ختم الشهيد مسيرته بالشهادة، بعد ان تمكن المرض من جسده ولم يتمكن العدو من شموخه ولم يكسر روحه الثورية. روح الشباب الفلسطيني الذي لم يهزمه اجرام الاحتلال الاسرائيلي طيلة عقود من البطش والغطرسة بل هو من هزم الاحتلال بصبره وصموده وثباته على ارضه ومقدساته.
شهادة أبو حميد تثبت من جديد قدرة هذا الجيل على مواجهة الاحتلال بكافة اشكاله ولم يتخل عن مبادئه وثوابته في تحرير الارض العزيزة الشماء فلسطين.العروس المزهوة بشباب دائم وربيع دافق بالف طيب ولون مقلع الرجال الابطال الذي واجهوا ويواجهون المحتل بالصدور والاوداج والاحمر القاني.
وفي المشهد الاخر هي جريمة موصوفة الزمان والمكان تضاف الى سجل العدو الممتهن سفك الدماء وقتل الابرياء دون رادع إنساني أو قانوني او عرفي أو اخلاقي ، فالعنف والقتل متجذر في عمق الثقافة الصهيونية ومندمج اندماجاً كلياً في تجربة المحتلين اليومية.
في شهادة ابو حميد رسالة لكل المراهنين على تغيير سلوك الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني عبر اتفاقية هنا او معاهدة هناك. والامل كل الامل في شاب فلسطيني يمتشق السلاح ويقاتل ذوداً عن الارض والناس والوطن.
الشهيد الأسير ناصر أبو حميد… مجاهد ومقاوم على طريق تحرير فلسطين
ولد في 5 أكتوبر 1972 بمخيم النصيرات في غزة لأسره لاجئة من قرية السافرية قضاء مدينة يافا، وتعرض للاعتقال الأول عام 1987 وأمضى 4 شهور وأعيد اعتقاله مجدداً وحكم عليه بالسجن عامان ونصف. اعتقل عام 1990 وحكم عليه بالسجن المؤبد ليفرج عنه بعد 4 سنوات، كما اعتقل عام 1996 وأمضى 3 سنوات.
عام 2000 وإبان انتفاضة الأقصى انخرط الشهيد الأسير في العمل المقاوم حيث اعتقل وحكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاماً قضاها في سجون الإحتلال،. عام 2021 أصيب الشهيد الأسير بمرض سرطان الرئة حيث عانى كثيراً جراء الاهمال الطبي للاحتلال.
في 19 كانون الاول دخل الشهيد الأسير في غيبوبة كاملة بعد دخوله في غيبوبة متقطعة في الفترة التي سبقتها وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير. قضى الشهيد الاسير معظم حياته مطارداً وملاحقاً من قبل الاحتلال قضى 34 عاماً منها متنقلاً بين سجون الاحتلال.
في 20 كانون الاول أعلن نادي الاسير الفلسطيني عن استشهاد الاسير ناصر أبو حميد في مستشفى اساف هروفيه الصهيوني عن عمر ناهز 50 عاماً قضاها مجاهداً ومقاوماً على طريق تحرير فلسطين.
المصدر: المنار