قبل أن يستفيق من الصدمة التي أعقبت عبوة جنين النوعيّة، تلقى الكيان المؤقت ضربة قاسية، تمثلت بعملية مستوطنة عيلي، حيث أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين وجرح آخرين، وزادت هذه الحادثة من حدّة النقاش داخل الكيان حول خيارات الردّ ومعضلاته، وسط توافق شبه عام على ضيق هذه الخيارات نظراً لكلفتها العالية وفعاليتها المحدودة.
ألون بن دافيد صحفي ومحلل عسكري في القناة العبرية العاشرة
ويزداد تعقيد الموقف الصهيوني في ظلّ الحديث عن انعدام توافق حكومي حول خيار “سور واق 2″، واشتداد حدّة المزايدات بين الأفرقاء في ائتلاف نتنياهو اليميني، الأمر الذي تجلّى في مطالب تعجيزية تطرحها أحزاب الصهيونية اليمينية في الحكومة، الأمر الذي أحرج نتنياهو، ووضعه في موقع سياسي غير مريح، قد يدفع به نحو خيارات تصعيدية، يتخوّف مراقبون، من أن تنبع من دوافع غير مهنيّة.
تآكل الردع الصهيوني
وأضافت عملية “عيلي” عنصر قلق صهيوني جديد، تمثّل في إعلان حركة حماس أنّ منفّذي العملية ينتمون إلى الحركة، الأمر الذي رأى فيه مُعلّقون عملاً من خارج السياق التراكمي لغالبية الهجمات الفلسطينية منذ مدّة طويلة. حيث تمّت غالبية العمليات على يدّ منفّذين منفردين، أو بمبادرة من خلايا تنتمي إلى تنظيمات محلّية، مثل “عرين الأسود” في نابلس و”أبناء المخيم” في جنين. وهذه التنظيمات المحلّية تتلّقى- بحسب زعم مُعلّقين- تمويلاً خارجياً، تارة من حماس، وطوراً من إيران وحزب الله، ولهذا فإنّ هذه العملية تأتي من خارج ذلك السياق، وتدلّ- برأي مُعلّقين- على ضعف الردع الصهيوني. وفي رأي مُعلّقين فإنّ “من لا يَردع في شمال الضفة، فسيتم تحدّيه عاجلاً أم آجلاً من جانب ساحات أُخرى”.
المصدر: موقع المنار