أعلن قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن توسيع معادلة حماية الثروة، مؤكداً أننا سنتخذ الإجراء العسكري أمام كل محاولة لنهب ثروات شعبنا في أي محافظة من محافظات اليمن، ليس فقط على مستوى النفط والغاز بل الثروات السيادية ومنها المعادن.
وفي كلمته اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، أوضح السيد عبدالملك أن هذه الذكرى مناسبة مهمة للمزيد من التعبئة ورفع مستوى الوعي بأهمية موقف الحق تجاه أعداء الله، قائلاً: “هذه المناسبة ذات أهمية كبيرة لتوضيح الحقائق تجاه ما ووجه به المشروع القرآني من تشويه ومحاربة”.
وبين أن الصرخة شعار المشروع القرآني في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية، مشيراً إلى أن التثقيف القرآني يربط الأمة بالقرآن في موقفها ويرفع مستوى وعيها تجاه أعدائها ويحيي فيها شعور المسؤولية. وأضاف: “المشروع القرآني جاء والأمة تمر بمرحلة حساسة وخطيرة في ذروة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية بذريعة مكافحة الإرهاب”، موضحاً أن هدف الهجمة المعادية في ذلك الحين كان إحكام السيطرة التامة على أمتنا في كل شيء من بشر وأرض وثروات طبيعية.
وتابع: “الكثير من الأنظمة والزعماء فتحوا المجال للأمريكي لفعل كل شيء في منطقتنا كالقواعد العسكرية وفرض السياسات الاقتصادية والتدخل في التعليم والإعلام”، لافتاً أنه “كان لا بد من موقف للتصدي للهجمة المعادية ولذلك أتى المشروع القرآني بالصرخة والتثقيف القرآني وبرنامج عمل يبني الأمة ويواكب كل المستجدات”.
مميزات المشروع القرآني
السيد عبدالملك أكد أن من مميزات المشروع القرآني أنه يحرك الناس في إطار تعبئة عامة، معتبراً أن الموقف الرسمي والنخبوي بحاجة لحشد كل الجهود الشعبية. ولفت إلى أن أمريكا وإسرائيل يدركون ما يعنيه الموقف الشعبي عندما يعبر الشعب عن رفضه للسيطرة الأمريكية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن المشروع القرآني كسر حاجز الخوف عند الناس بعد أن كانوا يخافون من إبداء سخطهم تجاه الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي لأمتنا، مبيناً أن حالة الخوف خطيرة، كونها تكبل الشعوب والأمة عن التحرك تجاه مؤامرات أعدائها. وأوضح السيد عبدالملك أن المشروع القرآني أفشل مساعي الأعداء في ترسيخ الهزيمة في نفوس الناس، كما ثبّت بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للأمة بعد الحرب الأمريكية التضليلية التي سعت لصرف حالة السخط إلى أعدائها من أحرار الأمة.
التحركات الأمريكية وجرائم السلطة تجاه المكبرين
السيد عبدالملك تطرق إلى المراحل الأولى لإطلاق شعار الصرخة في وجه المستكبرين، وما وجاهه المشروع القرآني آنذاك، قائلاً: “الأمريكي كان منزعجا من الشعار ودفع السلطة آنذاك للمواجهة أكثر فأكثر، فتصاعد الموقف الرسمي تبعا للموقف الأمريكي. وأوضح أن السلطة في ذلك الحين كانت مطمئنة بأنها تحظى بغطاء أمريكي على كل جرائمها، وأن السفير الأمريكي كان يطلب من الكل أن يواجهوا المشروع القرآني.
ولفت إلى أن المكبرين لم يكن لديهم أي دعم دولي ولا إقليمي، مشيراً أنهم تحركوا بإمكاناتهم البسيطة جدا، وكانوا يعيشون أقسى الظروف المعيشية. وذكر السيد عبدالملك بعضاً من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها السلطة آنذاك بحق كل من يرفع الشعار، موضحاً أن السلطة كانت مطمئنة للغطاء الأمريكي.
وأكد السيد الحوثي أن كل الجهود في القضاء على المشروع القرآني العظيم فشلت، لافتاً أن المشروع القرآني ازداد صلابة وحقق الانتصارات إلى أن وصل إلى المستوى الذي هو عليه اليوم.
أهم عناوين المشروع القرآني
السيد عبدالملك بين أن من أهم عناوين المشروع القرآني الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، مشيراً أن أهم ما في المقاطعة أنها توقف دعم العدو بالمال فهو يستفيد مما تقدمه له الأمة من أموال هائلة. واعتبر أن المقاطعة عامل بناء للأمة عندما تتجه للإنتاج بدلا من الاعتماد على ما يأتيها من الأعداء، موضحاً أن هذا الأمر يساعدها على بناء واقعها الاقتصادي.
أمريكا تتجه نحو الانحدار.. والأحداث تأكد صوابية المشروع القرآني
كما أكد السيد عبدالملك أن كل الأحداث والوقائع شهدت بصوابية المشروع القرآني سواء بالمتغيرات داخل الأمة أو خارجها، معتبراً أن مسار التطبيع مع العدو فضيحة كبرى وخطوة خائبة بكل الاعتبارات. وأشار إلى أن المتغيرات الدولية توضح أن أمريكا تتجه نحو الانحدار، وأن قدرتها الاقتصادية التي تنطلق من خلالها في السيطرة على بقية البلدان بدأت تضعف شيئا فشيئاً.
وقال السيد عبدالملك: “أمريكا تواجه مشاكل وأزمات عميقة داخلها وهي أصبحت أكثر بلد عليه ديون في العالم”، لافتاً أن المتغيرات التي توثر على أمريكا تمتد تأثيراتها على العدو الصهيوني، وكيان العدو يتجه نحو مأزق حقيقي يتحدث عنه قادته.
وأشاد السيد عبدالملك بصمود الشعب الفلسطيني ومجاهديه، الذي يزداد ويثبت حضوره وفاعليته في التصدي للعدو الصهيوني اليهودي، قائلاً: “رأينا في العدوان الأخير كيف كان صمود حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية التي واجهت العدوان بقوة”. كما أشار إلى أن الجبهة اللبنانية حاضرة بقوة وعنفوان، وأن العدو يعيش حالة الخوف منها بشكل مستمر.
وبين السيد عبدالملك أن الأمريكيين لم يتمكنوا من حسم المعركة لا في سوريا ولا العراق ولا فلسطين ولا اليمن، كما لم يتمكنوا من إحداث تغيير لصالحهم في الجمهورية الإسلامية في إيران رغم المؤامرات التي نفذوها. وأوضح أنه “بعد فشل الأمريكي في المنطقة اضطر للتهدئة بشكل عام وأعطى عملاءه هامشًا على مستوى العلاقات الإقليمية”، ليتفرغ لمنافسة الصين وروسيا.
العدوان والحصار.. ونكتة “الوسيط السعودي”
في سياق الشأن المحلي، والعدوان والحصار القائم، أكد السيد عبدالملك أن العدوان على بلدنا فشل ولم يصل إلى تحقيق هدفه، ومتاح أمامه أن يتوقف وأن يخرج السعودي والإماراتي بطريقة منصفة وصحيحة. وشدد على أن المطلوب هو وقف العدوان وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب فيما يتعلق بالأسرى والتعويض وإعادة الإعمار، مضيفاً: “السعودية ستتحمل كل الالتزامات الناتجة عن هذا العدوان وإذا أرادت السلام فلتتحمل التزاماته”.
وأشار إلى أن أمريكا وبريطانيا لا تزال تسعى ألا يتحقق سلام حقيقي خلال تنفيذ الاستحقاقات العادلة لشعبنا العزيز، وتريد أن يستمر العدوان والحصار وحرمان شعبنا من ثروته الوطنية، وتريد السيطرة على الجزر والمياه الإقليمية.
وقال السيد عبدالملك: “ليسمع كل العالم، استمرار حالة الاستهداف لبلدنا معناه أن نستمر في التصدي لهذا العدوان بكل ما نملك بعون الله”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن يبرر لنا أحد استمرار الحصار والاحتلال والتمنع عن الخروج الصحيح من العدوان على بلدنا”.
ووصف حديث السعودي عن نفسه كوسيط بأنها “نكتة”، موضحاً بقوله: “كل العالم يعرف أن الذي أعلن نفسه قائدًا للتحالف في الحرب على بلدنا هو السعودي، فلماذا يحاول أن يقول إنه وسيط؟”. وأضاف: “بقدر ما أعطينا مساحة لجهود الإخوة في عمان، لكن لا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات”.
كما شدد السيد عبدالملك على أنه: “لا يمكن أن يجلب السعودي السلام والأمن والاستقرار لنفسه ولتحقيق طموحاته الاقتصادية إلا بسلام الشعب اليمني ورفع الحصار عنه”.
توسيع معادلة حماية الثروة.. وتحذير
السيد عبدالملك أعلن توسيع دائرة معادلة حماية الثروة، بقوله: “سنتخذ الإجراء العسكري أمام كل محاولة لنهب ثروات شعبنا في أي محافظة من محافظات اليمن”، مضيفاً: “سنحمي ثروات شعبنا سواء كانت في البر أو البحر وليس فقط على مستوى النفط والغاز بل الثروات السيادية ومنها المعادن”. وحذّر قائد الثورة، الشركات الأجنبية من إبرام أي عقود مع المرتزقة والخونة، منبهاً بأنها لا تمثل شيئًا وغير قانونية ولا اعتبار لها.
وأكد أنه “لا يمكن أن نقبل أي إجراءات في ظل مؤامرات الأعداء التي يتآمرون بها على أبناء بلدنا”، مشدداً على مواصلة الجهود في التصدي للعدوان والجهوزية لكل الاحتمالات في أي لحظة وأي وقت.
واختتم السيد الحوثي كلمته بالدعوة للخروج الكبير والمشرف غدًا في مسيرات الصرخة تعبيراً عن موقف شعبنا تجاه مؤامرات الأعداء، مشدداً أن الحضور في مسيرات الغد يعبر عن ثبات شعبنا على مواقفه تجاه قضايا أمته وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وحددت اللجنة المنظمة للفعاليات، أماكن تنظيم مسيرات إحياء الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين بالعاصمة صنعاء والمحافظات تحت شعار (الشعار.. سلاح وموقف 1444هـ).
المصدر: المسيرة نت + المركز الإعلامي لأنصار الله