استقبل الرئيس السوري بشار الأسد ظهر اليوم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له، حيث أكد الجانبان خلال المحادثات على العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين وعلى التعاون الثنائي القائم في مختلف المجالات.
وأكد الرئيس الأسد أكد خلال اللقاء أن دمشق حريصة على التواصل المستمر وتنسيق المواقف مع إيران بشكل دائم خاصة وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، وأن هذا التنسيق يكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد تطورات إقليمية ودولية متسارعة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
واعتبر الوزير عبد اللهيان أن سورية بلد مهم ومؤثر، ولذلك فإن قوة وتنمية سورية هي قوة وتنمية للمنطقة عموماً ولإيران خصوصاً، مؤكداً أن البلدين يقفان في خندق واحد ويتبادلان الدعم القوي لبعضهما الآخر، مشدداً على أن بلاده لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية وهي ترى أن أي حوار بين سورية وتركيا إذا كان جاداً فهو خطوة إيجابية لصالح البلدين والمنطقة.
وأكد الرئيس الأسد أن الدولة السورية تنطلق دائماً في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري، وأنها لن تسير إلى الأمام في هذه الحوارات إلا إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية. وتطرق الحديث أيضاً خلال اللقاء إلى المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني مع مختلف الأطراف في مؤتمر “بغداد 2” الذي انعقد في عمان أواخر الشهر الماضي، وكذلك المناقشات الجارية من أجل استئناف المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني. ونقل الوزير الضيف للرئيس الأسد تحيات سماحة السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران والرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي.
عبداللهيان: العلاقات مع سوريا في أفضل أحوالها وقيادتا البلدين عازمتان على توسيعها
وأكّد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان، خلال لقائه نظيره السوري بدمشق، إن العلاقات بين البلدين في أفضل أحوالها، وأنّ الرئيس بشّار الأسد أكّد أنّ قياداتي البلدين عازمتان على توسيع العلاقات الثنائية. و خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير فيصل المقداد، لفت عبداللهيان، الى أن الرئيس السوري بشار الأسد، دعا نظيره الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لزيارة دمشق، مشيراً الى أنه سيتم بذل الجهود لإجراء هذه الزيارة.
وأكّد عبداللهيان، أنّ اللقاء تطرق الى سبل توسيع العلاقات بين كلا البلدين، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، لتصل الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. وفي هذا السياق، أوضح عبداللهيان أن هناك العديد من الاتفاقيات المشتركة وقعت بين البلدين ويتمّ تنفيذها، مشيراً إلى انه توصّل مع الوزير المقداد للاتفاق على تجهيز وثيقة التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد بين البلدين، تمهيداً للتوزيع عليها.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن التعاون بين طهران ودمشق مستمر في كافة المجالات، ولا سيما في مجال الطاقة. وأوضح عبداللهيان خلال المؤتمر، أنه تم إجراء مباحثات على مستوى وزراء الطاقة بين طهران ودمشق، من أجل إنشاء محطات للكهرباء في سوريا. ولفت عبداللهيان، أن سوريا لديها ثروات كبيرة، ولدى طهران ودمشق امكانيات وطاقات عالية، وبالتالي فإن إحدى المجالات الجادة للتعاون المشترك، يكمن في مجال الطاقة.
المقداد: اللقاء بين الرئيس الأسد والقيادة التركية مرهون بإزالة الإحتلال وإحترام سيادة سوريا
وأكد وزير الخارجية السوري، أن اللقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة أسباب الخلاف، وفي مقدمتها الاحتلال التركي للاراضي السورية. ولفت الوزير السوري، الى أنّ بلاده، تعمل منذ العام 2011 ممكن لأجل انهاء الارهاب، الذي عمل على تعكير صفو العلاقات بين البلدين ووقفها، ودمار البنى التحتية في الجمهورية العربية السورية.
وأكّد الوزير المقداد، انّ أي لقاء رفيع المستوى يعتمد على ازالة الاسباب والخلافات التي حلت مكان التوافقات التي بنيت عليها العلاقات سابقاً، مشيراً الى انّ اللقاء الذي عقد في موسكو جاء في هذا الإطار، وأنذ الأمور العملية، تركت معالجتها لفريق من الخبراء الفنيين من الجيشين، بحضو ممثلي وزارة الدفاع الروسية، بما في ذلك الاحتلال التركي.
وأكّد المقداد، إنه لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال عن الاراضي السورية، واشار الوزير المقداد، إلى انه يجب خلق البيئة المناسبة من أجل عقد لقاءات على مستويات أعلى مع القيادة التركية، ويجب ان تنبى على احترام إستقلال الاراضي السورية وسيادتها، ووجود الجيش السوري كضامن لهذا الاستقلال.
وشدّد الوزير السوري، على أنّ إزالة الإحتلال، يعدّ الشيئ الذي يحدد إمكانية عقد هذه اللقاءات من عدمها، لأنه لا يمكن الحديث أنّ ينجح، من دون إنهاء الاحتلال وإزالة الإرهاب.
وأكّد وزير الخارجية السوري أن سوريا ستقوم بالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، وانّ دمشق وطهران تقفان الى جانب الشعب الفلسطيني، بمواجهة الإحتلال الإسرائيلي. ولفت الوزير المقداد، الى إن الرئيس السوري بشار الأسد كرر موقف سوريا المندّد بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وأكّد الوزير المقداد، أن دمشق وطهران، تقفان إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدينان بشدة جرائم الاحتلال، وكل من يتعاطف مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا يسعى إلى وقف هذه السياسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
ووصف الوزير المقداد، جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، واذا كان هنالك انسانية للدول التي تقدم الدعم المستمر للكيان الصهيوني، فهي فشلت بالاختبار لانها لم تجبر إسرائيل لوقف جرائمها بحق شعب فلسطين.
وأكد وزير الخارجية السوري، أن سوريا لا يمكن أن تنسى شهداءها وخسائرها، والتطاول الاسرائيلي المدعوم من بعض القوى الدولية، لأنها حريصة على ممارستها وسيادتها، وشعب الجمهورية العربية السورية. وشدّد الوزير المقداد، أنّ الشعب السوري لن ينسى هذه الاعتداءات، وسيعرف كيان الإحتلال، أن سوريا ستقوم بدورها بالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، وتكبيد قوات الاحتلال الاسرائيلي الخسائر التي لن تنساها، وستشعر عندها بالأسف على كل هذه الاعتداءات التي قامت بها على الأراضي السورية.
اجتماع مع قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق
وعقد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان اجتماعا مع قيادات الفصائل الفلسطينية في دمشق، بهدف تعزيز محور المقاومة وأمن المنطقة ومواجهة أي تهديد من قبل الكيان الصهيوني.
ووصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق اليوم السبت، قادما من العاصمة اللبنانية بيروت، على رأس وفد رفيع المستوى، لإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين السوريين حول العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات الإقليمية والدولية.
وكان في إستقبال وزير الخارجية الإيراني لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد. ويذكر أن الوزير المقداد تلقى يوم الأحد الماضي اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين والتنسيق العالي القائم بينهما على مختلف المستويات لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
المصدر: مواقع