طمأن العسكريون الانقلابيون في النيجر المجتمع الدولي لجهة “احترام السلامة الجسدية والمعنوية للسلطات المخلوعة”، ذلك غداة إعلان الحرس الرئاسي الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
وقال الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن عبر التلفزيون الوطني في نيامي، “نحن، قوات الدفاع والأمن، قررنا وضع حد للنظام الذي تعرفونه”.
وأضاف متحدثا باسم ما سماه “المجلس الوطني لحماية الوطن”، أن ذلك “يأتي على أثر استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية”، مؤكدا “تمسك المجلس باحترام كل الالتزامات التي تعهدتها النيجر”، مطمئنا أيضا “المجتمع الوطني والدولي في ما يتعلق باحترام السلامة الجسدية والمعنوية للسلطات المخلوعة وفقا لمبادئ حقوق الإنسان”.
وأشار بيان العسكريين الانقلابيين إلى “تعليق عمل كل المؤسسات، وإغلاق الحدود البرية والجوية، وفرض حظر تجول اعتبارا من هذا اليوم وحتى إشعار آخر”، طالبا “من جميع الشركاء الخارجيين عدم التدخل”.
واحتجز عناصر من الحرس الرئاسي بازوم فيما منحهم الجيش “مهلة” لإطلاق سراحه، وكلفت بنين في ضوء ذلك بتأدية وساطة.
في وقت سابق الأربعاء، فرق عناصر الحرس الرئاسي متظاهرين مؤيدين لبازوم حاولوا الاقتراب من المقر الرئاسي حيث يحتجز في نيامي، عبر إطلاق عيارات نارية تحذيرية.
ودان الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) “محاولة الانقلاب”، وهو وصف للأحداث الجارية أكده مصدر قريب من بازوم.
كذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أي محاولة لتولي الحكم بالقوة”، داعيا إلى احترام الدستور النيجري، في وقت لاحق من اليوم، أعلن المتحدث باسم الأمين العام أن غوتيريش تحدث مع بازوم وأعربه له عن دعمه الكامل وتضامنه.
من جهتها، طالبت الولايات المتحدة بإطلاق سراح رئيس النيجر. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان “ندين بشدة أي محاولة لاعتقال أو لإعاقة عمل الحكومة المنتخبة ديموقراطيا في النيجر والتي يديرها الرئيس بازوم”.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء أنه “تحدثت مع بازوم وأكد له بوضوح إن الولايات المتحدة تدعمه بقوة بصفته رئيسا للنيجر منتخبا بشكل ديموقراطي”، مشيرا إلى أن استمرار المساعدات التي تقدمها بلاده للنيجر مرهون بـ”الحفاظ على الديموقراطية”.
ودانت فرنسا “أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة” في النيجر، حسبما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا.
وأعلن البنك الدولي أنه “يدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة” أو “زعزعة استقرار” النيجر.
في الأثناء، توجه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر لتأدية وساطة، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ”إيكواس”.
وكانت الدولة الواقعة في منطقة الساحل شهدت 4 عمليات انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 ومحاولات عدة أخرى للاستيلاء على السلطة.
وتعد عملية تسليم السلطة التي جرت في نيسان/أبريل 2021، بعد الانتخابات التي فاز فيها بازوم عقب جولتين في مواجهة الرئيس السابق محمد عثمان، أول انتقال سلمي للسلطة في النيجر منذ الاستقلال.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية