الرئيس الايراني: العدو يستهدف التكاتف الوطني.. والضمانات أساس للتوصل إلى اتفاق في الملف النووي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الرئيس الايراني: العدو يستهدف التكاتف الوطني.. والضمانات أساس للتوصل إلى اتفاق في الملف النووي

السيد رئيسي

أكد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي أن “العدو يستهدف الوحدة والتكاتف الوطني للشعب الايراني عبر إثارة الخلافات في صفوفه”.

وفي ما يتعلق بآخر تطورات الملف النووي والمفاوضات خلال زيارته نيويورك، قال الرئيس الايراني إن بلاده “أكدت في النص الأخير الذي قدمته (في المفاوضات النووية) أنها يجب أن تحصل على ضمان موثوق به”، مضيفاً أن “القضايا المثارة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسية الطابع”.

وفي مقابلة تلفزيونية، أوضح الرئيس الايراني أنه “يجب حل قضايا الضمانات حتى لا يصدر قرار ضد الجمهورية الإسلامية في غضون أيام قليلة بذريعة ما، وقد أخبرت السيد ماكرون بهذا الموضوع، أي أن حل قضايا الضمانات ورفع العقوبات حتى يتمكن الشعب الإيراني من التمتع بفوائده الاقتصادية”.

وأضاف “انسحب الأمريكيون من هذا الاتفاق ولم يفِ الأوروبيون بالتزاماتهم كما ايّد ماكرون القول بأن الأوروبيين لم يفوا بالتزاماتهم”.

وكشف رئيسي أن “ماكرون قال سأتحدث مع الأمريكيين والأوروبيين وسأعرض مواقفكم وسأعطيكم الجواب. أكدنا في هذه المحادثات على الضمانات التي يجب أن تُمنح للجمهورية الإسلامية ، لأننا رأينا مرة أنهم لم يلتزموا بتعهداتهم ، ولكن هل يجب علينا أن تنورط مرة أخرى؟ فمن ناحية ، يدعون للتفاوض ، ومن ناحية أخرى ، يقدمون قرارًا إلى مجلس المحافظين، هذه الامور لا تتوافق مع بعضها البعض”.

وأوضح رئيسي “اشرت الى مدى تابعية أوروبا لأمريكا ، وأعطيتهم مثالاً في هذا الصدد ، وقلت إن أحدهم في فرنسا قال إن عمر المبنى الذي أعيش فيه أطول من حياة أمريكا ، وقلت له انكم بهذا الماضي لماذا تتبعون الأمريكيين؟ كما تم بحث القضايا النووية والتعاون والقضايا الثنائية”.

وفي إشارة إلى الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة ، قال رئيس الجمهورية “لقد أقرّ بالقدرات العالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وأنه بالامكان استخدام هذه القدرات في القضايا الإقليمية، ونحن شددنا على هذا الموضوع”.

وصرح قائلا “في اللقاء مع رئيس فرنسا ، نوقشت قضية حقوق الإنسان بشكل عام، وأكدت للسيد ماكرون حالات انتهاكات حقوق الإنسان في الغرب وأوروبا وازدواجية المعايير في قضية حقوق الإنسان”.

وأضاف أنه “في جميع المحادثات التي جرت في قمتي شنغهاي ونيويورك ، أدركنا أن هناك منافسة على التعاون مع إيران”، إذ “أكد المسؤولون في جميع البلدان التي التقيت بهم اهتمامهم بالعمل مع الجمهورية الإسلامية وزيادة التبادل التجاري معها، خلافا لأجواء العقوبات المفروضة على إيران”.

وقال “نحن عازمون على التفاعل مع جميع الدول ولا يهم ما إذا كانت دول شرقية أو غربية، فهناك مجال كبير للعمل وينبغي على الناشطين الاقتصاديين الاستفادة من هذه الفرصة”.

وعن رفعه صورة الشهيد سليماني خلال كلمته في اجتماع القمة للجمعية العامة للامم المتحدة، أوضح رئيسي أن “النقطة التي أردت أن أقولها هي أنه بحسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين، فإن مؤسس تنظيم “داعش” هم الأمريكيون انفسهم، وبطل محاربة داعش والإرهاب هو الحاج قاسم سليماني، وهذا الشخص استشهد على يد الأمريكين بأمر من الرئيس الاميركي السابق”، مضيفاً “أردت أن أقول إنكم تدّعون زوراً بحقوق الإنسان وتغتالون من حارب الإرهاب. ثانيًا ، أردت أن أنقل رسالة مظلومية واقتدار جمهورية إيران الإسلامية والحاج قاسم سليماني، وثالثًا، طالبت بمحاكمة عادلة لمرتكبي هذا العمل الإرهابي”.

وعن زيارتيه الأخيرتين إلى سمرقند ونيويورك، قال “اثيرت قضايا مهمة خلال التواجد في سمرقند للمشاركة في قمة شنغهاي وأيضًا خلال التواجد في نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة”، مضيفاً “عضوية إيران في منظمة شنغهاي قضية وحدث مهم، اقتصاديًا، نحن مرتبطون بالبنية التحتية الاقتصادية لآسيا. إذ يوجد جزء كبير من سكان العالم في البلدان الأعضاء في شنغهاي، وجزء مهم من اقتصاد العالم موجود أيضًا في هذه البلدان”.

وفي السياق، تابع آية الله رئيسي “بالإضافة إلى المشاركة في الاجتماع العام لمنظمة شنغهاي، فقد عقدت اجتماعات ثنائية بما في ذلك لقاء مع رئيس الصين”، مضيفاً “النقاط التي أثيرت في الاجتماع مع رئيس الصين ، قرار وإرادة البلدين لتنفيذ خطة الـ 25 عاماً ، والتعاون في مجال الطاقة بين إيران والصين، والذي كان قائما دائما ويجب أن يستمر ويتعزز”.

وقال “هناك إرادة لدى إيران والصين لتفعيل المزيد من التجارة بين البلدين ، بما في ذلك القضايا النقدية والمالية ، كما تم التأكيد بجدية على مشاركة الصينيين في مشاريع مهمة وأساسية مثل مشاريع السكك الحديدية في البلاد”.

علاقاتنا التجارية مع روسيا ازدادت بنسبة 80٪

وأشار إلى ازدياد العلاقات التجارية مع روسيا بنسبة 80٪، قائلاً “نعمل مع روسيا في مختلف المجالات، وتتم متابعة ممر “شمال-جنوب” الذي هو عمل مشترك بين سرخس (شمال شرق ايران) وميناء تشابهار (جنوب شرق ايران) ، ونقوم أيضًا بتفعيل حقول نفط وطاقة مشتركة مع روسيا ، وكذلك في المجالات التجارية والاقتصادية ، كما أن مجال الفضاء هو أيضًا جزء من أنشطتنا المشتركة مع روسيا”.

كما قال رئيسي عن التعاون بين إيران والهند “هناك عمل يتم إنجازه مع الهنود في ميناء تشابهار وعلى سواحل مكران ، في الاجتماع الذي أجريته مع رئيس وزراء الهند ، كان لدى البلدين الإرادة الجادة لمواصلة التعاون والإسراع به ، لتكون قادرة على أن تكون رائدة في استغلال هذه المنطقة ، مما سيخلق أرضية تنمية جيدة ليس فقط لإيران ، ولكن للمنطقة بأسرها”.

وذكر أنه تم إجراء مناقشات مع جميع الدول ، بما في ذلك دول آسيا الوسطى ، مضيفاً “خلال زيارتي الأولى كرئيس إلى دوشنبة، عاصمة طاجيكستان،  زادت علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع هذا البلد بنسبة ما بين 5 إلى 6 أضعاف ولدينا تعاون مع دول آسيا الوسطى، وكلها تقوم على سياسة الجوار التي نتبعها مع جيراننا”.

الوفد الايراني حقق جميع الاهداف المتوخاة في زيارة نيويورك

وردًا على دعوة المنافقين (زمرة خلق الارهابية) للتجمع أمام مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، قال “بعد الخطاب في الجمعية العامة، عدنا إلى مقر الاقامة سيرًا على الأقدام ، واتضح أن عملهم كان عبثيا كلمعتاد. الحمد لله ، استطاع وفد الجمهورية الإسلامية تحقيق جميع الأهداف المنشودة ، بما في ذلك الخطاب في الأمم المتحدة والاجتماعات الثنائية واللقاء مع الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة”.

قضية وفاة مهسا اميني

وقال رئيس الجمهورية حول قضية وفاة الشابة الايرانية مهسا اميني “فور اطلاعي على موضوع الشابة مهسا أميني أصدرت الايعاز عندما كنت في سمرقند، بمتابعة الملف بحساسية”، مضيفا “نبأ وفاة هذه الشابة كان مؤسفا للجميع ووعدت عائلتها بمتابعة الملف، وهذا ما فعلناه ونواصل متابعتنا”.

وتابع رئيسي “من واجبنا أن نتابع هذا الملف، ونعد بالشفافية والعدالة في هذا الملف، وننتظر التقرير النهائي للطب الشرعي بخصوص هذا الملف خلال أيام، والرأي النهائي يعود للقضاء الإيراني”.

وأكمل الرئيس الإيراني “هناك مطالب بإعادة النظر في أساليب تطبيق القانون (قانون الحجاب)، ويجب السماح بطرح مختلف الآراء من أجل إصلاح الامور”.

وقال رئيسي “يجب أن نخصص مراكز لطرح الانتقادات والنقاشات المعارضة، وهذا سوف يساعدنا على أداء واجبنا، لكن يجب التفريق بين الاحتجاج وأعمال الشغب..أعمال الشغب وتعريض أموال المواطنين وأنفسهم والاخلال بمعيشة المواطنين غير مقبولة في جميع أنحاء العالم”.

وفي إشارة إلى تصريحات الامام الخامنئي حول كراسي التفكير الحر والتنظير في الجامعات والأوساط العلمية ، قال رئيسي “ما هي الاشكالية في إقامة مراكز للحوار والنقد وحتى الاعتراض على قرار لتتوفر امكانية الاحتجاج على بعض القرارات والأساليب؟ أعتقد أن هذا الموضوع سيساهم بشكل جدي في صحة العمل والنهوض به”.

واستطرد رئيسي”قوات الأمن تضحي بنفسها في سبيل ضمان أمن المواطنين وهم جزء من المجتمع.. خطنا الأحمر هو التعرض لأرواح المواطنين وأموالهم.. المواطنون لا يسمحون بذلك”.

واعتبر العقوبات والفوضى “وجهين لعملة واحدة” ، قائلاً “البعض يسعون اليوم لخلق الفوضى في البلاد وقد استغلوا قضية وفاة مهسا اميني ذريعة لضرب أمن البلاد”.

 يجب التعامل بحزم مع مثيري أعمال الشغب

وخاطب رئيسي الشعب، قائلاً “كلنا بغض النظر عن اذواقنا ووجهة نظرنا السياسية نعتقد أن موضوع وفاة السيدة أميني يجب توضيحه بشكل شفاف. اليوم ، هناك حوار ونقد واحتجاج في البلاد ، ويجب الاهتمام بهذه القضايا لان من شان ذلك ان يساعد على صحة الأمور في البلاد”.

وأضاف “الشعب والمثقفون في بلادنا يعرفون جيداً أن الأعداء لا يريدون ازدهار شعبنا ويسعون إلى خلق حالة من انعدام الأمن في بلدنا، لذا من واجبنا معرفة القضايا جيداً ومعرفة ذلك العدو الذي يسعى لمنع التقدم في البلاد. اليوم ، العمل المبهج والمفعم بالأمل في أي مجال في البلاد يخيب آمال العدو”.

وقال رئيس الجمهورية إن “الذين تسببوا في زعزعة الأمن في المجتمع وأضروا بأرواح المواطنين وممتلكاتهم في أعمال الشغب هذه يجب تسليمهم إلى العدالة ، وكذلك من حرضهم وكان المسؤول عن هذه الاعمال بالطبع، الا ان أولئك الذين تأثروا وغير مدركين لديهم حجة مختلفة ، لكن أولئك الذين شاركوا بنشاط في أعمال الشغب يجب التعامل معهم بحزم”.

 تم إحباط محاولات المناهضين للثورة والأعداء

واكد ئيس الجمهورية إن “أعداء الثورة والأعداء ليسوا متعاطفين مع الشعب الايراني”، موضحاً أن “الشعب وقف بوجه أعداء الثورة والأعداء. لقد أراد الاعداء إثارة الشغب في البلاد ، مثل الفتن التي شهدناها من قبل ، فيوما يستخدمون الانتخابات ويوما يستخدمون قضايا أخرى كذريعة”.

وأضاف “دولة قدمت أسلحة كيماوية لصدام الذي استهدف مناطق كردية من بلادنا بها، واليوم تستخدم نفس الدول إعلامها لإثارة الاضطرابات في البلاد”.

العدو يريد أن يضع الشعب في مواجهة بعضه بعضا

وفي السياق، أكد رئيس الجمهورية أن “حيلة العدو هي إثارة الفتنة وضرب الوحدة الوطنية”، مضيفاً “اليوم يدرك كل أبناء الشعب الإيراني أن أهم قضية استراتيجية لدينا هي الحفاظ على التلاحم والوحدة الوطنية ، ولا ينبغي السماح للاعداء مطلقا بان يضربوا تلاحمنا ووحدتنا الوطنية”.

كما ثمّن المشاركة المليونية للشعب في مختلف المدن والقرى ضد مثيري الشغب والفتنة.

المصدر: ارنا