الثلاثاء   
   09 09 2025   
   16 ربيع الأول 1447   
   بيروت 00:19

توترات حادة بين إسبانيا والاحتلال الإسرائيلي ومدريد تستدعي سفيرتها للتشاور

تصاعدت التوترات بين إسبانيا والاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، مع إعلان مدريد استدعاء سفيرتها في تل أبيب للتشاور، على خلفية تبادل تصريحات حادة أعقبت إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إجراءات جديدة تهدف إلى “وضع حد للإبادة الجماعية في غزة”.

ويعد سانشيز، رئيس الوزراء الاشتراكي، من أبرز الأصوات المنتقدة للاحتلال الإسرائيلي في أوروبا، وكانت حكومته قد اعترفت بدولة فلسطين في أيار/مايو 2024، ما دفع الاحتلال إلى سحب سفيره من مدريد.

وأوضح سانشيز أن حكومته قررت اتخاذ خطوات عملية تشمل فرض حظر على مبيعات الأسلحة للكيان الإسرائيلي، ومنع السفن التي تحمل وقودًا مخصصًا لجيشه من استخدام الموانئ الإسبانية. وأضاف أن الحكومة ستقر مرسومًا يحوّل الحظر على تجارة السلاح مع الاحتلال إلى قانون دائم، بعد أن طُبق منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

كما تضمنت الإجراءات حظر دخول المتورطين في “الإبادة وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة” إلى الأراضي الإسبانية، إلى جانب منع استيراد منتجات من المستوطنات غير الشرعية، وتقليص الخدمات القنصلية الإسبانية لسكانها.

وقال سانشيز: “نعلم أن هذه الإجراءات لن تكفي لوقف الهجوم أو جرائم الحرب، لكننا نأمل أن تسهم في زيادة الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، التي تُعد الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان”.

في المقابل، ردّ وزير الخارجية في حكومة الاحتلال جدعون ساعر باتهام الحكومة الإسبانية بشن “حملة معادية لإسرائيل ومعادية للسامية” بغرض “صرف الأنظار عن فضائح فساد جسيمة”، في إشارة إلى قضايا تطال مقربين من سانشيز، وبينهم زوجته.

وأعلنت وزارة خارجية الاحتلال منع نائبة رئيس الوزراء الإسباني وزيرة العمل يولاندا دياز، ووزيرة الشباب والأطفال سيرّا ريغو (من أصول فلسطينية)، من دخول الأراضي المحتلة.

ورفضت الحكومة الإسبانية هذه القرارات، ووصفتها بـ”غير المقبولة”، مؤكدة أنها “لن تخضع للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان”. وعلى إثر ذلك، أعلنت مدريد استدعاء سفيرتها للتشاور.

ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالموقف الإسباني واعتبرته “متقدمًا”، مشيدة بالجهود الرامية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، ووقف جرائم الإبادة والتهجير والاستيطان. كما دعت دول العالم، ولا سيما الأوروبية، إلى أن تحذو حذو إسبانيا.

من جانبها، ثمّنت حركة “حماس” قرار الحكومة الإسبانية وقف تصدير الأسلحة للاحتلال، واعتبرته “خطوة سياسية وأخلاقية مهمة على مسار الجهود الدولية لوقف حرب الإبادة والتجويع والتهجير ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، داعية بقية الدول المصدّرة للسلاح إلى اتخاذ إجراءات مماثلة.

وتحظى القضية الفلسطينية منذ عقود بتأييد واسع داخل إسبانيا، ولا سيما لدى التيارات اليسارية، حيث شهدت البلاد مظاهرات حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني منذ بدء الحرب على غزة. ومؤخرًا، تم تعطيل سباق “لا فويلتا” للدراجات الهوائية بمشاركة فريق “إسرائيل-بريمير تيك” الذي أنشأه الملياردير الإسرائيلي-الكندي سيلفان آدامز، في إشارة رمزية لموقف الشارع الإسباني المناهض للاحتلال.

المصدر: أ.ف.ب.