خاص | من “الرضوان” الى “مالك”.. رحلة الصهاينة الى جهنم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خاص | من “الرضوان” الى “مالك”.. رحلة الصهاينة الى جهنم

قوة الرضوان
ذوالفقار ضاهر

من المعروف ان إحدى الفرق العسكرية في المقاومة الاسلامية تسمى “فرقة الرضوان”، وهي من قوات النخبة واسمها جاء تيمنا بالاسم العسكري للقائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان)، ومن المتوقع ان الخصائص التي تتميز بها هذه الفرقة مستمدة من صاحب الشخصية الفذة التي حملت اسمه، أي الحاج رضوان، لذلك من غير المستعبد ان تكون هذه الفرقة غامضة وتتحرك بسرية وحرفية تامة ويُنتظر منها ان تذيق الأعداء المزيد من الهزائم وتعمل على تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات.

ولكن هل بالامكان الكشف عن جوانب من عمل هذه القوة أمام ما ينتظره العدو لمعرفة تفاصيل حولها، خاصة انها كما بقية فرق المقاومة تبث الرعب في نفوس جنوده والمستوطنين الصهاينة، كما كان يبث الحاج رضوان الرعب لاكثر من ربع قرن في الوجدان والوعي لدى الصهاينة، إلا ان طبيعة المعركة تستوجب التستر على قدرات المقاومة وعدم إراحة العدو وتقديم المعلومات المجانية له بما يجعله يتحضر للدفاع عن نفسه في أي مواجهة مقبلة.

مناورة المقاومة الاسلامية - حزب الله - مشاهد الاعلام الحربي (15)والعدو الاسرائيلي يحاول معرفة وتحليل طرق عمل وقدرات “قوة الرضوان”، ولهذه الغاية عُقد قبل فترة وجيزة مؤتمر في قيادة المنطقة الشمالية، للتعرف على هذه القوة ودراسة قدراتها وأساليب عملها في حال اقتحمت الأراضي الفلسطينية المحتلة والمستوطنات المقامة هناك، وقد حضر المؤتمر قادة كبار من الفرق الأمامية في جيش العدو الإسرائيلي.

وقد نقلت وسائل اعلام العدو تحذيرا وجهه رئيس أركان الجيش الصهيوني هرتسي هاليفي خلال المؤتمر إلى مسؤولي الاستخبارات “من التمجيد المفرط لقوة الرضوان”، لما يشكله ذلك من زيادة الخوف والرعب لدى الصهاينة بشكل عام ولدى الجنود بشكل خاص، فالعدو طالما كان يخشى المواجهات مع المقاومين فكيف اذا كان الرعب يسبقهم الى هؤلاء الجبناء.

إلا انه بلا شك فإن فرقة الرضوان ستكون إحدى الأيدي الضاربة للمقاومة في أي حرب مقبلة لإرسال الصهاينة الى جهنم التي ينتظرهم على بابها هناك احد الملائكة الشداد ويسمى “مالك” وهو خازن النار، كما تعرفه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، حيث جاء في الآية رقم 77 من سورة الزخرف في القرآن الكريم: “وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ  قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ”، وبالتالي فإن جهنم التي سيذهب إليها الصهاينة في أي معركة مقبلة مع المقاومين في لبنان وغيرها من الساحات سيستقبلهم بها “مالك” ليدخلهم اليها وليذوقوا العذاب الأبدي عن جرائمهم التي ارتكبوها في هذه الحياة الدينا بحق الأبرياء من المدنيين لا سيما الفلسطينيين والاعتداء على حقوقهم والمقدسات خاصة المسجد الاقصى المبارك وبيت المقدس، بالمقابل فإن “رضوان” هو اسم أحد الملائكة وهو خازن الجنة، الذي يستقبل الشهداء والأولياء والصالحين وكل من تكون الجنة نصيبه.

مناورة المقاومة الاسلامية - حزب الله - مشاهد الاعلام الحربي (16)وحول القلق الاسرائيلي من قوة المقاومة، قال الإعلامي المتخصص بالشأن الصهيوني أيمن علامة إن “ثمة إجماعا في الكيان الصهيوني أن الحرب في الساحة الشمالية مع حزب الله مكلفة جدا وان شكلها يختلف عن باقي الجبهات من ناحية التكلفة وعدم القدرة على حسمها، وما يخشاه العدو الصهيوني هو عدم جهوزية الجيش للقتال وخاصة القوات البرية”. ولفت الى ان “الصحافة الإسرائيلية تعتبر أن محور المقاومة يتمتع بالثقة في مهاجمة إسرائيل، ناهيك عن الخوف الصهيوني من: تعدد الجبهات إذ يقرون أن أي حرب مقبلة لن تقتصر على جبهة واحدة، ومن توحد الساحات والأخطر ترابط هذه الساحات التي حذر منها وزير الحرب الصهيوني يوآف غالنت”.

وفي حديث لموقع المنار أشار علامة الى ان “الخبراء والمحللين الصهاينة يحذرون من الجهوزية الكبيرة التي يبديها حزب الله والجرأة التي يمكن أن تتطور إلى عملية واسعة لقوات الحزب الخاصة، بالسيطرة على أجزاء من الجليل”. واضاف ان “من المسائل التي تقلق العدو هو التطور الكبير في قدرات وحدات حزب الله البرية، وخصوصا القوة الخاصة -الرضوان- التي اكتسبت خبرة في مشاركاتها ضد الجماعات الارهابية في سوريا”. واوضح ان “هناك اعتقاد من قبل الصهاينة ان هذه القوة تقدمت الآن باتجاه خط التماس مع إسرائيل”.

ورأى علامة ان “القلق الإسرائيلي المتزايد من قدرات المقاومة نابع من عدة عوامل بينها تراجع الدور الأميركي في المنطقة إذ أن أهم نقطة في استمرارية الكيان هي وجود راع دولي لها”. وتابع “هناك قلق على الوجود وازدياد حالات الهجرة والحديث عن استمرارية البقاء وعن لعنة العقد الثامن، فهل يصمد الكيان 80 سنة؟”.

وأشار علامة الى “التقييم الاستراتيجي لإسرائيل لعام 2023، الصادر عن معهد دراسات الأمن القومي، حيث قال إن “إسرائيل بعيدة عن الاستعداد الكافي، لاسيما في الظروف المحتملة للحرب مع حزب الله وبدرجة أقل مع حماس، ومن المتوقع أن تتعرض البنى التحتية لضربات شديدة وغير مسبوقة بسبب الهجمات بأسلحة بعيدة المدى، بعضها دقيق وثقيل”.

9Y0A9877

وهنا لا بد من التذكير بما سبق ان قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلة على شاشة قناة المنار يوم 19-8-2019، حيث أكد أن “إيماننا بالنصر مبنيا على إيماننا بوعد الله للمجاهدين الصابرين، ولديّ الآن يقين أن المقاومة اليوم ستنتصر في حال حصلت حرب عليها لأننا نملك قضية حق في معركتنا مع اسرائيل، إضافة الى ثقتنا بالوعد الالهي وبالتحضير لهذه المعركة وبالتجهيز لامكاناتنا، ولم نكن نائمين بين الـ2000 و2006 والى اليوم، لذلك نحن في سباق مع الوقت ولم نبخل بما نملك.. طالما هذه المقاومة جاهزة ومستعدة ومخلصة ومنسجمة فإن وعد الله بالنصر آت”.

هذا وقد أكد السيد نصرالله في كلمته بمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير يوم 26-5-2023 ان “الاسرائيلي هو الذي يجب ان يخشى من الحرب الكبرى”. وتوجّه لقادة العدو بالقول “عليكم ان تنتبهوا وان لا تخطئوا في التقدير وأكرر ما قلته في يوم القدس يمكن ان تخطئوا في التقدير وترتكبوا خطأ في لبنان او فلسطين او ايران او سوريا قد يؤدي الى تفجير كل المنطقة والحرب الكبرى وهذه الحرب الكبرى ستودي بكم الى الهاوية إن لم تود بكم الى الزوال…”.

المصدر: موقع المنار