وجهت إيران عامي 2011 و2019 ضربتين كبيرتين للترسانة العسكرية الأمريكية كان لأولهما مضاعفات خطيرة، وهي تلك التي سيطرت فيها قوات الحرس الثوري على طائرة مسيرة أمريكية شبحية.
في مثل هذا اليوم 20 حزيران/يونيو من عام 2019، أسقطت قوات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري الإيراني طائرة مسيرة أمريكية ضخمة كانت صنعت على أساس الطراز “آر كيو-4 غلوبال هوك”، وكانت تعد في ذلك الوقت أكبر طائرة مسيرة في العالم.
الطائرة المسيرة الأمريكية انتهكت المجال الجوي الإيراني بالقرب من مضيق هرمز، وأسقطت بواسطة منظومة الدفاع الجوي المتنقل “3 خرداد”.
بالمقابل سارعت الولايات المتحدة إلى الاعتراف بأنها فقدت طائرة من دون طيار من هذا النوع تابعة لبحريتها، إلا أنها قالت إنها كانت تحلق في المجال الجوي الدولي.
هذا النوع من الطائرة الأمريكية المسيرة التي أسقطت إيران واحدة منها، ليست فقط الأكبر في العالم، فهي بحجم طائرة التجسس الشهير “يو – 2″، وجناحاها أكبر من طائرة الركاب “بوينغ 737″، بل وضمن الأغلى، حيث كان الناتو قد اشترى قبل بضعة سنوات خمس مركبات مسيرة من هذا النوع بقيمة 1.7 مليار دولار، وتتراوح تكلفة الطائرة الواحدة بين 100 – 150 مليون دولار.
كانت تلك الضربة موجعة للإدارة الأمريكية وجاءت في فترة اشتد فيها التوتر بين البلدين في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وإيران، وتوعدت واشنطن بالرد وأعلنت أنها تبحث عن خيارات بهذا الشأن، إلا أن تلك الأزمة الكبيرة مرت بسلام.
الحادثة التي يرى خبراء في الشؤون العسكرية أنها كانت أكثر خطورة بتبعاتها الثقيلة، حدثت في 4 كانون الأول/ديسمبر 2011، وحينها نجحت إيران في إنزال طائرة أمريكية مسيرة حديثة من طراز ” آر كيو – 170 سنتينل”.
الطائرة الأمريكية المسيرة “زيرو آر كيو-170 سنتينل”، كانت بين الأكثر سرية، خاصة أنها مزودة بأحدث تقنيات التخفي عن الرادارات، وصممت على شكل جناح طائر، ولم يمض إلا عامين على الإعلان رسميا عنها.
تلك الطائرة المسيرة الشبحية بحسب مسؤولي الاستخبارات الأمريكية كانت تحلق في مهمة لصالح الاستخبارات المركزية في القسم الغربي من أفغانستان، وأن الاتصال بها فقد هناك لأسباب مجهولة.
بعد يومين من ذلك، أعلن رئيس قسم الإنترنت في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده أن الطائرة الأمريكية الضائعة وقعت في أيديهم، وحين حاول الأمريكيون اتهام الجنرال الإيراني بالكذب، عرضت طهران الطائرة المسيرة في جميع قنواتها التلفزيونية المحلية.
لبعض الوقت واصلت واشنطن إنكارها، ووصفت اللقطات التي عرضها التلفزيون الإيراني بأنها مزيفة، إلا انها سرعان ما أقرت بالواقعة، وطالب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت باراك أوباما، إيران بأن تعيدها إلى بلاده، وبالطبع رفض الطلب.
زعم مصنعو الطائرة الأمريكية المسيرة أن إيران لن تكون قادرة على استخدام تقنياتهم وصنع طائرات مشابهة، إلا أن طهران سرعان ما عرضت سلسلة من الطائرات المسيرة الشبحية من طراز “شاهد” شبيهة بالطائرة الأمريكية التي أنزلت.
الآن الولايات المتحدة تعتقد أن الطائرة الأمريكية المسيرة زيرو آر كيو-170 سنتينل” التي أنزلها الإيرانيون، هي بمثابة أم الطائرات المسيرة، الصينية “غي جي-11″، وطرازي المسيرات الإيرانية ” شاهد 181″ و “شاهد-191”.
المصدر: روسيا اليوم