الأحد   
   02 11 2025   
   11 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 07:23

فوز الرئيسة سامية صولحو حسن في انتخابات تنزانيا وسط احتجاجات دامية

أظهرت نتائج رسمية، السبت، فوز الرئيسة التنزانية الحالية سامية صولحو حسن بولاية جديدة، بعد حصولها على نحو 98% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت وسط اضطرابات أمنية وأعمال عنف أودت بالمئات وفق مصادر في المعارضة.

وقد شهدت البلاد، التي يقدر عدد سكانها بـ68 مليون نسمة، تصاعداً في الأحداث الدامية منذ الأربعاء، تزامناً مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي جرت دون مشاركة فعلية من المعارضة بعد سجن المنافسين الرئيسيين للرئيسة صولحو أو رفض ترشيحاتهم.

وأعلنت اللجنة الانتخابية أن حسن حصدت نسبة 97,66% من الأصوات، بما يعادل 31,9 مليون ناخب من أصل 32,7 مليون، في حين قدرت نسبة المشاركة بنحو 87%، وهي أرقام أثارت تشكك المعارضة ومراقبين، الذين أكدوا ضعف الإقبال في مراكز الاقتراع.

وقال الناطق باسم حزب “تشاديما” المعارض، جون كيتوكا، لوكالة فرانس برس: “هذا مستحيل. لم يذهب أحد لصناديق الاقتراع، الأمر ببساطة مثير للسخرية”، معتبراً فوز الرئيسة “مهزلة ديمقراطية”، مشيراً إلى أن مراقبي الحزب رصدوا مقتل ما لا يقل عن 800 شخص على يد قوات الأمن خلال الاحتجاجات.

وخلال ساعات يوم الانتخابات، سجل مراسلو فرانس برس إطلاق نار كثيف بينما شارك المئات في احتجاجات شهدت إحراق مركز للشرطة. وامتدت الاحتجاجات لمناطق عدة واستمرت حتى الجمعة.

ونقل التلفزيون الرسمي السبت وقائع حفل تنصيب الرئيسة عبر الهاتف بسبب انقطاع الإنترنت الذي شل الحياة في البلاد.

وتولت سامية صولحو حسن رئاسة تنزانيا عقب وفاة الرئيس جون ماغوفولي عام 2021، وكانت قد أشيد بها بادئ الأمر لتخفيف القيود السياسية، غير أن الفترة الأخيرة شهدت اتهامات لها بتشديد الرقابة وقمع منتقديها، خاصة قبيل الانتخابات. ورغم غياب تعليق مباشر على العنف، أدانت حسن الاحتجاجات خلال كلمتها، مشيدة بدور قوات الأمن في ضمان سير العملية الانتخابية.

وقدرت المعارضة عدد القتلى بنحو 700 شخص خلال الانتخابات، مستندة إلى بيانات جمعتها شبكة تتعاون مع المستشفيات، فيما وصف مصدر دبلوماسي هذه الأرقام بأنها “موثوقة للغاية”. إلا أن السلطات الرسمية نفت هذه الأرقام، وأكد وزير الخارجية محمود ثابت كومبو أنه لم يكن هناك استخدام مفرط للقوة، متحدثاً عن “جيوب عنف” فقط.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تحقيق شامل ونزيه في مزاعم الاستخدام المفرط للقوة. وتأثرت البلاد بشكل كبير بالأحداث، حيث أغلقت ميناء دار السلام، ونفدت المواد الغذائية من المتاجر، وتوقف النقل العام ومحطات الوقود، مع تضاعف أسعار اللحوم والأسماك.

وصرح مواطن يدعى محمد رجب من دار السلام بأنه اضطر للنوم في المسجد منذ بدء العنف، فيما أعرب عن عدم معرفته بالموعد المتوقع للعودة إلى منزله في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار.

المصدر: أ.ف.ب.