الإثنين   
   24 11 2025   
   3 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 12:16

الشيخ علي الخطيب: نحن بديل عن الدولة الغائبة ونطالب بقيامها لحماية الاستقلال والكرامة

جدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، التأكيد على ضرورة بناء دولة قادرة تحمي أبناءها وتحقق الاستقرار لهم، مشددًا على أن المجتمع يُعد اليوم بديلاً عن الدولة الغائبة، وأن الجميع يريد قيام سلطة حقيقية تمارس دورها في الحفاظ على السيادة والكرامة وخدمة المواطنين.

وفي كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي أقيم بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد علي وبلال شعيتو في حسينية بلدة الطيري في قضاء بنت جبيل، بحضور حشد من العلماء وفعاليات وشخصيات اجتماعية وسياسية وتربوية، ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين، بدأ العلامة الخطيب بتقديم التعزية بالشهداء، مؤكدًا أن دماءهم ودماء الكثير من الشهداء عبّدت طريق الاستقلال الحقيقي للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن التحرير في العام 2000 والاستقلال في العام 2006 شكّلا محطة فارقة أهدت للبنان إرادة التحرر والكرامة في مواجهة كل من يريد فرض إرادته على الوطن وشعبه.

وأكد الخطيب أن سكان الجنوب سيواصلون الصمود ولن يتراجعوا عن الدفاع عن أرضهم وكرامتهم واستقلالهم، مبينًا أن التضحيات لن تتوقف في سبيل حفظ الأرض والعرض، مشددًا على أن صمود أبناء الجنوب على الحدود تصدّى للعدو ومنعه من اجتيازها، رغم الدعم الدولي الذي يحظى به.

وتابع الخطيب: “الصمود هو ثمرة الإرادة الصلبة والتضحيات، وأن اللبنانيين صنعوا نموذجاً للتحرر بإمكاناتهم الذاتية وتضحياتهم الكبيرة، وكان ينبغي على الجميع أن يثمّن هذا الإنجاز بعيدًا عن الحسابات الطائفية أو العصبية، فالشهداء اليوم يجسّدون معاني الكرامة والوحدة الوطنية.”

وأضاف: “الدولة الحقيقية تقوم بخدمة المواطنين والدفاع عن حدودها وسيادتها، لكن، للأسف، الدولة اللبنانية غائبة بفعل الانقسامات الطائفية والقبائلية، وما يقوم به أبناء الجنوب هو واجبهم الوطني وفي مواجهة التقصير الرسمي.”

وشدّد على أهمية الوحدة الوطنية كضمانة للاستقلال والكرامة، مؤكداً أن المواقف الكبيرة هي التي تكشف جوهر الشعوب، وأن اللبنانيين وحدهم حققوا استقلالهم بتضحياتهم.

كما أشار الخطيب إلى أن الجنوبيين لم يتراجعوا ولم يدخلوا لبنان في معارك طائفية، بل دافعوا عن كل اللبنانيين، معتبراً أن الاستقلال الذي تحقق بفضل صمودهم وثباتهم يجب أن يحظى بتقدير الجميع.

وأردف: “الجنوبيون وإخوانهم في كل المناطق موحدون في مواجهة العدوان، ويدفعون ثمن الدفاع عن لبنان بعيداً عن المصالح الطائفية.”

وحذّر من محاولات إشغال الجيش اللبناني عن دوره في الدفاع عن الوطن، منبّهًا إلى وجود أصوات تعرقل تمكينه وتصطف ضدّ المقاومة، مؤكدًا أنّ الانقسام السياسي يضعف هيبة الدولة ويعزز الفراغ الوطني.

وختم الخطيب مؤكداً: “نحن نقدم كل ما نستطيع لبناء الدولة الحقيقية، وندعو الجميع لاتخاذ القرار الجريء ببناء الدولة، والانضمام إلى قافلة الدفاع عن الكرامة والوطن بعيداً عن الشعارات، فلبنان يستحق أن يكون وطنًا حرًا مستقلاً بالفعل والعمل والتضحية.”

ودعا في ختام كلمته إلى الصبر والثبات، مستذكراً الشهداء ومؤكدًا قدسية الأرض وتضحيات أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، موجّهًا التحية لجميع الشهداء وداعياً إلى وقوف اللبنانيين صفاً واحداً في مواجهة التحديات لصون كرامة الوطن واستقلاله.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام