الأحد   
   23 11 2025   
   2 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 14:07

المفتي قبلان: حذارِ من المقامرة بتاريخ ومواثيق البلد.. والشراكة باللعبة الخارجية أمر كارثي

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان أن “ما تحمّلته الطائفة الشيعية وما تتحمّله منذ عقود لا سابق له بتاريخ لبنان التأسيسي، والمقام ليس للهروب بل لتحميل المسؤوليات الوطنية، وخلفيتنا هنا معروفة بإمتياز وهي أننا لبنانيون ولبنانيون شرفاء وللأبد والاستسلام لأي مهانة أو قتل أو عدوان أو احتلال ليس في قاموسنا”.

وقال ان “الكل يدرك أن الطائفة الشيعية تملك أهم طراز من ثقافة العيش المشترك ووحدة الحال والشراكة المطلقة مع الآخر وعينها على لبنان الواحد بعائلته ومشروعه العابر للطوائف، والسبب صميم ثقافتها وفكرها وتراثها العميق، ولديها من النخوة ما حوّلها إلى فداء وطني لا مثيل له على الإطلاق، وفكرة انتماء هذه الطائفة للوطن أينما كانت ليست وليدة الظروف أو الصدفة بل بسبب القيم الاصيلة النابعة من طبيعة ثقافتها وتراثها ومدرستها الدينية والوطنية”.

اضاف: “حذارِ من المقامرة بتاريخ ومواثيق وشراكة هذا البلد لأنها قد تضع شعب لبنان بوجه بعضه البعض وهنا الكارثة الوطنية الكبرى، وهذا ما تريده وتطمح له بعض القوى الخارجية المهووسة بالخنادق والفتن والخراب، “.

واعتبر الشيخ قبلان ان “الدولة لا تريد أن تلعب دور الضامن الوطني أو المُبَادِر السيادي رغم الطاحونة التي تطال صميم سيادتها الوطنية، والتخلي المقصود عن وجع الجنوب والبقاع والضاحية دليل مطلق على ذلك، وقرابين الجنوب والبقاع لا تجد لها أباً وطنياً ولا دولة ضامنة ولا سياسات رسمية تليق بعُشر العشر مما قدمه الجنوب والبقاع والضاحية لهذا البلد المفتوح على كل أنواع الحرائق الخارجية”.

وتابع “يا شعب لبنان العزيز، يا اخوة التاريخ والخبز والملح وذاكرة التراب والتضحيات والعيش المشترك والإصرار على روابط عائلتنا الوطنية هناك من يعمل على خنق طائفة بأكملها، ويدير شبكة سياسات وخرائط تعمل على إعدام طائفة بعينها، والأمر ليس خفياً، وواقع البلد مكشوف والشراكة باللعبة الخارجية أمر كارثي، والطائفة الشيعية شريك عطاء وتضحية ونخوة وصمود وثبات وعضو مؤسس للعائلة اللبنانية إلا أنّ هناك من يريد خنقها وتركها فريسةً سهلة بوجه لعبة خارجية لا تستطيع تحقيق بعض أهدافها إلا عبر شراكة البعض ممن يحاول تجيير بعض الأدوات والأدوار الداخلية القذرة”.

وقال قبلان: “اللحظة لتأكيد دور الدولة الضامن بعيداً عن مشاريع الخراب الخارجية، ولبنان لا يكون قوياً إلا بوحدته الوطنية ومشروع دولته الضامن، واللحظة للتصحيح السيادي”.