تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الاثنين 28/11/2016 على قضية المراوحة في موضوع تأليف الحكومة اللبنانية، وانشغال الرئيس المكلف بالانتخابات الداخلية في “تيار المستقبل”.
السفير
بري: قانون «الأمر الواقع» سيضعنا في مواجهة الناس
هل يلتف «حبل الستين» حول عنق العهد؟
انشغل الرئيس سعد الحريري خلال عطلة الأسبوع بالانتخابات الداخلية في «تيار المستقبل»، فتوقفت عجلات التفاوض حول تأليف الحكومة عن الدوران، ليتحول اهتمام الرئيس المكلف من البحث في التركيبة الحكومية، الى مواكبة ولادة التركيبة التنظيمية المتجددة لـ«المستقبل».
وما ساهم أيضا في تبريد خطوط مساعي التأليف هو وجود الوزير جبران باسيل في البرازيل، سعياً الى تزخيم الطاقات الاغترابية، بعدما ضاقت الحقائب الوزارية بـ «الطاقات المحلية»!
ولئن كان الحريري قد فاز برئاسة تياره بالتزكية، فإن الإنجاز الأهم هو أن يفوز سريعاً بتشكيلة حكومية متوازنة ومنتجة، لان استمرار هدر الوقت من دون إنجاز التأليف سينعكس سلبا عليه وعلى العهد الجديد.
وأبلغت مصادر مواكبة للملف الحكومي «السفير» أن العقد لا تزال تراوح مكانها، وأن كل طرف مستمر في التمسك بطروحاته، في انتظار حدوث اختراق ما من خلال تنازلات متبادلة، موضحة أن «القوات اللبنانية» باقية على مطالبتها بحقيبة «الأشغال العامة»، و«تيار المردة» على موقفه الداعي الى منحه «الطاقة» أو «الاتصالات» أو «الأشغال»، كما أن «التيار الوطني الحر» يتمسك بـ«التربية»، علما أن الرئيس نبيه بري كان قد اقترح أن تكون «الأشغال» و«التربية» من حصة فريقه السياسي على أن يتولى هو التفاهم مع النائب سليمان فرنجية حول الحقيبة التي ستؤول الى «المردة».
وتردد أن من بين الخيارات الممكنة لمعالجة العقد، محاولة إقناع «القوات» بنيل «الصحة» بدل «الأشغال»، إضافة الى البحث في إمكان أن يتخلى «المستقبل» عن «الاتصالات»، لتُمنح الى «المردة».
ولئن كان هناك من يتوقع أن تأتي الحكومة المقبلة امتدادا لسابقاتها، على مستوى المحاصصة والنهج، فإن ما يمكن أن يشفع لها ويخفف من وطأة علاتها هو أن تولد بسرعة، ليس حباً فيها، بل كرهاً بقانون «الستين» وأملاً أن تكون أولويتها وضع قانون انتخاب جديد، يمهد لمرحلة مغايرة، على قاعدة إعادة تكوين السلطة.
وبرغم أن المتطلعين الى قانون عصري على أساس النسبية لا يزالون يأملون تحقيق هذا الطموح، قبل دعوة الهيئات الناخبة في النصف الاول من شهر شباط المقبل، مرتكزين على قوة الدفع التي أفرزها انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، إلا أن الواقعية السياسية تدفع في اتجاه الاعتقاد بأن فرص إنجاز مثل هذا القانون آخذة في التضاؤل، يوما بعد يوم، تحت وطأة «الحيل السياسية» من جهة، وعامل الزمن الذي بات ضاغطاً من جهة أخرى، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 21 أيار المقبل.
وقالت مصادر سياسية لـ «السفير» إنها تخشى من أن يستفيد البعض من إجازات شهر الأعياد والوقت الذي يتطلبه تشكيل الحكومة ثم وضع بيان وزاري وبعد ذلك نيل الثقة، من أجل محاولة تمييع أولوية قانون الانتخاب الجديد، معتبرة أن المشكلة تكمن في النيات المضمرة التي تحاول استهلاك الزمن وتقطيعه، للوصول في نهاية الأمر الى فرض إجراء الانتخابات على أساس «الستين».
ولفتت المصادر الانتباه الى أن إقرار قانون جديد يبقى ممكناً في ربع الساعة الأخير، إذا توافرت الإرادة الحقيقية والصادقة، لأن كل المشاريع أشبعت درساً وتمحيصاً، وبالتالي لم يعد ينقص سوى القرار السياسي باعتماد هذا المشروع أو ذاك.
وفيما يشكل الإبقاء على «الستين» انتكاسة للعهد، اعتبر بعض المقربين من الرئيس ميشال عون أنه يجب عدم تحميل الأشهر الستة الأولى من ولايته أثقال كل المطالب دفعة واحدة، من حكومة ثورية الى قانون انتخاب عصري، مرورا بالإصلاحات ومكافحة الفساد.
وأشار هؤلاء الى أن الأشهر الأولى من الولاية الرئاسية هي انتقالية حُكماً، ما يفسر احتمال أن تأتي الحكومة المقبلة مزيجاً بين موروثات الحقبة السابقة وتطلعات الحقبة الجديدة، «وكذلك الأمر بالنسبة الى قانون الانتخاب الذي يجب بذل أقصى الجهود لتعديله وتطويره، ولكن إذا لم يحصل ذلك الآن، فهذه ليست نهاية العالم، إذ هناك متسع من الوقت أمام العهد لإنتاج القانون الأفضل في ما بعد».
وأكد المدافعون عن العهد أن حصول الانتخابات على أساس قانون عادل وعصري هو حتماً أفضل بألف مرة من إجرائها وفق «الستين»، فإذا تعذر ذلك، يصبح حصولها على قاعدة «الستين» أفضل بكثير من عدم إجرائها.
وتقول بعض الأوساط السياسية إن ما يخفف من وطأة «الستين» على المسيحيين هذه المرة هو التحالف بين «التيار الحر» و «القوات اللبنانية» الذي من شأنه أن يُحسن تمثيل هاتين القوتين في المجلس النيابي المقبل، أياً كان قانون الانتخاب.
لكن أوساطاً بارزة في تكتل «التغيير والإصلاح» أكدت في المقابل لـ «السفير» أن «الستين» لا يفيد المسيحيين ولا يعدل في صحة تمثيلهم، إلا على مستوى بعض التفاصيل والجزئيات، برغم زخم تحالف «التيار» – «القوات»، مشددة على أن التحدي المحوري يكمن في تحرير مقاعد قرابة 30 نائباً مسيحياً «خارج السيطرة»، من هيمنة الصوت المسلم، من عكار الى بيروت مروراً بالشوف وزحلة، وغيرها من المناطق.
مخاوف بري
الى ذلك، قال الرئيس بري أمام زواره امس إنه لم يتبلغ بأي جديد خلال اليومين الماضيين في ما خص مساعي تأليف الحكومة.
وحذر بري من أن الوقت يمر، مشددا على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل التفرغ لقانون الانتخاب.
ونبه الى أنه بعد شهر من الآن تقريبا سيصبح من الصعب جدا إنجاز قانون جديد وإجراء الانتخابات على أساسه، لان المهلة الفاصلة عن موعد الانتخابات ودعوة الهيئات الناخبة تضيق شيئا فشيئا.
وأبدى بري تخوفه من وجود أطراف داخلية تضغط في اتجاه فرض قانون «الستين» كأمر واقع على قاعدة أنه يخدم مصالحها، محذرا من أن أي أمر من هذا القبيل سيضع الطبقة السياسية في مواجهة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين التي أكدت رفضها لـ «الستين»، كما أظهر أحد استطلاعات الرأي.
وكرر بري التنبيه الى أن اعتماد «الستين» سيشكل نكسة كبرى للعهد الجديد.
ولفت الانتباه الى أن كتل «التنمية والتحرير» و «الوفاء للمقاومة» و «الإصلاح والتغيير» تلتقي حول قاسم مشترك أساسي وهو ضرورة وضع قانون جديد يحقق عدالة التمثيل، معتبراً أن أي قانون يظل أفضل من «الستين» الذي لا يليق بطموحات اللبنانيين.
النهار
لبنان مهدَّد بالخروج من “لعبة الغاز” !
برّي يصوِّب سهامه إلى الحريري
بعيداً من ملف التأليف الحكومي العالق بين مطالب ظاهرها حقائب وزارية وباطنها صراع على مضمون “السلة” الذي كان بالجملة فصار بالمفرق، وخصوصاً من باب قانون الانتخاب العتيد والاستحقاق المقبل بتأجيل تقني للانتخابات النيابية قد لا يتجاوز الاشهر الثلاثة، يبرز أمام لبنان الاستحقاق النفطي المتأخر على وقع المماحكات والصراعات والتي تكاد تضيع على لبنان فرصته التاريخية بالتحول بلدا نفطياً.
تحاول اسرائيل ازالة العراقيل التي تعيق وصول غازها الى تركيا ومنها الى أوروبا باستخدام مسارين محتملين: خط أنابيب من اسرائيل إلى تركيا وصولاً الى أوروبا عبر المياه الاقليمية اللبنانية والسورية وهذا أمر مستحيل، وبناء انبوب غاز يخرج مباشرة من اسرائيل الى قبرص ومنها الى تركيا وصولاً الى أوروبا. ومع مد الانبوب الاسرائيلي الى تركيا سيصير مستحيلاً على لبنان المشاركة فيه لايصال غازه الى أوروبا لأن الأمر سيُعتبر “تطبيعاً” مع تل ابيب، ولا يمكن قبول عبور الغاز اللبناني في الانبوب ذاته الذي يمر فيه الغاز الاسرائيلي، وقت تؤكد الدراسات والخرائط ان انبوباً واحداً فقط يمكن ان يمر من شرق المتوسط الى تركيا وأوروبا، اذ لا تحتمل هذه البقعة الجغرافية انشاء اكثر من انبوب، مما يعني إخراج لبنان من لعبة الغاز.
الحكومة
على مسار التأليف الحكومي، هدأت جبهة عين التينة – بعبدا، ليحول الرئيس نبيه بري سهامه في اتجاه “بيت الوسط” متحدياً الرئيس سعد الحريري “ان يمضي في التأليف” إذا استطاعوا تأليفها من دوننا فليقدموا على هذا الامر، ونتجه عندها الى المعارضة التي يراودني مناخها”. وهو يتهم الحريري بنقل كلام غير صحيح قائلاً: “ارفض من لا يتعامل معي بصدق”. وينفي بري معلومات يقدمها الحريري مفادها أن وزارة الاشغال من حصة “القوات”، وانه جرى الاتفاق على هذا الامر مع بري الذي قبل بالصحة بعد تنازل سمير جعجع عن الحقيبة السيادية، ويوضح لـ”النهار” إن “هذا الكلام لا اساس له من الصحة. قلت للحريري ان الحركة تطالب بحقيبتي المال والاشغال، ولا أمانع في القبول بالحقيبة الثالثة، أي وزير دولة من باب التسهيل. حقيقة، ندمت على موقفي الاخير. وأكرر أن لا خلاف ولا مشكلة بيني وبين سمير جعجع أو اي فريق، ولتحصل القوات على الحقيبة من الجهة التي قدمت لها هذا الوعد”.
مؤتمر “المستقبل”
على صعيد آخر، اختتم “تيار المستقبل” مؤتمره العام الثاني، الذي عقده يومي السبت والأحد في مجمع “البيال”، بانتخاب الرئيس سعد الحريري رئيساً للتيار بالتزكية، وأحمد الحريري أميناً عاماً للتيار. وانتخب المؤتمر الذي شارك فيه 2400 ناخب، و400 عضو مراقب، 20 عضواً للمكتب السياسي بعد رفع عددهم بناء على توصية الرئيس الحريري، وعين الاخير وفقاً للنظام الداخلي للتيار، 12 عضواً. واللافت في الانتخابات كما في التعيينات انها حملت وجوها سياسية جديدة غالبها من الشباب، وادخلت العنصر النسائي بشكل واضح، كما وعد الرئيس الحريري سابقاً بان يبلغ الاعضاء من الشباب والنساء نحو 40 في المئة.
وقال الحريري في جلسة الافتتاح: “ينعقد المؤتمر في مرحلة من أدق المراحل في تاريخ لبنان والمنطقة العربية وأصعبها. وقد شئنا أن يواكب المبادرة السياسية، التي أطلقناها وأنهت الفراغ في رئاسة الجمهورية، بانتخاب فخامة الرئيس ميشال عون، ونقلت لبنان من المراوحة في دوائر الخطر واليأس والتعطيل، الى دائرة إنقاذ الشرعية من الانهيار. ولقد نجحنا بحمد الله في تجنيب لبنان الانزلاق نحو المخاطر المحيطة، وقرّرنا أن نقوم بتسوية سياسية، لم يكن لها من هدف سوى العبور بلبنان من حقول الألغام الإقليمية والمحلية الى منطقة آمنة تحت مظلّة الوفاق الوطني. هذا النجاح هو اليوم في الرصيد الوطني لتيار المستقبل. إنّه في رصيد المؤتمر الثاني للتيار، الذي يشكل علامةً فارقة في مسيرتنا التنظيمية والسياسية والديموقراطية…”.
الأخبار
القوات «تصطاد» في ماء الحكومة العكر
في وقت تأليف الحكومة الضائع والعقد المتنقلة من حقيبة الى أخرى، يلعب حزب القوات على وتر الفتنة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، وحزب الله وحركة أمل من جهة أخرى.
اللعبة التي بدأها قبيل انتخاب عون رئيساً بتحريض الرأي العام العوني على حزب الله يستكملها حزب القوات اليوم بإشاعة قرب إعلان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري حكومة أمر واقع نهاية الأسبوع الجاري. وبوضوح أكثر، يريد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع “الحريص على العهد”، أن يبدأ رئيس الجمهورية عهده باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله ضمناً، من مفاوضات تشكيل أول حكومة. وهو اكتشف أخيراً الدستور وبات يقتبس منه تصريحاته الإعلامية، قائلاً ان الحكومة يؤلفها “رئيسا الجمهورية والحكومة فقط”. وما تأخير التشكيل بنظر القواتيين سوى “تنفيس” للعهد وتأخير مماثل للنهضة الاقتصادية قبل عيدَي الميلاد ورأس السنة، ولأن عون “رئيس غير تقليدي لا يسعه الانتظار أكثر، وخصوصاً أن التململ الشعبي بدأ يكبر والهيئات الاقتصادية تشتكي كما التجار”، بحسب مصادر القوات. أما حكومة الأمر الواقع، “فسيشكلها الرئيسان بطريقة مماثلة لحكومة تمام سلام، حيث تتوزع الحقائب بين 8 و14 آذار بما فيها حقائب الوزراء الشيعة”، على حد قول المصادر نفسها.
وقواتياً أيضاً، دخل رئيس الجمهورية في مرحلة حرجة وسيصطدم قريباً بواقعة عدم قدرته على تطبيق خطاب قسمه ووعده بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفقاً لقانون انتخابي جديد، ولا سيما أن المهلة الأخيرة لدعوة الهيئات الناخبة هي تاريخ 11 شباط 2017. في المقابل، تجزم مصادر الحريري ومعلومات بعبدا بأن خيار “حكومة الأمر الواقع” غير مطروح على بساط البحث.
وقد جاء موقف حزب الله أمس على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي اعتبر أن الأصعب مَرّ. تم التكليف، أما عقبات التأليف فليست جوهرية، وهي تتطلب بعض المرونة، ونتيجتها إيجابية للجميع”. وأشار الى أنه لا داعي لتأخير تشكيل الحكومة “وبالإمكان أن نتعاون لنصل في أسرع وقت إلى إنجازها لمصلحة الناس”، مؤكداً أن حزب الله “لن يوفر جهداً لقيام الدولة وبنائها لأبنائها، لا لتحقيق المكاسب الشخصية والفئوية”. وتوجه قاسم الى بعض مسؤولي قوى 14 آذار، من دون أن يسميهم، لافتاً في الكلمة التي ألقاها في بلدة القماطية، الى أنه “عندما يقر العالم من أوله إلى آخره بدور حزب الله في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بشكلٍ فاعل كالشمس في رابعة النهار، فلا قيمة عندها لادعاءات البطولة والفضل من بعضهم، فهي خربشات وأوهام الفوز خارج الحلبة”. وأضاف أن الذين يحاولون “إبراز عضلاتهم خارج حلبة المصارعة، هؤلاء الذين ادعوا أنهم قاموا بعمل وأنجزوا وكانوا الأوائل هم التحقوا في الركب الذي سار فيه حزب الله واستطاع مع الخيّرين إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
وكان لافتاً أمس أن تصريحات نواب كتلة التنمية والتحرير تصبّ جميعها في خانة تشكيل الحكومة. وعلى عكس ما تشيعه القوات، أكد النائب علي خريس في كلمة له خلال إطلاق مكتب الشباب والرياضة لـ”حركة أمل” في إقليم جبل عامل “أننا على أبواب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حيث ستكون هناك مشاركة من قبل الجميع ولا يستطيع أحد أن يخفي أي طرف من الأطراف اللبنانية الوازنة”. وأشار خريس الى الأمور الأساسية والمهمة التي تقع على عاتق الحكومة الجديدة، أهمها “قانون انتخابي جديد يعتمد القانون النسبي”. وأكد النائب علي بزي “بكل صراحة ومحبة، نحن كما كنا على الدوام نشكل رافعة للحكومات وللعهود لن نتقاعس عن القيام بهذا الدور على الإطلاق، لكنْ هناك أصول حسب الدستور وحسب الأعراف والتقاليد في عملية تشكيل الحكومات وتأليفها والذي حذر منه بري في السابق”. ولفت الى أن البعض “ارتأى أن يسير بخلاف ذلك وهم اليوم يحصدون خيبة وإخفاقاً ومرارة وإحباطاً، والدليل أن الحكومة لم تتشكل حتى الآن لأن هناك التزامات في مكان ما ضمن جهات ما، ولم تنسحب هذه الالتزامات على بقية المكونات السياسية في هذا البلد”. وفيما أكد أن الحركة “مع حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحداً على الإطلاق”، اعتبر أنه “بنفس القدر لا تستطيع أية حكومة أن تتشكل وأن تنتفخ أحجام البعض على حساب الآخر، ونحن كفريق واحد أبلغنا هذا الموقف الى من بيده صناعة الحكومة”، غامزاً من قناة إعطاء القوات حصة أكبر من حجمها، ليختم بوضوح: “إما أن ندخل معاً وإما أن نخرج معاً، وعنيت ذلك بما يتعلق بمسألة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية”.
وكان الوزير السابق في تيار المردة يوسف سعادة قد أشار في حديث تلفزيوني، إلى أن مطلب المردة في ما يخص الحكومة واضح، “ونقلناه الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. نريد الحصول على وزارة الطاقة، أو الأشغال أو الاتصالات، والعقدة هي أن هناك من يمنع علينا حقيبة وهي حق لنا”. أما نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان، فرمى الطابة في ملعب الحريري، مشيراً الى أن “مشكلة تأليف الحكومة ليست عند القوات اللبنانية (…) فالحزب قبِل أن لا تكون إحدى الوزارات السيادية له، وعرض علينا رئيس الحكومة المكلف وزارات الأشغال والشؤون الاجتماعية والإعلام ووزارة لحليفنا ميشال فرعون وقبِلنا عرضه”.
اللواء
ميقاتي زار سلام: طريقة تشكيل الحكومة لا تحمل شعار الإصلاح والتغيير
عرض رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي زاره في دارته في المصيطبة التطورات على الساحة المحلية.
بعد اللقاء، قال ميقاتي: «اردت من خلال هذه الزيارة الى الرئيس تمام سلام ان اتمنى له دوام الصحة وانوه بالجهد الذي بذله خلال توليه رئاسة الحكومة، كما تمنيت الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة ليعود الى حياته العادية. يُشهد لدولته انه مر بإحدى اصعب المراحل في تاريخ لبنان وكان اداؤه موضع ثناء لدى جميع اللبنانيين. أتمنى له دوام الصحة والنشاط والعمل السياسي المديد».
أضاف: «خلال اللقاء تطرقنا طبعا الى الاوضاع الراهنة وتحدثنا عن مواضيع الساعة، ونحن نتمنى ان تبصر الحكومة النور في اسرع وقت. وفي هذا السياق أعتبر ان الطريقة التي يجرى فيها تشكيل الحكومة ليست الطريقة السليمة التي يتمناها اللبنانيون ولا تحمل شعار الاصلاح والتغيير. حتى الآن لم نلمس الاصلاح الحقيقي ولا التغيير الحقيقي لأن الحكومة يتم تأليفها وكأن المسألة توزيع مغانم او تركات او حصر ارث، وصار الحديث عن اي حقيبة سيحصل عليها كل وزير، وكأن هذا الوزير آت ليخدم فقط حزبه او المجموعة التي يتبع لها، في الوقت الذي مطلوب فيه من كل وزير ان يخدم كل لبنان ويهتم بأمور جميع اللبنانيين. اضف الى ذلك ان الجدال الحاصل بشأن توزيع الحقائب الوزارية يوحي وكأن الانتخابات النيابية المقبلة في الربيع لن تحصل».
وختم: «هذه الحكومة مهمتها في الاساس ان تكون حكومة انتخابات وان تعمل على تمرير الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات بأقل خسائر».
البناء
العالم يودّع كاسترو إلى التاريخ… وفيون إلى الرئاسة الفرنسية للتعاون مع الأسد
انهيار متسارع لصالح الجيش في شرق حلب… وآلاف المدنيين يغادرون
الحكومة تراوح… وإبراهيم لوسيط جدّي مع «داعش»… و«المستقبل» ينتخب «الحريريَّين»
الحدث الذي جذب أنظار العالم كان التدحرج السريع لانتصارات الجيش السوري وحلفائه في الأحياء الشرقية لحلب، فبمجرد سقوط حي مساكن هنانو بيد الجيش السوري والحلفاء تساقطت الأحياء كأوراق الخريف، فسقط أحياء الهلك وبعيدين وبستان الباشا والصاخور وجبلد بدرو والحيدية والإنذارات والسكن الشبابي والأرض الحمرا ومنطقة معامل الجندول، وتدفق سيل من آلاف المدنيين الهاربين من مناطق سيطرة المسلحين، خصوصاً في أحياء السكري والشعار والشيخ سعيد، وقد تولّت وحدات الجيش السوري والمؤسسات الحكومية تأمين النازحين الهاربين من سيطرة الجماعات المسلحة.
مصادر عسكرية متابعة لمسار الحرب اعتبرت أنّ الأهمّ من استعادة هذه الأحياء هو السقوط السريع كمؤشر على تهالك الجماعات المسلحة وفقدانها إرادة القتال، وهذا ليس له تفسير عسكري بتمركزها في أحياء مدينة يمكن القتال فيها لشهور، بل علامة على انهيار المعنويات والشعور باليأس من أفق الحرب التي يخوضونها، وهذا يعني أنّ المشهد الحلبي سيتكرّر وبتسارع في مناطق القتال الأخرى، وبالتالي دخول الحرب عسكرياً مرحلة المفاجآت والانهيارات المتدحرجة.
انتصارات سورية، التي خطفت أنظار العالم، رافقت وداع الزعيم الكوبي فيديل كاسترو الذي بكاه السوريون صديقاً لدولتهم وشعبهم وقضيتهم التي بقيت فلسطين عنوانها وبقي كاسترو من أشدّ الأوفياء لها، رغم تخلي أغلب الحكومات العربية عنها، وبوداع كاسترو إلى التاريخ الذي سيحفظه قائداً فذاً صمد وحيداً مع جزيرته وشعبه في فم التنّين الأميركي نصف قرن حتى تراجع مَن قرّر اغتياله وغزو بلاده لمصالحته، فجاء الرئيس الأميركي باراك أوباما عارضاً السلم عليه قبل أن يرحل.
الانتصارات السورية العسكرية تلاقت مع انتصارات سياسية محورها التغيير الجاري بسرعة في بلاد الغرب، فبعد أميركا جاء دور فرنسا لخوض التهيّؤ للانتخابات الرئاسية على إيقاع التنافس تحت عنوان الحرب على الإرهاب بين مفهوم النفاق السياسي والطموحات الاستعمارية، ومفهوم التعاون من موقع مصلحة الدولة الوطنية مع الدول الوطنية التي تخوض حربها على الإرهاب، وفي طليعتها الدولة السورية. وقد منح الفرنسيون تصويتهم لفرنسوا فيون بوجه آلان جوبيه وهو يدعو للتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد والتحالف مع روسيا كضرورة للفوز في الحرب على الإرهاب.
لبنانياً، بقي الحال الحكومي يراوح بلا جديد، وكان الجديد ما كشفه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن ظهور مفاوض جدي في قضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش، بينما أنهى تيار المستقبل مؤتمره الثاني بانتخاب مكتب سياسي أغلبه من الوجوه الجديدة، منتخباً الرئيس سعد الحريري رئيساً وأحمد الحريري أميناً عاماً، منتسباً لنادي أحزاب الديمقراطية العائلية.
لم يطرأ أي جديد في عطلة الأسبوع على التأليف الحكومي. لا تزال الامور تراوح مكانها أقله على صعيد عقدتي حقيبتي الأشغال والتربية. وفيما لا يزال الموقف القواتي على حاله من الحصص الوزارية ضمنها الأشغال لا يزال تيار المردة على موقفه الرافض لحقيبة التربية. وبانتظار أن يعود رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من زيارته الى اميركا اللاتينية، ستنشط الاتصالات على خط عين التينة بنشعي بيت الوسط في محاولة لإيجاد مخرج للعقد الثانوية.
ورأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم من القماطية أن لا داعيَ ليتأخّر تأليف الحكومة، لافتاً الى أن عقبات التأليف ليست جوهرية، وهي تتطلب بعض المرونة ونتيجتها إيجابية للجميع، مؤكدًا أن الحزب «لن يوفر جهداً لقيام الدولة وبنائها لأبنائها، لا لتحقيق المكاسب الشخصية والفئوية فلسنا ممن يسعون لاستحقاقات تعويضاً عن خسائر مالية أو سياسية، نحن نسعى لإنجاز الاستحقاقات لخدمة الناس وحماية الوطن. وهذه مكرمة يعرفها ويشعر بها الجميع».
وأكدت مصادر في تيار المستقبل لـ «البناء» ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة كحد أقصى قبل الاعياد، مشيرة إلى «أن من يعطل التأليف هو مَن يقف خلف تيار المردة ويدعم موقفه برفض حقيبة التربية». وشددت المصادر على «أن الرئيس سعد الحريري يريد تأليف الحكومة بأسرع وقت للانصراف الى إقرار قانون انتخابي وإجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل»، مشددة على ان النقاشات الانتخابية تتمحور حول المختلط والدمج بين الصيغتين اقتراح الرئيس نبيه بري والاقتراح الثلاثي .
وتحدثت المصادر عن «اقتراح إدراج وزارة الصحة ضمن حصة حزب القوات، مقابل إعطاء وزارة الأشغال لتيار المردة لكن الامور لم تنضج بعد». وسألت المصادر هل يتخلى الرئيس نبيه بري عن الأشغال أصلاً؟
وشدد الوزير السابق يوسف سعادة على ان تيار المردة لن يشارك في الحكومة في حال عدم حصوله على الحقيبة التي يريدها، لافتاً إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أعلن بشكل واضح أنه لن يشارك بدون المردة، مشيراً إلى أن التيار يطلب بالحصول على حقيبة من 3، متسائلاً: لماذا يعتبرون أن هذا الأمر عقدة؟ مضيفاً «من يرى أن هذا المطلب عقدة هذه مشكلته».
وفي إطار الزيارت العربية والخليجية والإقليمية الى لبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يصل وزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو الى بيروت اليوم، حاملاً رسالة خاصة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى الرئيس عون، تتناول بالإضافة الى التهنئة بانتخابه رئيساً، قضايا الساعة والتطورات الإقليمية، خصوصاً تلك المتعلقة بالأزمة السورية لا سيما على مستوى ملف النزوح الذي يعني مباشرة بيروت وأنقرة. ومن المقرّر أن يلتقي أوغلو الرئيسين نبيه بري وتمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري.
أمنياً، لفت المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم أن الوضع الصحي لأمير تنظيم «داعش» احمد يوسف امون والذي أوقفته مخابرات الجيش في عملية عرسال لا يسمح له حتى الآن بالإدلاء باي معلومات، معتبراً ان عملية عرسال خطوة كبيرة على طريق استقرار البلد. وأكد أننا في طور التعامل مع وسيط آخر في ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» ونأمل أن يكون جدياً، فنحن نتابع الملف لحظة بلحظة والمشكلة أنه لم يكن هناك من مفاوض جدي، وهذا الوسيط الجديد يبدو أكثر جدية ممن سبقه.
من ناحية أخرى، اختتم تيار المستقبل مؤتمره العام الثاني، الذي عقده أمس وأمس الاول، في مجمع البيال، بانتخاب سعد الحريري رئيساً للتيار بالتزكية، وأحمد الحريري أميناً عاماً. وانتخب المؤتمر الذي شارك فيه 2400 ناخب، 20 عضواً للمكتب السياسي، بعد رفع عددهم بناء على توصية الرئيس الحريري. واعتبرت قيادية لـ»البناء» أن جيل الشباب باتت له الحصة الأكبر في المكتب السياسي، مشيرة إلى «أن هناك أسماء وصلت وأسماء أخرى لم تصل، رغم رغبة الرئيس الحريري بوصولها». ولفتت المصادر الى انها تتطلع الى المرحلة المقبلة والعمل بجهد آخذين بعين الاعتبار ما نوقش داخل المؤتمر من تحديات وجهها تيار المستقبل داخلياً وعلى المستوى السياسي».