من الحسكة إلى الرقة ومن كوباني إلى تل رفعت ومنبج، تثير المنطقة قلقاً متزايداً عند القيادة التركية العازمة على إنشاء شريط حدودي تقول إنقرة أنه يلبي متطلباتها الأمنية، لكنه يقع حتماً في مربع اشتباك مع الوسيط الروسي وحتى الشريك الأميركي.
نقطة تقاطع معقدة، قد تجعل “قسد” ومن تمثل كبش الفداء الأول على مذبح التوافقات الدولية، فموسكو المنشغلة بالحرب في أوكرانيا والمحتاجة إلى أن تكون أنقرة بجانبها، قد تغض النظر عن تقدم بري للقوات التركية وهي التي فتحت مجالها الجوي لضرب مقرات التنظيمات المناوئة لبلاد الأناضول في الشمال السوري.
ولا تبدو الولايات المتحدة، كعادتها في التخلي عن حلفائها، مهتمة أو جدية في صد تقدم ما للقوات التركية في مربعات محددة، خاصة أن ما أعلنت عنه أنقرة لا يقترب من منابع النفط الشديدة الحساسية لواشنطن في الشمال الشرقي أو تموضعات القوات الأميركية في المثلثات الحدودية بين سوريا والعراق.
وعلى الأرجح، فإن أنقرة تجد في الظروف الحالية دافعاً أكبر للقيام بعمليتها العسكرية المحددة، إن بذريعة مكافحة الإرهاب أو ربما ربطا بالواقع الانتخابي القادم.. أمر بات يحتم على “الإدارة الذاتية” في شمال سوريا وصل ما انقطع مع دمشق، وإلا فإن قسد ومن تمثل سيدفع الثمن.
المصدر: المنار