استُشهد 33 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 14 في مدينة غزة، جرّاء سلسلة غارات جوية شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم، وفق ما أفادت به مصادر طبية محلية.
وأوضحت المصادر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت منازل ومخيمات للنازحين في عدة مناطق، أبرزها غربي مدينة رفح، حيث سقط عدد من الشهداء والمصابين بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات تابع لشركة أمريكية شمال غرب المدينة.
في مدينة غزة، أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية من طراز “أباتشي” نيرانها شرقي المدينة، فيما أطلقت طائرة مسيّرة من نوع “كواد كوبتر” النار بشكل عشوائي في منطقة الشمعة بحي الزيتون، ما أدّى إلى إصابة بعض منازل المواطنين.
كما شهدت الأحياء الشرقية لمدينة غزة قصفًا مدفعيًا عنيفًا، تزامنًا مع إطلاق كثيف للنيران من قبل آليات الاحتلال باتجاه المناطق ذاتها. وسُجّل قصف مدفعي إسرائيلي مكثف على حيي الزيتون والشجاعية شرقي المدينة.
وفي حي التفاح، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بارتقاء أربعة شهداء وسقوط عشرة جرحى جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في شارع يافا، في حين شنّت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية متتالية على منازل شرقي المدينة، من بينها منزل يعود لعائلة الصفدي في شارع يافا.
شمالي قطاع غزة، كثف الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المباني السكنية شرقي بلدة جباليا، لا سيما في منطقة جباليا النزلة، ترافقًا مع قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية.
في وسط القطاع، استُشهد المواطن صهيب محمود القريناوي وزوجته وأطفاله، إثر استهداف خيمتهم في مخيم المناصرة بدير البلح بغارة إسرائيلية مباشرة.
أما جنوبي القطاع، فقد واصل الاحتلال قصفه المدفعي والجوي على مدينة خان يونس، حيث نسف مباني سكنية وسط المدينة وفي المناطق الشمالية والوسطى منها، لا سيما في جورة العقاد ومنطقة الكتيبة. كما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شمال غرب غزة بعدد من القذائف الثقيلة.
وشهدت مناطق شمالي النصيرات وسط قطاع غزة قصفًا مدفعيًا متجددًا وإطلاقًا كثيفًا للنيران من آليات الاحتلال.
وأصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب صالة “دريم” غرب مدينة خان يونس، في وقتٍ تواصل فيه طائرات الاحتلال غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، مخلفةً شهداء وجرحى ودمارًا واسعًا في الممتلكات.
هذا، ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، واستمر نحو شهرين، عقب 471 يومًا من الإبادة الجماعية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وفجر الثلاثاء 18 آذار/ مارس، استأنف الاحتلال عدوانه الهمجي على القطاع، من خلال عشرات الغارات الجوية المكثفة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 400 شهيد وسقوط نحو 500 جريح خلال ساعات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق ما أفادت به مصادر طبية فلسطينية.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قد انتهت مطلع آذار/ مارس الماضي، بعد أن استمرت 42 يومًا، وشهدت خلالها عملية تبادل أسرى على عدّة مراحل بين فصائل المقاومة والكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى انسحاب محدود لقوات الاحتلال، الأمر الذي أتاح لعدد من النازحين العودة إلى منازلهم المدمّرة.
إلا أنّ الاحتلال تنصّل من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كانت مقرّرة أن تمتد 42 يومًا أخرى، على أن تتبعها مرحلة ثالثة بالمدة الزمنية نفسها، بما يؤدي في مجمله إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان على قطاع غزة.
ويعود أصل المواجهة الحالية إلى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حين أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الشهيد محمد الضيف، انطلاق عملية “طوفان الأقصى” ردًا على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى المبارك. وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية “سيوف حديدية” ضد قطاع غزة.
ومنذ بدء العدوان على غزة، استُشهد 57,823 فلسطينيًا، وأُصيب 137,887 آخرون، نحو 72% منهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي المقابل، تشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 1500 إسرائيلي منذ اندلاع المعارك، من بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، إلى جانب إصابة ما يزيد عن 10 آلاف آخرين.
المصدر: موقع المنار