يشهد السودان، اليوم الثلاثاء، هدوءا نسبيا في جبهات القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، يرافقه تحليق متواصل للطائرات المسيرة في سماء الخرطوم ومدينة أم درمان.
وكانت تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم أمس الاثنين، ودوّت أصوات أسلحة ثقيلة قرب المنطقة الصناعية وحيّي الرميلة والحلة الجديدة بغرب الخرطوم.
ودوت انفجارات عنيفة في حيّ المعمورة بجنوب شرق الخرطوم جراء القصف المدفعي المتبادل بين الجيش والدعم السريع، واستهدفت قذائف مدفعية مبانٍ في حيّ الجريف قرب شارع الستين بشرق الخرطوم.
ودارت اشتباكات في أحياء بشمال وشرق في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، كما سمع دويّ أصوات المدافع بمناطق في جنوبها.
اتهامات متبادلة
واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بالهجوم على المناطق السكنية في أحياء الأزهري والسلمة جنوبي الخرطوم، وذكر بيان أن قوات الدعم السريع قامت بإطلاق مدافع الهوان على المناطق السكنية في حي الأزهري، وهو ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة أطفال.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع، إن الجيش استغل وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض ومهاجمة قواتها في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة، وأكدت التزامها بإعلان جدة لحماية المدنيين، بحسب البيان.
تحذير من حرب أهلية
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي قال خلال قمة الإيغاد في جيبوتي الاثنين، إن الحرب في السودان إن لم تتوقف على الفور “فسوف تندلع حرب أهلية وتنهار الدولة السودانية”.
وأشار فكي إلى أن الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها، وقال إن الأزمة العنيفة التي يمر بها السودان تمثل تهديدا كبيرا لوجوده وللمنطقة بأسرها.
وقال رئيس المفوضية الأفريقية “هناك عملية دمار ذاتي تحدث في السودان حاليا ويجب أن تتوقف”، وأضاف “نبذل جهودا من أجل وقف العنف وتشجيع السودانيين على الحوار”.
وانطلقت في جيبوتي اليوم قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لإقناع طرفي الأزمة في السودان بإجراء حوار لإنهاء القتال بينهما، وأعرب رئيس جيبوتي عن قلقه العميق من تداعيات الأزمة في السودان.
ينعكس على الدول المجاورة
بدورها، دعت مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي هانا تيتيه إلى وقف العنف في السودان، مؤكدة أن النزاع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع ينعكس على الدول المجاورة.
من جانبه رحب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بخريطة طريق قدمها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بخصوص الأزمة في البلاد. وقال عقار -في افتتاح قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في جيبوتي- إن الحكومة السودانية تريد إنهاء الحرب ووقف القتال، وتطالب بإيصال آمن للمساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن المنطقة تعيش أسوأ الأوضاع بسبب مختلف التحديات، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم.
ترتيب لقاء بين البرهان ودقلو
بدوره، تعهّد الرئيس الكيني وليام روتو بترتيب لقاء يجمع طرفي النزاع في السودان في مسعى لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد بعد فشل العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وقال روتو للصحافيين وفق بيان صادر عن الرئاسة الكينية الاثنين، إن “كينيا تلتزم بجمع الجنرالين السودانيين في لقاء وجها لوجه لإيجاد حل دائم للأزمة”.
وأضاف “في الأسابيع الثلاثة المقبلة، سنبدأ عملية حوار وطني شامل”، مضيفا أنه سيتم إنشاء ممر إنساني في غضون أسبوعين لتسهيل إيصال المساعدات.
البرهان يرفض
وأفادت مصادر في مجلس السيادة الانتقالي السوداني، بأن رئيسه عبد الفتاح البرهان، لم يوافق على مقترحات للوسطاء الأفارقة بشأن عقد لقاء مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وفي وقت سابق، أعلن قائد قوات الدعم السريع دعمه الكامل لجهود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة، برئاسة فولكر بيرتس، الذي يرفض الجيش السوداني التعامل معه.
وأعربت القوات عن ترحيبها بمشاركة المدنيين في محادثات جدة السعودية، والانخراط في مفاوضات سياسية لحل الأزمة السودانية.
الأوضاع الإنسانية
وتزداد الأوضاع الإنسانية وحركة المدنيين تعقيدا ومأساوية جراء الاشتباكات المسلحة في السودان، في ظل نفاد الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، مع تفشي موجات غلاء في جميع أسعار الاحتياجات اليومية الأساسية.
كما يواجه مرضى الكلى معاناة صحية مستمرة جراء توقف جميع وحدات غسيل الكلى بالخرطوم، باستثناء واحدة تعمل بمشفى سوبا، والتي تعمل لمدة 4 ساعات فقط خلال اليوم.
ومنذ بدء النزاع في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار، سرعان ما كان يتم خرقها.
المصدر: موقع المنار + وكالات