عدنان علامة
تتحمل السويد مسؤولية إحراق القرآن الكريم أمام القنصلية التركية في ستوكهولم وإستفزاز مشاعر أكثر من مليار مسلم، علما بأن في السويد أكثر من 830 الف مهاجر مسلم، وتتحمل الدول الإسلامية أيضا مسؤولية ما حدث اليوم لتقصيرها سابقا بالإحتجاج بشكل قوي بإحراق القرآن الكريم وعدم الإتصال بالسلطات السويدية وأخذ تعهدا منها بعدم تكرار هذا العمل في المستقبل، وحسنا فعلت السلطات التركية برفض إستقبال وزير الدفاع السويدي.
ولا بد من الإشارة بأن القانون السويدي لا يمنع حرق القرآن الكريم ولا يوجد أية تبعات عليه، بينما إحراق العلم الذي يرمز إلى الكيان الصهيوني الغاصب يوجب السجن، وتنفرد السويد بين كل الدول الأوروبية بإعطاء صلاحيات واسعة جدا لنظام الخدمات الإجتماعية الذي يسمح لها بـ”أخذ” أولاد المهاجرين المسلمين إلى أماكن سرية في مخالفة لكافة القوانين الدولية.
ولا بد هنا من التعرف على بعض الخطوات التي إعتمدها المتطرف راسموس بالودان الذي يحمل حقدا دفينا على الإسلام والمسلمين، والصلاحيات الواسعة لنظام الخدمات الإجتماعية:
أصدرت السلطات. السويدية، يوم الجمعة الماضي، قرارا يسمح لـ”راسموس بالودان” السياسي الدانماركي- السويدي اليميني المتطرف، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم وبحراسة الشرطة السويدية يوم السبت، بعد حصوله على إذن من إدارة شرطة ستوكهولم بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية.*
وكشف التلفزيون السويدي أن الصحفي السويدي تشانغ فريك عرض على بالودان حرق نسخة من القرآن الكريم خلال المظاهرة أمام السفارة التركية.
ومنذ عام 2017 يقوم راسموس بالودان السياسي الدانماركي-السويدي اليميني المتطرف بتصرفات مناهضة للإسلام وتستفز مشاعر المسلمين تتمثل في حرق نسخ من القرآن الكريم في مختلف مدن الدنمارك، بالإضافة إلى قيامه في نيسان/أبريل من العام الماضي بحرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة مالمو السويدية.
وأدان رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الأحد 22 كانون الثاني/يناير 2023 بشكل ديبلوماسي حرق سياسي يميني نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم. وكتب كريسترسون تغريدة قال فيها “حرية التعبير جزء أساسي من الديمقراطية، ولكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون ملائما”، وأضاف “حرق كتب تمثل قدسية للكثيرين عمل مشين للغاية وأريد أن أعرب عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة بسبب ما حدث في ستوكهولم”.
ومن جهة أخرى فالسويد هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تخطف أطفال المهاجرين المسلمين تحت مسميات عدة علم بأن عدد المسلمين يتجاوز 830 ألف مهاجر.
فبعد أشهر من إحتجاجات نظمتها عائلات مسلمة في السويد بسبب تعرض أطفالها لـ”الاختطاف” من السلطات، كشفت المحامية سيو ويستربرغ، عضو اللجنة الإسكندنافية لحقوق الإنسان بتاريخ 29 أيار/مايو 2022 عن خفايا نظام الخدمات الاجتماعية بالبلاد، وتنبه إلى الجانب المالي في المسألة.
وفي حديثها لوكالة الأناضول، ترى ويستربرغ، المحامية الدولية التي كسبت 8 قضايا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على الخدمات الاجتماعية السويدية، أن السلطات “تختطف أطفال المسلمين، وأنهم لا يتقبلون فكرة أن لدى المسلمين طرقًا أخرى للعيش”.
وأسست السويد عام 1990 قانونا يحمل اسم “قانون رعاية الشباب” (أحكام خاصة)، الذي يمنح العاملين في الخدمة الاجتماعية سلطة إبعاد الأطفال قسرًا عن والديهم.*
وحسب هذا القانون، يحق للوكالات الاجتماعية إرسال موظفيها، بمساعدة الشرطة، لسحب الأطفال من منازلهم أو مباشرة من المدرسة من دون علم والديهم، من غير الحاجة إلى الحصول على إذن من المحكمة الإدارية السويدية، ويتم نقل الأطفال مباشرة إلى منزل مخصص للتحقيق السري، أو ما يسمى بـ”دار الرعاية” أو “دار الرعاية والحضانة”.
وأدى الإفلات من العقاب نتيجة الصلاحيات الذي تتمتع به الخدمات الاجتماعية السويدية إلى إنتهاكات لا حصر لها لقانون رعاية الشباب، الذي يعطي أسبابًا قانونية للإبعاد القسري للأطفال عن أهلهم.
وفي النتيجة؛ يحب على كافة الشعوب الإسلامية الإدانة والشجب والإستنكار بكافة الوسائل للأعتداء على قرآننا الكريم، وعلى الدول الإسلامية إستدعاء سفير السويد لديها وتقريعه لسماح دولته بإحراق القرآن الكريم بما له مكانة مقدسة عند كل المسلمين، وإفهامه بأن تبعات مثل هذا العمل لا تسطيع ان تتحمله السويد.
المصدر: بريد الموقع