فيما كانت قواتُ الاحتلالِ الإسرائيلي تراسلُ مؤتمرَ باريس المخصصَ لدعمِ الجيشِ اللبناني بسلسلةِ غاراتٍ من الجنوبِ الى البقاع، وتكرّمُ اجتماعَ الميكانيزم غداً بلغتِها الممزوجةِ بالبارودِ والنار، بحسبِ الرئيسُ نبيه بري، كان اللبنانيون يقرأون بتلكَ الرسائلِ الصهيونيةِ تصعيداً واستهتاراً بكلِّ حَراكٍ محليٍّ او اقليميٍّ او دوليٍّ كانَ لاحتواءِ المخططاتِ الاسرائيليةِ الشيطانيةِ التي تستهدفُ لبنانَ والمنطقة.
وفي المجلسِ النيابي تلا الرئيسُ بري الرسالةَ التشريعيةَ التي اَخرست شياطينَ السياسةِ وعزَلتهم عن الوسوسةِ في طريقِ النواب الذين اَكملوا النصابَ وعطلوا قطارَ التعطيليينَ وغاياتِهم السياسية، ملتفتينَ الى ما فيهِ مصلحةُ الناسِ والبلدِ والمؤسسةِ التشريعيةِ مُقرِّينَ مشاريعَ قوانينَ كانت على جدولِ الاعمال ، وابرزُها تلك التي تُعنى بهباتٍ مخصصةٍ لاعادةِ اعمارِ ما دمّرَهُ العدوانُ الصهيونيُ من بُنًى تحتية.
وتحتَ الرمادِ اختنقَ مُشعلو الازمات، وطُوِيَ المشهدُ ليهتمَ اللبنانيون بحقيقةِ التحدياتِ واخطرُها العدوانُ الصهيونيُ الذي امتدَ من الطيبة الجنوبيةِ وجرحاها الاربعة، الى القطراني والجبور، وصولاً الى جرودِ الهرمل وبوداي في البقاع. واحتلَ لقاءُ باريس الرباعيُ بينَ الاميركيينَ والفرنسيينَ والسعوديينَ وقائدِ الجيشِ اللبناني الاهتمامَ الثاني، وما سيَنتجُ عنه من اداءٍ فعليٍ على الارضِ بدعمِ الجيشِ اللبناني بعيداً عن خطاباتِ العواطفِ والسياسة. واِن كانَ اجتماعُ الميكانيزم غدا باتَ لزومَ ما لا يلزمُ لدى اللبنانيين، فانَ المتابعاتِ تَترقَبُ زيارةَ رئيسِ الوزراءِ المصريّ الذي حط في بيروت ، بانتظارِ ما ستحملُه جولتُه على الرؤساء من مواقفَ ومناقشات.
دولياً حملت مياهُ البحرِ الكاريبي غلياناً كبيراً مع وابلِ النيرانِ الاميركيةِ تحتَ مُسمَّى مكافحةِ المخدِّرات، وحقيقتُها سرقةُ النفطِ الفنزويليّ والتطاولُ على سيادةِ كاراكاس، حتى طالَها الموقفُ الصينيُ الذي خلطَ الاوراق، معَ تأكيدِ وزارةِ الخارجيةِ في بكينَ على التحالفِ الاستراتيجيّ مع كاراكاس، فرَفعت الاخيرة الى مجلسِ الامنِ طلباً لعقدِ جلسةٍ عاجلةٍ حُدِّدت الثلاثاءَ لمناقشةِ العدوانِ الاميركيّ المتواصلِ عليها، وقد اَيدت الطلبَ كلٌّ من الصينِ وروسيا.
كتابة: علي حايك
تقديم: غادة عساف النمر
المصدر: موقع المنار
