الإثنين   
   17 11 2025   
   26 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 10:36

غارات “إسرائيلية” تعصف خلف الخط الأصفر… والمنخفض الجوي يزيد مأساة النازحين في غزة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق وقف إطلاق النار عبر غارات مركّزة وعمليات نسف وتدمير خلف ما يُعرف بالخط الأصفر في قطاع غزة، في وقت يعيش فيه النازحون واحدة من أقسى موجات البرد منذ بدء حرب الإبادة.

فمع ساعات الصباح الأولى، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاث غارات متتالية شرقي خان يونس، ترافقت مع قصف مدفعي مكثّف وإطلاق نار من الدبابات، بينما نفّذت قوات الاحتلال عملية نسف لعدد من المباني في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، في سلسلة اعتداءات مستمرة منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ورغم الهدنة، يواصل الاحتلال سياسة “التدمير البطيء” لما تبقّى من مبانٍ خلف الخط الأصفر، في محاولة لتغيير الوقائع الميدانية وفرض أمر واقع جديد على سكان القطاع.

على الجبهة الإنسانية، حذّرت منظمة “يونيسيف” من تفاقم المخاطر الصحية على الأطفال، مشيرةً إلى أنّ آلاف العائلات تقيم داخل خيام غير مجهّزة لمواجهة الأمطار الغزيرة والبرد القارس. وفي ظل استمرار الاحتلال بمنع دخول المنازل الجاهزة والمستلزمات الضرورية، تبقى المساعدات الأممية عالقة خارج القطاع بانتظار “الموافقة الإسرائيلية”.

وتفاقمت الكارثة مع تأثيرات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع، خصوصاً في منطقة المواصي غربي خان يونس، حيث أكبر تجمّع للنازحين. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي أنّ 93% من الخيام تعرّضت لأضرار جسيمة، ما أدى إلى تشريد آلاف الأسر في العراء.

وفي وقتٍ متأخر من مساء أمس، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منطقة الشعف في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، وفق مصدر طبي في المستشفى المعمداني.

وزارة الصحة في غزة أعلنت أنّ الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت 17 شهيداً، بينهم اثنان برصاص الاحتلال، إضافة إلى 15 جثة انتُشلت من تحت الأنقاض. ومع استمرار عمليات البحث، يبقى عدد من الضحايا تحت الركام نتيجة عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إلى المناطق المستهدفة.

ووصل عدد الشهداء منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 69,483 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 170,706. ومنذ وقف إطلاق النار الأخير في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025، سُجّل 266 شهيداً و635 إصابة، إلى جانب انتشال 548 جثة من تحت الركام.

ورغم كل شيء، انطلقت من قلب الدمار رسالة صمود جديدة. فقد أطلقت بلدية غزة حملة رمزية تحت عنوان “حنعمرها تاني” بمشاركة النشطاء والهيئات الأهلية والغرفة التجارية ومجموعات شبابية وأطفال، في مشهد حمل روح التحدي والإصرار على الحياة.

وانطلقت الفعالية من مفترق السرايا وسط مدينة غزة، حيث شارك المواطنون في تنظيف الشوارع وإزالة الركام وزراعة أشجار، في محاولة لإضفاء لمسة حياة على مدينة أنهكها العدوان.

وشدّد رئيس البلدية يحيى السراج على أنّ الحملة، وإن كانت رمزية، “تحمل دلالات كبيرة”، مضيفاً: “أهل غزة باقون، لن يتركوها، وسيعيدون بناءها أجمل مما كانت”.

وأكد السراج أنّ الفلسطينيين لا يزالون متمسكين بالأمل، وسيواصلون إعادة بناء ما دمّرته آلة الاحتلال من بيوت وبنى تحتية ومرافق ومؤسسات تعليمية ودور عبادة على مدى عامين من العدوان المتواصل.

المصدر: وكالات