معركة أولي البأس – الثلاثاء 1/10/2024
في الأوَّلِ من تشرينَ الأوَّلِ 2024، أعلنَ جيشُ العدوِّ الإسرائيليُّ عن بَدءِ عمليَّةٍ برِّيَّةٍ في جنوبِ لبنانَ أطلقَ عليها اسمَ "سهامِ الشمال"، فحشدَ خمسَ فِرَقٍ عسكريَّةٍ تضمُّ أكثرَ من سبعينَ ألفَ ضابطٍ وجنديٍّ، ومعهم مئاتُ الدبَّاباتِ والآليَّاتِ. لكنَّ كلَّ هذه الحشودِ لم تُرهِبْ رجالَ المقاومةِ الإسلاميَّةِ، إذْ كان مئاتُ المجاهدينَ يُرابطون بكاملِ جهوزيَّتِهم واستعدادِهم، عيونُهم على الحدودِ وأصابعُهم على الزنادِ، بانتظارِ لحظةِ الاشتباكِ المباشرِ، ليدفنوا أوهامَ العدوِّ في ترابِ الجنوبِ الصامدِ، ويؤكِّدوا أنَّ كلَّ محاولةِ توغُّلٍ ستُواجَهُ بالنارِ، وأنَّ أرضَ لبنانَ لن تكونَ إلَّا مقبرةً للغزاةِ.
وفي إطارِ الرَّدِّ على العدوانِ الإسرائيليِّ، ودفاعًا عن لبنانَ وشعبِه، نفَّذت المقاومةُ الإسلاميَّةُ في هذا اليومِ ستَّ عشْرةَ عمليَّةً عسكريَّةً، استهدفتْ خلالها عددًا من المستوطناتِ في شمالِ فلسطينَ المحتلَّةِ، برشقاتٍ صاروخيَّةٍ مكثَّفةٍ. كما طاولت هجماتها مواقعَ وثكناتٍ وتجمُّعاتٍ تابعةً لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحدودِ اللبنانيَّة – الفلسطينيَّةِ، باستخدامِ الصواريخِ والقذائفِ المدفعيَّةِ.
وفي سياقِ سلسلةِ عمليَّات "خيبر"، قصفت القوَّةُ الصاروخيَّةُ في المقاومةِ، بصواريخَ "فادي 4"، قاعدةَ "غليلوت" التَّابعةَ لشعبةِ الاستخباراتِ العسكريَّةِ، ومقرَّ "الموساد"، إضافةً إلى قاعدةِ "سديه دوف" الجويَّةِ في ضواحي تلِّ أبيبَ الشماليَّةِ.
مِنْ جِهتِها، أفادت وسائلُ إعلامٍ إسرائيليَّةٌ عن سقوطِ صواريخَ شرقيَّ تلِّ أبيبَ، ما أسفرَ عن وقوعِ عددٍ من الإصاباتِ. كما فرضتْ قيادةُ الجبهةِ الداخليَّةِ الإسرائيليَّةُ قيودًا على التجمُّعاتِ في وسطِ فلسطينَ المحتلَّةِ، وقرَّرتْ وقفَ حركةِ القطاراتِ في منطقةِ تلِّ أبيبَ الكبرى. وبحسبِ الإعلامِ العبريِّ، سقط عددٌ من الصواريخِ في حيفا المحتلَّةِ، ومحيطِ مستوطنةِ "إيلانيا" غربَ بحيرةِ طبريَّا، في أعقابِ القصفِ العنيفِ الذي شنَّتْهُ المقاومةُ ووصَلَ إلى عُمقِ الكيانِ.
وفي هذا اليومِ الجهاديِّ، وجَّهَ مجاهدو المقاومةِ الإسلاميَّةِ رسالةَ وفاءٍ وعهدٍ إلى القائدِ الشهيدِ السيِّد حسن نصرالله (رضوانُ اللهِ عليه)، جدَّدوا فيها التزامَهم بالسَّيرِ على نهجِه، وتحقيقَ أهدافِه، والمضيَّ على طريقِ الجهادِ مهما غَلَتِ التضحياتُ، متعهِّدينَ بالنصرِ والوفاءِ لتطلُّعاتِ شعبِهم الأبيِّ والصامدِ، في مسيرةِ الثَّأرِ والثَّباتِ حتَّى كَسْرِ العدوِّ وتحقيقِ الوعدِ الحقِّ.
بدورِها، أعلنتْ دائرةُ العلاقاتِ العامَّةِ في حرسِ الثَّورةِ الإسلاميَّةِ، عبرَ بيانٍ صادرٍ عنها، أنَّه بناءً على قرارٍ من المجلسِ الأعلى للأمنِ القوميِّ، وبدعمٍ من الجيشِ، وردًّا على اغتيالِ الشهيدِ إسماعيلَ هنيَّةَ، والشهيدِ السيِّد حسن نصرالله، والشهيدِ اللواء عبَّاسَ نيلفوروشان، استهدف حرسُ الثَّورةِ أهدافًا عسكريَّةً مهمَّةً في الأراضيِ الفلسطينيَّةِ المحتلَّةِ بعشراتِ الصواريخِ.
وقد دَوَّتْ صفَّاراتُ الإنذارِ خمسًا وأربعينَ مرَّةً في الأراضيِ المحتلَّةِ، تركزتْ في مختلفِ أنحاءِ فلسطينَ المحتلَّةِ.
سلسلة "أُولي البأس"... ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.
"أُولي البأس"... حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.