من ماء وكهرباء وصحة وغيرها، وأن لا يتكرر لديهم المشهد الذي يعانونه عند كل شتاء، حين تطوف الشوارع والمنازل”.
من جهة ثانية، دعا فضل الله عاليا الى “حماية المدنيين في سورية”، لافتاً الى أننا “لا ندعو إلى ذلك على طريقة الذين يحولون الأزمة إلى مادة للاستثمار السياسي، بل نحرص على توفير كل الطرق لحل سياسي يضمن لكل سوريا الوحدة والاستقرار، ويبعد عنها كل الذين يريدون أن يعبثوا بأمنها واستقرارها”.
وفي وفاة الرئيس الكوبي فيديل كاسترو، قال فضل الله إنه “على الرغم من اختلافنا الفكري والديني معه، فإننا لا نقدر إلا أن نثمن دوره في قضايا التحرر، ولا سيما القضية الفلسطينية، وفي تقديمه أنموذجا في مواجهة الهيمنة والغطرسة التي أريد لكوبا أن تخضع لها، وقد تحمل في ذلك محاولات الاغتيال العديدة، والحصار الذي فرض على بلاده، واستطاع أن يقدم نموذجا في قدرة الدول والشعوب على تحقيق حريتها واستقلالها، وفرض نفسها كأمر واقع إن قررت ذلك”.