استقبل الملك الأردني عبدالله الثاني في عمان، اليوم الثلاثاء، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأفاد الديوان الملكي الأردني في بيان صحفي أن “الملك شدد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وعدم المساس بهما”.
وأكد الملك “ضرورة الالتزام بالتهدئة، ووقف أعمال العنف؛ لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام”، مشددا على “ضرورة وقف أي إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام”. وأعاد التأكيد على موقف بلاده “الثابت والداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأشار الملك إلى أنه “بحث العلاقات الثنائية، وضرورة استفادة الجانب الفلسطيني من المشاريع الاقتصادية والإقليمية”.
وبحسب اعلام العدو، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اللقاء، بالحفاظ على الوضع القائم في القدس. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصادر مطلعة أن “الاجتماع جرى في (أجواء إيجابية) وأن نتنياهو تعهد خلاله بالحفاظ على الوضع القائم في القدس”. وبحسب المصادر فإن “اللقاء امتد إلى ما هو أطول مما كان مخططا له”.
كما أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن “نتنياهو والملك عبد الله ناقشا قضايا إقليمية”، في لقاء علني هو الأول الذي يجمع بينهما منذ العام 2018. وبحسب مكتب نتنياهو، فإنه والملك عبد الله أكدا على “التعاون الإستراتيجي والأمني والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يساهم في استقرار المنطقة”.
وأضاف أنهما “أكدا على أهمية الصداقة والشراكة طويلة الأمد بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن “الوفد الإسرائيلي ضم كل من وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هانغي، وسكرتير نتنياهو العسكري، آفي غيل”.
تأتي هذه الزيارة في أعقاب توتر العلاقات بين الجانبين، في أعقاب اعتراض الشرطة الإسرائيلية، طريق السفير الأردني في تل أبيب، غسان المجالي، لدى دخوله إلى المسجد الأقصى، يوم الثلاثاء الماضي؛ واقتحام وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى الذي يقع تحت الوصاية الأردنية، بالتنسيق مع نتنياهو نفسه، مطلع الشهر الجاري.
والثلاثاء الماضي، استدعت وزارة الخارجية الأردنية، السفير الإسرائيلي في عمّان، إيتان سوركيس، وأبلغته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، على منع الشرطة الإسرائيلية السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي من دخول المسجد الأقصى، قبل أن يتمكن من دخوله بعد ساعات، وسط إدانة من وزارة الخارجية الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، “تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته، أكدت إدانة الحكومة الأردنية لكافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى”.
وأضاف البيان أن الرسالة تضمنت التذكير بأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى، وتنظيم الدخول إليه.
واشترطت قوات الشرطة الإسرائيلية على السفير حصوله على إذن مسبق للقيام بالزيارة، واحتج السفير الأردني على هذا الإجراء، ورفض الدخول إلى المسجد الأقصى من خلال حصوله على إذن من السلطات الإسرائيلية باعتبارها قوة احتلال.
وتشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية بين الحين والآخر توترات على خلفية محاولات السلطات الإسرائيلية تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والمساس بمكانة الأردن كراع للأوقاف الإسلامية.
ويذكر أن الأردن والاحتلال الإسرائيلي وقّعا، في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1994، اتفاق تسوية بينهما، عرف باسم “معاهدة وادي عربة”. وفي آذار/مارس 2013، وقع عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اتفاقية تعطي الأردن حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين.
المصدر: مواقع