الجمعة   
   04 07 2025   
   8 محرم 1447   
   بيروت 07:35

تضارب صهيوني بشأن وقف إطلاق النار في غزة واتهامات بالرضوخ والتفريط بالمختطفين

تتضارب المواقف الصهيونية حيال مسألة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يطرح علامات استفهام حول النوايا المبيتة لحكومة بنيامين نتنياهو، ومدى صدقيّتها في التعامل مع العملية العسكرية.

وتطرح التساؤلات عما إذا كانت حكومة الاحتلال قد نضجت سياسيًا وعسكريًا لوقف حرب الإبادة المستمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أم أنها تعتزم، بالتواطؤ مع الإدارة الأميركية، الدخول في عملية خداع جديدة توحي من خلالها باستعدادها لوقف الحرب، عبر فتح ثغرة تفاوضية مؤقتة، لتعود لاحقًا، بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى، إلى استئناف العمليات العسكرية بذريعة “تحقيق نصر مطلق” و”القضاء التام على المقاومة في غزة”.

هذا الغموض يتزايد في ظل تضارب المواقف السياسية والإعلامية الصهيونية، التي تركز على أولوية استعادة الأسرى الصهاينة دون إبداء استعداد جدي لوقف الحرب على الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، قال أمير أفيفي، رئيس حركة “الأمنيين” الصهيونية “لا علم لي بوجود وضع تقول فيه إسرائيل إنه بعد ستين يومًا سيستمر وقف إطلاق النار. هذا يعني أننا بعنا المختطفين وأوقفنا الحرب. ولا أعتقد أن إسرائيل ستفعل ذلك. إسرائيل لن تبيع بقية المختطفين، ولا تنوي وقف الحرب. ما تقوله هو إعطاء خمسين يومًا، وفي حال كانت حماس مستعدة للتخلي عن سلاحها، والخروج من غزة، وتقديم المختطفين، عندها تنتهي الحرب. هذا هو الخيار الوحيد.”

أما المحلل العسكري الصهيوني روعي شارون، فرأى أن “هناك تفاؤل بسبب الفرص الإقليمية والضغط الأميركي، والتطورات التي أعقبت الحرب ضد إيران، والمنجزات الكبيرة ضدها، وربما خطوات التطبيع مع السعودية. لذا، إذا وافقت حماس، فإن نتنياهو ووزير الدفاع والحكومة سيتعاملون مع ذلك بتفاؤل، تمهيدًا للتوصل إلى صفقة. خلاصة الموقف: الرسائل اليوم موجهة لحماس لدفعها إلى القبول بالمقترح.”

من جانبه، قال المحلل الصهيوني للشؤون العربية أوهاد حيمو “أعتقد أنه من السابق لأوانه نعي حماس، فهي منظمة ذات قدرة عالية على التأقلم، وتملك قاعدة خارجية، ولديها مصادر تمويل. كما أن هناك عدة كتائب لم تدخل المعركة بعد، ولدى الحركة بنى تحتية وبشرية قائمة في غزة. لذا، من السابق لأوانه القول إنها انتهت. صحيح أن هناك وقفًا لإطلاق النار، لكن حماس قادرة على إعادة ترميم نفسها، حتى لو لم تعد إلى ما كانت عليه سابقًا.”

وفي السياق الميداني، كشف إعلام العدو عن تعرّض قوات الاحتلال لنيران كثيفة من قبل المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة، تمثّلت بكمائن وصواريخ وعمليات قنص، ما أدى إلى وقوع إصابات عديدة في صفوف الجنود الصهاينة.

وقال إيتاي بلومنتال، المراسل العسكري للقناة “11” الصهيونية “أطلق مقاومون صاروخ آر.بي.جي نحو دبابة ميركافا تابعة للواء 7، مستهدفين مبنى مجاورًا لها في كمين يبدو أنه مخطط. وقد قُتل جندي داخل الدبابة، وأُصيب اثنان من طاقمها بجروح بالغة، فيما أُصيب جندي آخر بجروح طفيفة نتيجة إصابة المبنى المجاور. كما أُصيب جنديان آخران بجروح متوسطة وخفيفة. وفي وقت لاحق، أطلق قناص النار على جنود من لواء الكوماندوس، ما أسفر عن إصابة جندي من وحدة ‘إيغوز’ بجروح خطيرة. وفي الساعة 12 ظهرًا، صعدت آلية هندسية من نوع D9 على عبوة ناسفة، ما أسفر عن إصابة جنديين بجروح متوسطة وخفيفة. هذه ثلاث عمليات خلال ثلاث ساعات، انتهت بمقتل جندي وإصابة ثمانية آخرين، بينهم ثلاثة بجراح خطيرة.”

وفي تطوّر لافت، صرّح رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أن العمليات العسكرية في قطاع غزة “استنفدت أهدافها”، ما أثار غضب وزراء اليمين في حكومة الاحتلال، الذين اعتبروا أن الجيش أخفق في تحقيق “الإنجاز المطلوب” في القطاع، في وقت تتزايد فيه الضغوط على نتنياهو من الجبهة الداخلية ومن خصومه السياسيين في المؤسسة العسكرية.

المصدر: موقع المنار