في الوقت الذي يحلم فيه الكثيرون بالعمل والاستقرار في الولايات المتحدة، يُقبل المزيد من الأميركيين على الانتحار كل عام، ليشهد عام 2022 أكبر عدد من حالات الانتحار في تاريخ أميركا، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وفقد ما يقرب من 50 ألف شخص حياتهم بسبب إيذاء النفس المتعمد في عام 2022، أي ما يقدر بـ15 حالة لكل 100 ألف شخص.
وعاود معدل الانتحار ارتفاعه عام 2021، بعد عامين من التراجع، ليبلغ ذروته عام 2022، متجاوزاً المستوى القياسي الذي سجله عام 2018، أصبح السبب الحادي عشر للوفاة في الولايات المتحدة في عامي 2021 و2022.
وبلغ معدل الانتحار بين الأميركيين العام الماضي 14.9 حالة لكل 100 ألف شخص، وهو أعلى بنسبة 5 في المئة مقارنة بالرقم القياسي المسجل في عام 2018 عندما بلغ 14.2 حالة لكل 100 ألف شخص، فيما يمثّل قفزة بنسبة 10 في المئة على مدار العامين الماضيين.
وتعليقاً على هذه المعدلات المرتفعة، قالت الدكتورة ديبرا هوري، كبيرة المسؤولين الطبيين في مركز السيطرة على الأمراض «يجب أن نعترف أننا شهدنا هذه الزيادات على مدى سنوات عديدة، وعلى الرغم من التراجع المؤقت الذي شهدناه في عامي 2019 و2020، فقد استمرت هذه المأساة في التزايد على مدار الـ15 عاماً الماضية».
ودعت هوري لضرورة التدخل للحد من هذه الظاهرة المثيرة للقلق، مشيرة إلى أن ارتفاع حالات الانتحار يزيل وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية، لأنه يؤكد أن المزيد من الأشخاص يقررون إنهاء حياتهم لعجزهم عن التغلب على الصعوبات التي يواجهونها، ولا يقتصر الأمر على أصحاب الأمراض النفسية فقط.
وأظهرت البيانات الأخيرة أن الأسلحة النارية كان لها دور في أكثر من نصف حالات الانتحار في أميركا خلال 2022.
وهو ما أكده تقرير منفصل نُشر في يونيو حزيران من قِبل مركز «جونز هوبكنز»، الذي أظهر أن الأسلحة النارية كانت العامل الأساسي وراء الارتفاع الأخير في معدلات الانتحار بشكل عام.
وارتفع معدل الانتحار باستخدام الأسلحة بنسبة 10 في المئة بين عامي 2019 و2021، وفي المقابل انخفضت معدلات الانتحار التي لا تتضمن هذا النوع من الأسلحة بنسبة 8 في المئة خلال الفترة نفسها.
وجاء الرجال البيض والأشخاص البالغون من العمر 75 عاماً فأكثر من بين الفئات الأكثر عرضة لخطر الانتحار بالسلاح الناري عام 2022.
المصدر: سي ان ان