أشاد الكرملين، الأحد، بإستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة، معتبراً أن التعديلات التي تعكس سياسة الرئيس دونالد ترامب “تتماشى إلى حدّ بعيد” مع الرؤية الروسية تجاه القضايا الدولية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مقابلة بثّتها محطة “روسيا” الرسمية، إن الإدارة الأميركية الحالية “مختلفة بشكل جوهري عن الإدارات السابقة”، مشيراً إلى أن التعديلات الواردة في الإستراتيجية الجديدة “تتوافق بدرجة كبيرة مع وجهة النظر الروسية”.
وأوضح بيسكوف أن “الرئيس ترامب قوي حالياً على صعيد مواقف السياسة الداخلية، وهذا يمنحه فرصة لتعديل المفهوم بما يناسب رؤيته”، معرباً عن أمله في أن تشكل الإستراتيجية الجديدة “ضمانة متواضعة لإمكانية مواصلة العمل المشترك بصورة بنّاءة لإيجاد تسوية سلمية في أوكرانيا”.
وجاء نشر الإستراتيجية الجديدة في الوقت الذي كان فيه مسؤولون أوكرانيون يعقدون مفاوضات في فلوريدا مع موفدين من إدارة ترامب لبحث خطة واشنطن لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات في أوكرانيا، من دون أن تفضي ثلاثة أيام من المحادثات إلى أي تقدّم يُذكر.
وتدعو وثيقة الأمن القومي، التي تحدد رؤية ترامب للعالم والقائمة على شعار “أميركا أولاً”، إلى التركيز على الهيمنة في أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة، في تحوّل لافت عن الدعوات الأميركية السابقة لإعادة توجيه الاهتمام نحو آسيا، رغم استمرار اعتبار الصين المنافس الأكبر للولايات المتحدة.
كما وجّهت الإستراتيجية انتقادات حادة للحلفاء الأوروبيين، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستدعم معارضي القيم التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تلك المتعلقة بالهجرة.
وفي ما يشكل قطيعة مع عقود من السعي الأميركي للحفاظ على موقع القوة العظمى الوحيدة، أكدت الوثيقة أن “الولايات المتحدة ترفض انتهاج المبدأ المشؤوم للهيمنة على العالم”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها ستمنع قوى أخرى من الهيمنة، مع التأكيد على أن “ذلك لا يعني هدر الدماء والأموال للحد من نفوذ جميع القوى العظمى والمتوسطة”.
المصدر: أ.ف.ب.