سديف حمادة: فيلم “لوبيتو” يتمتع بغنى إنساني دفاق مقدم في أسلوب فني فائق الجذب – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

سديف حمادة: فيلم “لوبيتو” يتمتع بغنى إنساني دفاق مقدم في أسلوب فني فائق الجذب

لوبيتو

كتب مسؤول ملف أدب المقاومة في وحدة الأنشطة الإعلامية سُدَيف حمادة على حسابه في فيس بوك بعد مشاهدة فيلم لوبيتو الذي افتتح  مساء الخميس، في مسرح رسالات – المركز الثقافي لبلدية الغبيري.

لوبيتو ناطركم…
بهذا عنونت الجمعية اللبنانية للفنون(رسالات) صفحتها على الفايسبوك.
قبل ما يقارب النصف ساعة خرجت من صالة رسالات مسرورا جدا بعد مشاهدة فيلم الأطفال وهو من توزيع (ميم للإنتاج الثقافي)
لا أريد أن أصادر العروض اللاحقة في سرد مجريات هذا الفيلم، ولا يحق لي أصلًا، لا في الأخلاق ولا في القانون، أن أفعل، ولكن أجدني، بحكم الإعجاب به، منساقا إلى أن أتوقف عند أبرز القيم الإنسانية التي يشتمل عليها الفيلم، وبعض النقاط الفنية انطلاقا من قراءتي النقدية التي أظن أن عددًأ من المهتمين في هذا الميدان يشاطرني فيها الرأي.
في الفيلم نظرة إيجابية جدا للإنسان ورهان عليه في إنتاجيته، حتى وإن كان يعاني أزمات نفسية عميقة.

مادة إنتاج العاملين في المصح(دمى الأطفال) منسجمة ومناسبة جدا للفئة العمرية المستهدفة، وتشكل عنصرا جاذبا لهم.
البعد الغيبي حاضر في مسيرة المجتمع الإنساني، وقد جسد من خلال حضور الملاك، بما ينسجم مع فهم الفئة العمرية المستهدفة.
الرهان على عقل الطفولة وروحها النقية حاضر في الفيلم، بل حدث رئيس في كل مجريات الفيلم، ويمثل دور البطولة فيه، وهو ما يجذب أيضا الفئة العمرية المستهدفة.
البعد العقدي الديني حاضر في الفيلم من خلال حدود علم الملائكة، فحينما يقتضي الأمر يخبر الملاك الطفل ببعض ما هو غيب، وحينما لا يقتضي يعلن الملاك عن عدم معرفته على قاعدة( سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا إنك أنت علام الغيوب)

لغة الفيلم مناسبة جدا لمستوى الفئة المستهدفة.
الحدثية وفيرة جدا في الفيلم من لحظة دخول عنصر الشر إلى المصح إلى لحظة القبض على من يمثل الجشع والشر والتنافس غير الشريف .
الكوميديا المناسبة للطفولة حاضرة في الفيلم ومدروسة بعناية، منسجمة مع مساره، غير متكلفة ولا مسقطة إسقاطا.
القيم التربوية والأخلاقية والقانونية وبعض المفاهيم الإدارية غير غائبة عنه على الإطلاق.
الرسم الفني الصوري للشخصيات موفق جدا وفاقا لتصنيف العوامل المساعدة(شخصيات الخير) والعوامل المعاكسة(شخصيات الشر)

الخلفية النقية للشخصيات المتباينة في تحديد كيفية إدارة المصح وإنتاجيته حاضرة في الفيلم( تتمظهر في التباين بين مدير المصح وأخته، مع سلامة نية كل منهما، كما ظهر في ما يخص الاخت في الثلث الأخير من الفيلم)
تتنوع شخصيات الفيلم بين مسطحة ونامية ما يؤكد حضور العناصر المفاجئة فيه.
في الفيلم لمسات عرفانية واضحة تتجلى في قابلية رؤية الملائكة لدى الاطفال دون سواهم باعتبار نقاء روحهم وسريرتهم.
الحوار في الفيلم بعيد عن الاصطناع منسجم مع الحدث، وقد حقق أهدافه في الكشف عن نفسيات المتحاورين والإسهام في سرد الأحداث والحيوية الكافية.
روح التحدي وهزيمة اليأس حاضرة في الفيلم كهدف تربوي واضح وجلي.
البعد الحركي الفاعل والحيوي الحاضر في الفيلم منسجم مع طبيعة الطفولة.

المشاهد الغنائية فيه راعت المستوى واضفت جوا ممتعا.
أصناف الحلويات التي جاءت عرَضًا في الفيلم، والأجواء الاحتفالية بعد كل إنجاز تتناغم مع رغبة الطفل، وتشكل عنصر جذب إضافيا.
عنصر المكافأة في العمل حاضر فيه أيضا.
يبين الفيلم روح العمل الجماعي المنسجم وأهميته في الإنجاز.
يكفي، كما يعرض الفيلم، عنصر شر واحد حتى يتقوض العمل الجماعي. ومن هنا تبدو خطورة الشر الذي يخترق الجماعة.
لا تغيب عن الفيلم ذهنية العمل الأمني والاستفادة من التقانة ولا سيما في وسائل التواصل.

ومع أن أحداث الفيلم صراعية، دراماتيكية، ذات تشويق عالٍ، غير أن مشهدًأ دمويًأ واحدا لا يمرُّ فيه وإن عابرا، ما يدل على قراءة تربوية علمية دقيقة كانت خلف كتابته وإنتاجه، منسجمة مع الأبعاد النفسية والتربوية المناسبة للفئة العمرية الموجّه إليها هذا العمل.
وعلى العموم فإن هذا الفيلم يتمتع بغنى إنساني دفاق مقدم في أسلوب فني فائق الجذب.
إنني أنصح بمشاهدته، وأشجع الأهل على اصطحاب ابنائهم إلى صالات عرضه.

المصدر: موقع المنار