خليل موسى – دمشق
أول سبع ساعات من فجر السابع من تشرين الاول/أكتوبر مَزّقت خارطةً دأب الاحتلال الصهيوني على رسمها خلال سبعين سنة، وتحصينُ الجغرافيا المسروقة في فلسطين كان أشبه بتحصين قلعة رملية في مهب الريح القادمة مع أمواج المقاومين الداخلين من قطاع غزة إلى غلافها وتحرير المستوطنات بما يشبه الخيال، ولكنه حقيقة، إنه طوفان الأقصى على من ليس لديهم سفينة نوح.
“أوهن من بيت العنكبوت”..، إنها أكثر ما يحضر في ذهن الناس منذ بداية صباح هذا اليوم في جميع بقاع الأرض، فهي عملية معقدة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني علمية وعسكرية واستراتيجية، وحتى على المستوى الاستخباراتي والأمني، وفي تشخيص هذه العملية التي تَوقّع الصهاينة أنها ستكون خاطفة ومؤقتة، تؤكد الوقائع على الأرض أنها عملية ذات مفعول سارٍ باتجاه الاستمرار نحو الأعمق والأوسع، ولن تنتهي عند الحد، فقتل الجنود الصهاينة وأسر العشرات ويعطي مؤشرات مرعبة للكيان المؤقت.
واليوم يرى المتابعون أنه لأول مرة تنقل المقاومة الفلسطينية أرض المواجهة من داخل غزة إلى داخل المستوطنات المحتلة، وخاصة غرف العمليات الصهيونية التي كانت تدار منها عمليات العدوان على الشعب الفلسطيني القاطن في غزة.
ما حدث أصبح في محط التشخيص والتحليل العسكري لما شوهد اليوم، وبدأ الحديث للواء حسن حسن وهو الخبير في العلم العسكري، بالإشارة إلى تفاصيل هذه العملية وتحليل خطواتها المعروضة على جميع وسائل الإعلام، والتركيز على موضوع الاستخبارات، والأسلحة، والنجاح الفلسطيني ومن بداية غير تقليدية لخبير عسكري جاء الجواب.
الفشل هو المقابل للصورة التي بدأها الخبير في العلم العسكري اللواء حسن حسن، فهنا التفاصيل أكثر إثارة من حيث عدد الاتجاهات التي وردت في الحدث خلال علملية اليوم وما يتعلق بنوعية القدرات العسكرية الصهوينية والإحصائيات الاولية.
امكانية اجتماع الكابينيت لن تغير من النتائج أي شيء، فطوفان الأقصى أغرق كل الجوانب النفسية والعسكرية والسياسية، وحتى النتائج بما يخص المواقف الدولية.
المصدر: موقع المنار