قبل أن يصلَ العبثُ الأميركيُّ إلى خاتمةِ أهدافِه في الداخلِ اللبنانيِّ، وقبلَ أن ينتقلَ خدّامُ إسرائيلَ إلى ما هو أكثرُ من التحريضِ، جاءت رسائلُ ونصائحُ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ الشيخِ نعيمِ قاسم بالأمسِ لتحدّدَ إطارَ التلازمِ بين ثلاثيةِ الأرضِ والسلاحِ والروحِ، مقدِّمًا كلًّا منها قضيّةً أصيلةً ووجودًا ثابتًا، لا استسلامَ في الدفاعِ عنها مهما كلَّفتِ التضحياتُ.
وأمامَ عيونِ الفاعلينَ على خطِّ المشروعِ الأميركيِّ المعميةِ عن تضحياتِ الشريكِ اللبنانيِّ، يحضرُ المشهدُ الجنوبيُّ إلى الواجهةِ مجدّدًا بشهيدَين وجريحٍ جراءَ الاعتداءاتِ الصهيونيةِ على بلداتِ جويا وصفدِ البطيخِ وياطرَ. هم ثلاثةُ لبنانيينَ بينهم عضوُ مجلس بلدي نزفوا الدمَ على أرضٍ قالت كلمتَها بأنَّ الأحلامَ والأوهامَ الصهيونيةَ الكبرى، كما الصغرى، لن تعبرَ على ترابِها..
أمّا شاهدُ القولِ على التمادي الصهيونيِّ الأميركيِّ ضدَّ أمنِ واستقرارِ الجنوبيينَ فلا يزالُ حاضرًا في أزقّةِ بلدةِ يانوحَ الجنوبيةِ التي تحطّمت فيها مزاعمُ الاحتلالِ لاستهدافِ المنازلِ الآمنةِ بذريعةِ السلاحِ، وأثبتت من جهةٍ أخرى عمقَ الاستهزاءِ الصهيونيِّ باتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ، وتمريرَ عدوانيتِه من تحتِ عباءةِ الميكانيزمِ المُدارةِ أميركيًّا.
وبعد يومٍ طويلٍ من البحثِ والتفتيشِ، أعلنَ الجيشُ اللبنانيُّ خلوَّ المنزلِ المُهدَّدِ صهيونيًّا من السلاحِ، ليبقى السؤالُ عمّا سبق من نسفِ منازلَ ثبُت مسبقاً خلوُها من السلاح ولكن العدو دمرَها باصرار ٍ وتعنت، وسؤال ٌاخر ُحول َما هو قادمٌ ، وما يمكنُ أن تحملَه الميكانيزمُ من إبداعاتٍ جديدةٍ في تطبيقِها اتفاقَ وقفِ إطلاقِ النارِ، بانحيازِها الكاملِ للاحتلالِ، وفي ظلِّ الفصلِ الكاملِ بين المفاوضاتِ والاعتداءاتِ المُعلَنِ عنها أميركيًّا من بيروتَ.
في غزّةَ، الضماناتُ الأميركيّةُ لوقفِ إطلاقِ النارِ لا يجدُها الفلسطينيونَ جديّةً في ظلِّ استمرارِ الاعتداءاتِ الصهيونيةِ وارتقاءِ مزيدٍ من الشهداءِ. وعلى أبوابِ المرحلةِ الثانيةِ من خطّةِ ترامبَ، أعلنت حركةُ حماسَ في ذكرى تأسيسِها، وعلى لسانِ رئيسِها في غزّةَ خليلِ الحيّةِ، استعدادَها للتعاونِ مع ما يحفظُ حقوقَ الشعبِ الفلسطينيِّ بعيدًا عن الوصايةِ. أمّا السلاحُ فهو مرتبطٌ بإقامةِ الدولةِ الفلسطينيّةِ، أكّدَ الحيّةُ.
عالميًّا، ومن أستراليّاِ، تجلّت تداعيات الاجرام الصهيوني في غزة والمنطقة والتي يسارعُ الاحتلالُ لاستغلاها وتوزيع ِالاتهاماتِ قبلَ ان تنطقَ التحقيقات ُبالحقائق، كما حصل اليوم مع الهجومِ المسلّحِ الذي نفّذه شخصانِ يحملانِ الجنسيّةَ الأستراليّةَ ضدَّ تجمّعٍ يهوديٍّ على احد شواطئ سيدني.
المصدر: موقع المنار
