أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة، لا ترتبط مع عدد من المخاطر الصحية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري؛ بل يمكن أيضًا أن تحدث أضرارًا لا يمكن إصلاحها في العظام، وتفاقم الكسور.
الدراسة أجراها باحثون بمستشفى ماساتشوستس العام، وكلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، ونشروا نتائجها أمس الإثنين، في دورية «الجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم». ولرصد تأثير زيادة الوزن على الهيكل العظمي للأطفال والمراهقين، تابع الباحثون حالة 23 مراهقاً متوسط أعمارهم 17 عاماً، ويعانون من السمنة المفرطة.
ووجد فريق البحث، أن المراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة، تنخفض لديهم مستويات هرمون النمو، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في صحة وبناء العظام بشكل جيد. كما وجدوا أن الأضرار التي تحدث لعظام المراهقين، بسبب الدهون والسمنة، تزيد خطر تعرضهم لكسور العظام بعد البلوغ، حتى إذا فقدوا أوزانهم الكبيرة فيما بعد.
وطالب فريق البحث، بضرورة السيطرة على سمنة الأطفال في وقت مبكر، حتى لا تؤثر على كثافة عظامهم عند الكبر. واعتبروا أن أفضل طريقة لمنع فقدان العظام هو اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين «د»، بالتزامن مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
ويتوافـــــر فيتامين «د» في أطعمــــــة مثل الأسماك الدهنية كالسالمون والسردين والتونة، وزيت السمك وكبد البقر والبــــيض، فيما يتوفر الكالسيوم في الحليب ومشتقاته، والخضروات الورقية، مثل السبانخ والملوخية والبروكولي واللفت والقرنبيط والملفوف، والمكسرات النيئة مثل اللوز والجوز والبندق والكاجو.
ووفقاً للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أعداد السمنة تضاعفت أكثر من 4 مرات لدى المراهقين على مدى السنوات الثلاثين الماضية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلث الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة يعانون من زيادة الوزن. وأفادت منظمة الصحة العالمية، بأن «هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين حول العالم يعانون من فرط الوزن، ويموت ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة».
ورصدت المنظمة، فى أحدث تقاريرها، أكثر من 42 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من فرط الوزن في عام 2013.
وأشارت إلى أن سمنة الطفولة من أخطر المشكلات الصحية في القرن 21، ومن المحتمل أن يتحوّل الأطفال ذوو الوزن المفرط إلى مصابين بالسمنة عند الكبر، ومن المحتمل أيضاً أن يصابوا أكثر من غيرهم، بالسكري وأمراض القلب في سنّ مبكّرة، ما قد يؤدي إلى وفاتهم وإصابتهم بالعجز في مراحل مبكّرة.
المصدر: صحف