قُتل 22 شخصاً بينهم 3 مدنيين بمحافظة دير الزور في شرق سوريا في اشتباكات دارت بين قوات سوريا الديموقراطية ومسلّحي “مجلس دير الزور العسكري” على خلفية توقيف قيادي عسكري من المجلس، وفق ما أفادت مواقع الكترونية تابعة للمسلحين.
وقالت المصادر الإعلامية، إنّ قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد أوقفت قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، المعروف بأبو خولة، في مدينة الحسكة ليل الأحد، ما أثار توتّراً تطوّر لاحقاً إلى اشتباكات بين قوات سوريا الديموقراطية ومقاتلين تابعين لعشائر عربية محلية.
ويضمّ مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات سوريا الديموقراطية، مقاتلين محليّين ويتولّى أمن المناطق في دير الزور التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية بعد هزيمة داعش.
وتتمركز قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وتتألف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.
وأفادت المصادر، بأنّ اشتباكات اندلعت بين قوات سوريا الديموقراطية و”المقاتلين التابعين لعشائر محلية” في بضع قرى في ريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن مقتل “ثلاثة مدنيين و16 من المسلّحين العشائريين وثلاثة عناصر في قوات سوريا الديموقراطية”.
ورجّحت تنسيقيات المسلحين، أن “ما يجري اليوم هو عملية تصفية حسابات بعدما شعر قادة فاسدون آخرون بالخطر إثر توقيف أبو خولة، وبدأوا بمحاولة تحريك العامل العشائري والعربي لحماية أنفسهم”. وحذّر من “خطر قد ينعكس سلباً على المنطقة”.
وأضافت أنّ أبو خولة “كان فاسداً ومتورطاً في عمليات تهريب، وقد راكم ثروة خلال السنوات الماضية”.
وتتولّى الإدارة الذاتية الكردية، وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل جناحها العسكري، إدارة مناطق سيطرتها، خصوصاً ذات الغالبية العربية عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية، في محاولة التخفيف من الحساسية العربية-الكردية.
ولم يصدر أيّ تعليق من قوات سوريا الديموقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شنّ “عملية لتعزيز الأمن” في مناطق سيطرتها في دير الزور ضدّ تنظيم داعش و”عناصر إجرامية (…) متورطة في الإتجار بالمخدرات ومستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة”.
وأكّدت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الثلاثاء مواصلة العملية “لاعتقال المتورطين في العمليات الإجرامية”. وقال مصدر من قوات سوريا الديموقراطية إن المنطقة التي تشهد الاشتباكات تُعدّ “خط تهريب معروفاً”، مرجّحاً أن ينتهي التوتر قريباً. وأشار المصدر إلى أنّ “المسلحين هم من التابعين لأبو خولة”.
هذا، وأعلنت مجموعة من أبناء القبائل العربية في ريف دير الزور، تشكيل “حركة المقاومة العربية لتحرير ديرالزور” من ما أسموه “الاحتلال الكردي”. ودعت الحركة في بيان مصور القبائل العربية إلى الانتفاض بوجه احتلال قسد لمدن وأرياف ديرالزور.
وتأتي هذه التطورات، في خضم مواجهات تشهدها مجموعات متنافسة من قوات “قسد” الموالية للجيش الأمريكي في أرياف محافظة دير الزور شرقي سوريا، على خلفية اعتقال عدد كبير من القياديين بينهم قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل أبو خولة الموالي للجيش الأمريكي.
وقطع أبناء القبائل العربية ومسلحو “مجلس دير الزور العسكري” عددا كبيرا من الطرقات العامة والفرعية، ومنها إحدى الطرق الواصلة إلى قاعدة حقل “العمر” النفطي التابعة للجيش الأمريكي، الاثنين 28 آب/آغسطس، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات “قسد” التي جلبت تعزيزات عسكرية كبيرة من محافظتي الحسكة والرقة، التي أسفرت عن مقتل وإصابة مجموعة كبيرة من الطرفين.
وأفادت مصادر سورية، بأن أبناء العشائر العربية ساندوا مسلحي “مجلس دير الزور العسكري” وقطعوا الطريق الواصل بين مدينة البصيرة وحقل العمر النفطي بالإطـارات المشتعلة رداً على هجوم “قسد” على مقرات “مجلس دير الزور العسكري” واعتقال قادته في مدينة الحسكة، مساء الأحد.
وكشفت المصادر أن قبيلتي البكارة والعكيدات شكلتا ما يشبه “التحالف العسكري المشترك” لمواجهة الحملة العسكرية الكبيرة، التي أعلنت عنها قوات “قسد” بدعم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي، والتي تهدف للقضاء على “مجلس دير الزور العسكري” الذي يشكل قوامه الأعظم “أبناء قبيلة العكيدات”.
وتابعت المصادر أن القوة العسكرية المشتركة نجحت بالسيطرة على عدد كبير من مقرات “قسد” في الشحيل والعتّال والطيانة وضمان وماشخ جديد بكارة وجديد عكيدات والدحلة وغرانيج الشنان والطيانة وذيبان والحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ويقطعون الطريق العام في البلدة لمنع مرور قوات “قسد”.
وقامت القوة العسكرية المشتركة من أبناء العشائر باقتحام مقري الشرطة العسكري و”الهات” التابعة لــ”قسد” عند دوار المدينة الصناعية شمال دير الزور، مساء الاثنين.
في حين طالبت مجموعة من وجهاء عشيرة البكير التي ينتمي لها “أبو خولة”، التحالف الدولي بقيادة الجيش الأمريكي بالتدخل لإنهاء حالة العسكرة والإفراج عن القياديين المعتقلين في سجون “قسد”.
وتأتي هذه التطورات بعد الزيارة الميدانية التي قام بها قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال، مايكل كوريلا، لمناطق شمال شرقي سوريا، التي التقى فيها قيادة قوات “قسد” التي، على ما يبدو، طلبت إنهاء وجود قادة ما يسمى “مجلس ديرالزور العسكري” في مناطق شرقي دير الزور وتغيير قيادته.
وتكتسب هذه الزيارة أهميتها، لكونها الثانية من نوعها لأعلى قائد عسكري أمريكي يزور مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي سوريا، بعد زيارة مماثلة قام بها كوريلا لمخيم الهول في أيلول/سبتمبر العام الماضي.
المصدر: أ.ف.ب. + مواقع