تسبب منخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة، الثلاثاء، في غرق عشرات الخيام التي تؤوي النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط مخاوف وتحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة في ظل ظروف صعبة للغاية يعيشها السكان.
وأفاد شهود عيان بأن عشرات الخيام غرقت بشكل كامل في مواصي خان يونس نتيجة غزارة الأمطار، حيث جرفت المياه بعض الخيام ودمرتها كليًا، في حين تطايرت أخرى بفعل قوة الرياح العاتية، ما عمّق أزمة النازحين الذين يفتقدون الحد الأدنى من مقومات الإيواء.
وأدى المنخفض ذاته إلى تسرب مياه الأمطار إلى المستشفى الكويتي الميداني في المدينة، حيث أظهر مقطع مصور تلوث أحد الأقسام بالوحل، وسط محاولات حثيثة لتنظيفه رغم الإمكانات المحدودة.
ويعتبر هذا المنخفض الجوي الثاني خلال عشرة أيام، بعدما تسبب الأول في غرق عشرات آلاف الخيام المتآكلة وتضاعف المأساة الإنسانية التي سببتها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
ويأتي غرق الخيام وسط غياب البدائل، فيما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنصلها من الالتزامات المتعلقة بفتح المعابر وإدخال مواد ومستلزمات الإيواء، حيث تشير التقديرات إلى حاجة القطاع لنحو 300 ألف خيمة وبيت متنقل لتأمين الحد الأدنى للسكن المؤقت.
بدوره، وصف الناطق باسم بلدية خان يونس، صائب لقان، الوضع في المدينة بأنه “كارثي للغاية” نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية، موضحاً أن جيش الاحتلال جرف نحو 220 ألف متر طولي من شبكات الطرق، أي ما يزيد عن 90% خلال عامين من الحرب، ما زاد من صعوبة تصريف مياه الأمطار وتفاقم الوضع الصحي والبيئي للمواطنين، خصوصاً في ظل شح الموارد وخروج الغالبية العظمى من آليات البلدية عن الخدمة.
وأشار لقان إلى أن طواقم الطوارئ تعمل بإمكانات بدائية ومعدات متهالكة، محذرًا من غرق مناطق العطار والنصف ومسجد القبة غربي خان يونس التي تكتظ بالخيام، وداعيًا إلى توفير كميات كافية من الوقود والمعدات لتشغيل المرافق الأساسية والحد من الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
وأكد أن نسبة الدمار في خان يونس تجاوزت 85% من البنية التحتية، إضافة إلى تدمير محطتين مركزيتين للصرف الصحي ووجود أكثر من 1900 مصرف خارج الخدمة بالكامل بفعل العدوان.
ووجه المتحدث باسم البلدية رسالة استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لإنقاذ حياة المواطنين والنازحين الذين يواجهون خطر الغرق نتيجة المنخفضات المتكررة.
وكان الدفاع المدني في غزة قد أعلن في وقت سابق استعداده للتعامل مع تبعات هذه العواصف رغم الأزمة الحادة في الإمكانات والوقود، فيما يخيم القلق على النازحين الذين يقيمون في خيام لا تقيهم البرد والمطر.
وتأتي هذه التطورات بينما يستمر وقف إطلاق النار الموقع بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، رغم تكرار خروقات الاحتلال، وإصرار المقاومة على إلزام تل أبيب بوقف الاعتداءات والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.
المصدر: وكالة أنباء الأناضول
