الخميس   
   16 10 2025   
   23 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 22:14

منظمة الصحة العالمية: تفشّي الأوبئة في قطاع غزة “خرج عن السيطرة” وسط انهيار المنظومة الصحية

حذّرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، حنان بلخي، من أن تفشّي الأوبئة في قطاع غزة بات “خارجاً عن السيطرة”، في ظلّ انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، حيث لم يعد يعمل سوى 13 مستشفى من أصل 36، وبشكل جزئي.

وقالت بلخي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس أُجريت الأربعاء، إنّ “القطاع الصحي في غزة تمّ تفكيكه… ولم يتبقَّ سوى القليل جداً من نظام الرعاية الصحية”، مشيرةً إلى أنّ “انتشار الأمراض المعدية أصبح خارج السيطرة، سواء التهاب السحايا أو متلازمة غيلان-باريه (وهي اضطراب مناعي يصيب الأعصاب) أو الإسهال والأمراض التنفسية”.

وأضافت أنّ “حجم العمل الذي تحتاجه غزة لا يمكن تخيّله، وسنضطر للتعامل معه خطوة بخطوة”، مؤكدةً أنّ إعادة بناء القطاع الصحي ستتطلّب “مليارات الدولارات وعقوداً من العمل” بالنظر إلى حجم الدمار وعدد المستشفيات المدمّرة بالكامل.

ووفق بيانات المنظمة، تعتمد مدينة غزة حالياً على ثمانية مراكز صحية فقط تعمل جميعها بشكل جزئي، فيما لا يوجد في شمال القطاع سوى مركز صحي واحد. كما تفتقر هذه المراكز إلى الكوادر الطبية والمعدات اللازمة لاستئناف الخدمات الحيوية.

وأوضحت بلخي أنّ تقدير حجم الخسائر بدقة ما يزال صعباً بسبب انقطاع الاتصال وصعوبة التنقّل داخل القطاع. ووفق بيانات الأمم المتحدة، تعرّضت المنشآت الصحية في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 800 هجوم.

وحذّرت المسؤولة الأممية من أنّ “الأطفال الذين وُلدوا خلال العامين الماضيين، الكثير منهم على الأرجح لم يتلقَّ أي جرعات من التطعيمات”، ما يهدّد بمزيد من تفشّي الأمراض المعدية.

وأشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية مطلع الشهر الجاري إلى أنّ ربع الجرحى منذ اندلاع الحرب – البالغ عددهم نحو 167,376 شخصاً – يعانون من إعاقات دائمة، وربعهم من الأطفال. كما تضاعفت احتياجات الصحة النفسية إلى أكثر من الضعف، في حين “لا تسدّ الخدمات المتاحة الحاجة” وفق المنظمة.

ودعت بلخي إلى السماح لمزيد من المصابين بمغادرة قطاع غزة نحو الضفة الغربية أو دول الجوار لتلقّي العلاج، مشددة على أنّ “القطاع يحتاج إلى مزيد من الوقود، والغذاء، والمعدات الطبية، والأدوية، والمسعفين والأطباء”.

وأوضحت أنّ خطة الاستجابة الأولية لمنظمة الصحة العالمية ستتضمّن الدعم الفوري لمراكز الرعاية الصحية العامة والمتخصّصة، إلى جانب رعاية المصابين بإعاقات دائمة، وتعزيز خدمات الصحة النفسية والتعافي من الصدمات.

وتأتي هذه التصريحات بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، بموجب اتفاق وُقّع بعد مفاوضات غير مباشرة بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس، شمل مبادلة الرهائن الإسرائيليين بعدد من المعتقلين الفلسطينيين.

المصدر: أ.ف.ب.