الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 14:12

النائب حسين جشي: التهديدات الأمريكية والإسرائيلية للبنان لن تثني المقاومة

تخليدًا للدماء الزاكية، ووفاء للتضحيات التي بُذلت من أجل حفظ كرامة الوطن وأهله، أحيا حزب الله الاحتفال ‏التكريمي في الذكرى السنوية الأولى لشهداء المجادل الجنوبية في النادي الحسيني للبلدة، بحضور عضو كتلة ‏الوفاء للمقاومة النائب حسين جشّي، إلى جانب عوائل الشهداء، وعلماء دين، وفعاليات، وشخصيات، وحشود ‏من البلدة والقرى المجاورة.‏

استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب جشّي كلمةً حذر من خلالها من التهويل الأمريكي ‏على اللبنانيين عبر موفدها توم براك وبعض المسؤولين، الذين قالوا إن على الدولة اللبنانية نزع سلاح حزب الله ‏وإلا فإن إسرائيل ستتحرك بشكل فردي، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يكرر ما تقوله الإدارة الأمريكية.‏

وأوضح النائب جشي أن الإدارة الأمريكية تتصرف وكأنها الحاكم المطلق على دول وشعوب المنطقة، وعلى ‏الجميع أن يخضعوا للإرادة الأمريكية. وأضاف أن الهدف من الضغط على الدولة هو دفع لبنان نحو حرب أهلية، لا ‏يعلم إلا الله كيف تنتهي، وبعد ذلك يُطبق العدو على ما تبقى من البلد، مؤكداً أن لبنان وُضع أمام خيارين: الحرب ‏الأهلية أو الاجتياح الإسرائيلي بذريعة نزع سلاح حزب الله.‏

وأشار النائب جشي إلى أن المؤسف أن بعض أدعياء السيادة من اللبنانيين وبعض أركان السلطة يساعدون ‏الأمريكي والإسرائيلي في تضخيم التهويل، ويقولون إن على المقاومة أن تخضع وأن تقرأ الواقع الجديد للمنطقة، ‏وإلا سيكون مصير لبنان الويل والثبور.‏

وأكد النائب جشي أن ما يريده الأمريكي ليس قدراً محتوماً على الشعوب، مستذكراً إخفاقاته في فيتنام، وخروجه ‏من العراق بخسارة 2000 جندي وتريليونات الدولارات، وخروجه من أفغانستان بعد 20 عاماً بطريقة مهينة، دون ‏تحقيق أهدافه، ومطالبته بالعودة إلى أحد قواعده العسكرية هناك. ‏

وأضاف النائب جشي: أن الأمريكي دخل إلى لبنان عام 1982 تحت نيران الحاملة نيوجرسي وخرج يجر أذيال الخيبة، ‏مع مقتل حوالي 240 من جنود المارينز، أما العدو الإسرائيلي، فاعتدى على لبنان عام 1993 وسمّى العملية ‏حينها بـتصفية الحساب، وهو من طلب وقف إطلاق النار، ولم يستطع تحقيق هدفه بالقضاء على المقاومة ‏المظفرة في لبنان، وكرر العدو الإسرائيلي عدوانه عام 1996 وسمّى العملية “عناقيد الغضب”، وتكررت هزيمته، ‏وخرجت المقاومة أقوى. ‏

وأشار النائب جشي إلى العدوان الواسع على لبنان عام 2006، انتقاماً لخروج إسرائيل المذل من الشريط الحدودي ‏عام 2000، حيث هُزم العدو ولم يحقق أهدافه، وكان من أهدافه المعلنة “سحق حزب الله”؛ وفي عام 2024 كان ‏أحد أهدافه القضاء على المقاومة، ورغم تفوقه التكنولوجي وقتله للأمينين العامين لحزب الله وعدد من القادة ‏من الصف الأول، وفعل كل ما بوسعه من أعمال القتل والتدمير والوحشية، لم يستطع التقدم في ميدان ‏المواجهة مع أبطال المقاومة، ولم يحتل بلدة واحدة أو يثبت فيها على مدى 66 يوماً، رغم حشده لخمسة فرق ‏عسكرية، وهي على أتم الاستعداد لمواجهة العدو إذا أراد الدخول إلى لبنان.‏

ودعا النائب جشي السلطة اللبنانية إلى أن تكون على قدر المسؤولية التي ارتضت أن تتحملها في حماية اللبنانيين ‏وبيوتهم وأرزاقهم، مشيراً إلى أن الدولة التي تعلن أن حماية لبنان واللبنانيين تقع على عاتق القوى الأمنية حصراً، ‏يجب أن تثبت كفاءتها وجدارتها في حماية اللبنانيين الذين يستهدفهم العدو يومياً.‏

وطالب النائب جشي الحكومة بما التزمت به بخصوص إعادة الإعمار، ولتدرج مبلغاً ولو متواضعاً في الموازنة ‏لذلك ضمن إمكاناتها، حتى تثبت مصداقيتها أمام المواطنين المتضررين، وأن على الحكومة أن تصحح ما صدر ‏عن حاكم مصرف لبنان ووزير العدل بخصوص المشمولين بالعقوبات الأمريكية، وتؤكد للبنانيين أنها تعمل ‏لمصلحتهم ولا تخضع للإملاءات الأمريكية.‏

وختم النائب جشي مشدداً على أن التهويل والتهديد وقرع الطبول لن يجدي نفعاً مع الشعب اللبناني ‏والمقاومين، بل يزيدهم عزماً وصلابة بالتمسك بالمقاومة التي حررت الأرض ورفعت رأس الأمة عالياً، ويزيدهم ‏يقيناً بأنهم يسيرون على الطريق الصحيح في مواجهة المشروع الأمريكي-الإسرائيلي لإخضاع المنطقة وشعوبها، ‏مؤكداً أن هذا شرف لهم أن يكونوا في الموقع المواجه للعدو الصهيوني الغاصب والمحتل لأرضهم.‏

المصدر: العلاقات الاعلامية