إن عملية اختيار الإختصاص ليست دولاب حظ او رمية زهر أو رؤية حلم ما ، انما هي عملية تقوم على معارف حقيقية واضحة ممكنة التحصيل.
في هذه الأجواء وعلى مدار 3 أيام نظمت جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي معرضها التاسع برعاية وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن.
المعرض الذي اقيم في قصر الاونيسكو- بيروت بعنوان “اختصاصك مش حظ” والذي فتح ابوابه من صباح الخميس الواقع فيه 10 تشرين الثاني لغاية السبت 12 من الشهر نفسه، تضمن: مشاركة 27 جامعة من اهم جامعات لبنان –مشاركة واسعة للجنة الابواب المفتوحة بالجامعة اللبنانية-أنشطة تجريبية للطلاب :” اعلام – علوم –فنون- تربية – زراعة“ – قسم الاختبارات لتحديد ميول الطالب – التعرف على تكنولوجيا التعليم.
زلزلي: البناء السليم للبلد بالإعتماد على إنسانه
الإفتتاح الذي توّج بالنشيد الوطني ، القى فيه مدير عام المركز علي زلزلي كلمة جاء فيها “: ان الطريق السليم لبناء الوطن هو الاعتماد الاساسي على انسانه ، و بالتحديد على شبابه ، و اي مستقبل يكون للبلد اذا ما انتجت جامعاته خريجين يحملون شهادات منمقة لا تحاكي عصر تطور العلم و المعرفة ، لذا فالمسؤولية تبدأ عند الاهل و المدرسة لتصل الى الدولة “.
و ناشد بدوره الدولة ان تولي اهتماما و لو لمرة واحدة لعملية التخطيط الهادف بين كافة القطاعات التربوية و الصناعية و الاجتماعية وغيرها لضمان مستقبل واعد للطلاب و الشباب.
الوزير الحاج حسن: للسعي لوضع رؤية اقتصادية شاملة وموحدة
ثم تحدث الوزير حسين الحاج حسن و اكد في كلمته على اهمية تحديد وجه الاقتصاد اللبناني وماهيته في التاثير على موضوع مساعدة الطلاب في اختيار اختصاصاتهم العلمية و المستقبلية،والى السعي لوضع رؤية اقتصادية شاملة وموحدة ، تأخذ بالاعتبار الحاجات الصناعية والزراعية والخدماتية المستقبلية للبنان والتي يمكن أن تؤمن فرص العمل للجيل الجديد.
و بالتالي تؤثر على اختيار اختصاصاتهم بحسب ما يتناسب مع سوق العمل و ميولهم.
و كما جرت العادة افتتحت ابواب المعرض بقص الشريط من قبل الوزير الذي كان له جولة في اقسام المعرض .
بداية عند دخول الطالب المعرض يخضع لاختبار الشخصية المهنية ليعرف ميوله و ماذا يرغب و ثم يتوجه الى القطاعات و يتعرف على المهن بشكل نظري ، و ينتقل الى الانشطة التجريبية ليتعرف على المهن بشكل تفاعلي عملي اكتر.
بالتالي هذا المسار يسمح له بان يشعر بقربه من المهنة التي يحب ان يزاولها مستقبلا و من اختصاصه … فيتوجه نحو الجامعات ليسأل عن هذا الاختصاص بكافة تفاصيله .
شهدت المعرض، إقبالاً واسعاً من طلاب الثانويات وحتى بعض طلاب الجامعات في لبنان بحيث بلغ عدد الطلاب 11000 من مختلف المناطق.
عيسى : الحضور يتزايد في المعرض عاما بعد عام
وفي حديث مع مدير العلاقات العامة في جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي الاستاذ “علي عيسى”: قال ان الطالب يخرج من المعرض برضى و معرفة كاملة لكثير من الامور، فالطالب في المعرض يخضع لاختبار الشخصية المهنية، و مقابلات توجيهية، و لقاءات مع متخصصين بالكثير من المجالات، و لقاءات مع مندوبي الجامعة ، اي يتم تحضير الطالب من كافة الجهات و هذا المسار الذي يخضع له الطلاب يشكل لديه الوعي الكافي المطلوب لاختيار اختصاصه . كما لاحظنا ان اقبال الطلاب يزداد سنة بعد سنة نتيجة ان المعرض يخرج من الروتين ، و يحمل في كل عام ما هو جديد ، و الجدير ذكره ان تفاعل الطلاب و اقبالهم على المعرض ايضا في وتيرة متصاعدة من سنة لسنة ، و هذا ما يدفعنا للاستمرار في كل عام”.
زهراء عياد : مشاركة اعلامية مميزة في المعرض
المسؤولة الإعلامية للمعرض زهراء عياد قالت إن :”الوسائل الإعلامية هذا العام كانت لافتة بعددها وقامت بتغطية مميزة “.
وأضاف :”لقد شارك تقريبا أكثر من 35 وسيلة بين تلفزيون وإذاعة ومواقع الكترونية “.
ولفتت عياد إلى حضور الطلاب الشخصي هذا العام من خارج المدارس.
من جهة اخرى اكدت الجامعات اللبنانية المشاركة بمندوبيها ، أن هدفهم هو التعريف بجامعاتهم واختصاصتها، وتقديم التوجيهات والشروحات للطلاب بما يتناسب مع صفوفهم التعليمية وقدراتهم الفكرية والمادية وغيرها، مؤكدين أن نسبة الطلاب المشاركين يتزايدون في كل سنة .
علي سبيل المثال مندوب الجامعة اللبنانية الدولية حسام توبة اشار الى اقبال الطلاب الكثيف خصوصا على اختصاص الصيدلة ، و شدد على دورهم في مساعدة الطلاب ليتعرفو اكثر على الجامعة و اختصاصاتها بل على دورهم في ارشاد الطلاب الى مصلحتهم قبل اي امر . و لفت الى ان بعض الطلاب اولى اهتمامتهم بعد الاختصاص و احيانا قبله هو الاقساط الجامعية المترتبة و التي تشكل للبعض مشكلة اساسية ان لم تتوفر منحة دراسية .
مندوبو الجامعة اللبنانية يسعون لتوضيح ميزات الجامعة اللبنانية خصوصا المادية و المعنوية و يتحدثون عن ابوابها الواسعة ، و فروعها كافة ، و يوضحون للطلاب طريقة تقسيم الكليات و بالتالي تقسيم الكليات الى اختصاصات و حتى عدد سنين الدراسة في كل اختصاص و تقسيم العلامات .
وللحديث عن ما له ارتباط بالأنشطة التجريبية، وهي أنشطة تطبيقية في ميادين مختلفة ، ففي قطاع الاعلام مثلا في جامعة المعارف يسمح للطالب بتجربة امام الكاميرا بالاضافة الى تجربة صوتية ، ليطبق الطالب عمليا هذا النوع من العمل .
من جهتها اكدت مندوبة جامعة المعرف “مريم هاشم” على اهمية دورها بتعريف الطلاب على الاختصاصات الموجود في كلية الادراة في الجامعة و اشارت الى قسم مخصص لشوون الطلبة حيث يبحث الطالب عن الاقساط و المعلومات الادارية بعيدا عن الاختصاص بحد ذاته.
غصت قاعات المعرض المختلفة بالطلاب والمهتمين في الشأن المهني والجامعي، هؤلاء الطلاب الذين جاءوا ليعرفو اي طريق يجب ان يسلكو ليصلو الى الخيار الصحيح و الذين اكدو ان المعرض حقق مرادهم اوعلى الاقل وضعهم على السكة الصحيحة (بحسب رأي الطلاب)، تلميذة من مدرسة حارة حريك الرسمية اعربت عن ارتياحها النفسي لشعورها ان هناك يد ممتدة لمساعدتها و معنوياتها مرتفعة بسبب ما يقدمه المعرض لها من دعم و اجوبة على اسئلة تدور بداخلها.
تلميذة اخرى من مدرسة المهدي شاهد لفتت انها اكتسب معلومات كثيرة و تغيرت اراها نحو بعض الاختصاصات مثلا كانت تميل الى اختصاص الحقوق و لما تعرفت عليه حق المعرفة عدلت عنه .
اختتم المعرض باحتفال تكريمي للمشاركين بالمعرض واللجنة المنظمة القى فيها كل من مدير المعرض المهندس علي عيسى ومديرالمركز الاسلامي السيد علي زلزلة كلمة شكر وتقدير للقيمين على هذا النجاح البارز واستُكمل الختام بتقطيع قالب الحلوة وأخذ الصور التذكارية.
لان عملية اختيار الاختصاص الجامعي خلق ازمة لدى الكثير من الطلاب ، و لان مستقبلهم يتعلق بمهنتهم ، شكل المعرض محطة سنوية ثابتة يطل من خلالها الطلاب على عالم المهن والاختصاصات والجامعات .و استطاع ان يجمع سنويا عددا من المدارس و الجامعات المنتشرة على كافة الاراضي اللبنانية ليشكل ايضا نقطة التقاء في ما بينهم.
المصدر: خاص