الجمعة   
   19 12 2025   
   28 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 15:16

منظمات طبية تحذّر من تفشي الأوبئة في غزة مع اشتداد الشتاء ومنع إدخال الأدوية

حذّرت منظمات طبية من تسارع انتشار الأوبئة في قطاع غزة، ولا سيما الكوليرا وشلل الأطفال، في أوساط النازحين، في ظل استمرار منع سلطات الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية مع حلول فصل الشتاء.

وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة بسام زقوت إن معدل هجوم الأمراض بلغ نحو 30%، مشيرًا إلى تسجيل ما يقارب 70 ألف حالة تفشٍ لالتهاب الكبد الوبائي، وسط مخاطر حقيقية من انتشار الكوليرا وشلل الأطفال. وأكد أن النقص الحاد في الإمكانات الطبية يعيق الجهود المبذولة لمكافحة الأوبئة الآخذة في التوسع.

من جهتها، أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن فرقها العاملة في غزة رصدت معدلات مرتفعة من الإصابات بالتهابات الجهاز التنفسي، متوقعةً زيادة الحالات خلال فصل الشتاء، ودعت السلطات الإسرائيلية إلى السماح الفوري بتكثيف إدخال المساعدات الطبية إلى القطاع وعلى نطاق واسع.

بدورها، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الأمطار والأحوال الجوية المتقلبة ساهمت في انتشار الأمراض المعدية، خاصة في ظل إقامة آلاف العائلات في خيام لا توفر الحماية من البرد. وأشارت إلى صعوبات كبيرة تواجهها في إدخال مستلزمات طبية أساسية بسبب منع الاحتلال دخولها بذريعة “الاستخدام المزدوج”.

وأكدت المنظمة أن فرقها أجرت نحو 180 فحصًا طبيًا، تبيّن أن 20% منها تتعلق بأمراض معدية، لافتةً إلى وفاة أكثر من ألف مريض أثناء انتظارهم الإجلاء الطبي من قطاع غزة منذ منتصف عام 2024.

وفي السياق ذاته، تتواصل معاناة سكان القطاع من موجة البرد القارس والأمطار، في وقت يمنع فيه الاحتلال إدخال الخيام ومواد الإيواء. وأعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة رضيع في خيام النزوح بمنطقة مواصي خان يونس نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، فيما أفادت مصادر طبية بوفاة ستة أطفال آخرين بسبب البرد، ليرتفع عدد الوفيات إلى 13.

وتتفاقم معاناة الأطفال وكبار السن، ولا سيما المصابين بأمراض مزمنة، في ظل الحرمان من أبسط مقومات الحياة داخل خيام النزوح، مع اشتداد البرد وتفشي الأمراض الموسمية.

وفي موازاة ذلك، حذّر جهاز الدفاع المدني في غزة من نقص حاد في الإمكانات وتعطل الآليات اللازمة لرفع الأنقاض وتنفيذ عمليات الإغاثة، مشيرًا إلى تدمير أكثر من 90% من شبكات المياه، وانتشار ما يزيد على 15 مليون طن من الركام في مختلف مناطق القطاع.

ويأتي هذا الواقع في ظل شلل شبه كامل لقطاع الخدمات، نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت عامين، بعد سنوات طويلة من الحصار. ومع اقتراب نهاية المرحلة الأولى، يأمل سكان غزة أن تشهد المرحلة التالية تنفيذًا فعليًا لما تنصل الاحتلال من تطبيقه، خصوصًا في مجالات الإيواء والصحة والتعليم وإعادة تأهيل البنى التحتية.

المصدر: وكالات