نص الخطبة
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التوبة 73
من أخطر ما واجهه النبي (ص) خلال مسيرته ودعوته هو حركة النفاقِ والمنافقين التي برزت داخلَ المجتمعِ الإسلامي والتي وقفتْ من الإسلام موقفاً معادياً لا يقلُّ خطورةً عن الموقف العِدائي الذي اتخذته القوى الخارجية، الوثنيةُواليهودية وغيرها.
فهؤلاء كان يتظاهرون بالاسلام والوطنية ولكنهم في الواقع كانوا يكيدون لمسيرة الاسلام ويتآمرون على المسلمين والمؤمنين ويقومون بالتشويش والتحريض واثارة الفتن وضرب وحدة المسلمين وتماسكهم وتخويف الناس زتثبيطهم وشل ارادتهم وبث الشائعات واطلاق الاتهامات والتشكيك والتخريب من الداخل.
ولعل من ابرز ما قاموا به هو التعامل مع اليهود ومساندتهم في حروبهم ومؤامراتهم ضد الإسلام والمسلمين.
فقد كان المنافقون على صلة دائمةٍ باليهود، بل إن اليهود هم الذين غذوا حركةَ النفاق في المدينة. بعدما التقت أهدافُهُم مرحلياً مع هذه الحركة، لأنهم جميعاً كانوا يرون أن انتصار الإسلام وانتشارَه وازديادَ نفوذه سوف يَضُرُ بمصالحهم وبموقعهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
ولعل من أبرز الشواهدِ التاريخية التي تكشف عن مدى العلاقة التي كانت تربط المنافقين باليهود ما حصل في غزوة بني قينقاع وغزوةِ بني النضير. فعندما حاصر الرسول (ص) بني قينقاع وهي أولُ قبيلةٍ يهوديةٍ كبيرةٍ تنقضُ عهدَها مع النبي (ص) تحرك زعيمُ المنافقين عبدُ الله بنُ أُبي ووقف إلى جانب بني قينقاع مودافع عنهم وطلب من النبي(ص) ان يعفوا عنهم، فنزلتْ آياتُ القرآنِ لتندد بهذا الموقف المنافقِ، فقال تعالى: {ـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَآ أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} المائدة/51 – 52.
وفي حصار بني النضير، القبيلةِ اليهوديةِ الثانية التي طُرِدت من المدينة بعد تآمرها على حياة رسول الله (ص) أخذ المنافقون نفسِ الموقف الذي اتخذوه اتجاه بني قينقاع، حيث بعثوا إلى بني النضير الذين كانوا محاصرين من قبل المسلمين أنْ اثبُتُوا وتَمنّعُوا فإنا لن نُسْلِمَكُم، إن قاتلتم قاتلنا معكم، وإنْ أُخرجتم خرجنا معك.
فنزلت آياتُ القرآن لتكشف هذا الموقف وهذه العلاقة المشبوهة مع اليهود ولتندد بهم وتفضحهُم حيث قال تعالى: {ألم ترَ إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهمُ الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أُخرجتم لنخرُجَنَّ معكم ولا نطيعُ فيكم أحداً أبداً، وإنْ قُوتلتم لننصرنَّكم واللهُ يشهدُ إنهم لكاذبون، لئن أُخرجوا لا يخرجون معهم ولئِن قُوتلوا لا ينصرونهم ولئِنْ نصروهم ليُولُّنَّ الأدبارَ ثم لا يُنصرون} الحشر/11 – 12.
إن تعامل المنافقين مع اليهود ومساندتُهم فيما كانوا يدبرونه من مؤمرات ضد الإسلام والمسلمين يُذكّرُنَا بمواقف العملاء الذين تعاملوا مع العدو الصهيوني المحتل في لبنان وفلسطين وخانوا وطنهم وشعبهم، ويُذكرنا ايضا بأولئك الذين يحرضون على المقاومة ويبررون بشكل مباشر او غير مباشر افعال اسرائيل وإرهابها وعدوانها وجرائمها التي ارتكبتها في لبنان ولا تزال ترتكبها في فلسطين وفي سوريا والعراق وغيره .
أحدَ الأمور التي تمنعُ الشعوب من تحرير أرضها ونيلِ استقلالها واستعادةِ حقوقها هو وجودُ هذه الشريحةِ من الادوات والعملاء والمنافين في صفوفها.
إن الواجبَ الديني والوطني والاخلاقي والانساني يقضي بالكشف عن هؤلاء العملاء أينما كانوا وفضحِهِم وعزلِهِم وإنزالِ أشدِّ العقوباتِ بحقهم وفق القانون، من أجل أن يكونوا عبرةً لكل من تُحدثُهُ نفسُهُ بالتعامل مع الاعداء. وهذا ما كان يقوم به النبي (ص) في مواجهة حركة النفاق والعملاء والمنافقين في الداخل.
فمن الثابت تاريخياً أن النبي (ص) لم يدخلْ في صراع مسلحٍ ضد المنافقين كما فعل مع القوى الوثنيةِ المشركة والقوى اليهودية رَغم كل ممارساتهم التخريبية، علماً بأن خطرَهم لا يقلُّ عن خطر اليهود والمشركين بل ربما يكون خطرُهُم أعظمَ إذا لاحظنا أنهم يعملون بالخفاء والسر في داخل المجتمع.
ولعل السبب الاساسي الذي منع النبي(ص) من مواجهتهم عسكريا هو الحرص على السلم الاهلي وعدم الانجرار الى اقتتال داخلي لان مشكلة المنافقين هي أنهم كانوا يتظاهرون بالاسلام ويدعون الوطنية والحرص على مصالح الوطن واستقلاله وسيادته وكانوا قوة مُندسَّة في صفوف المسلمين، قَادرة على الاستخفاء والتملصِ من أي تهمة او عمل تآمري وتخريبيٍ تمارسه، وهي فئةٌ وقِحةٌ إلى حد إنكار الجرم المتلبسةِ به والتفلُّتِ مما يَدِيْنُهَا، مما يجعلُ من أي عملٍ تخريبيٍ تنسِبُهُ إليها لا يعدو كونَه في الظاهر ولدى الرأي العام مجردَ تُهمةٍ مشكوكٍ فيها، فلم يكن بإمكان النبي (ص) والحالُ هذه، أن يواجههم عسكريا او يقضي عليهم أو حتى أن يعزلَهم لأن ذلك سيفَسَرُ بأن النبي (ص) يُعاقبُ ويقتل على التُهمة ويَحصُدُ مئاتِ الرؤوس لمجرد الشكّ في أنها تتآمرُ على الإسلام الامر الذي ربما يحدث ردات فعل ممن لا يعرفون حقيقة هؤلاء فتقع الفتنة وربما يؤدي ذلك الى حرب اهلية واقتتال داخلي ليس في مصلحة المؤمنين .
كما أن الدخول في صراع مسلح مع المنافقين المتظاهرين بالوطنية ومواجهتهم عسكري،ا سوف يُعطي الأعداءَ في الخارج سلاحاً دعائياً ممتازاً لمهاجمة النبي وتشويهِ سمعته وسمعة مسيرته، كما أنه سيعطيهم مادةً دَسِمَةً لتخويف الناس من الإسلام بحجة أنه ليس هناك من حصانة لمن يؤمن برسالة الاسلام من نبي الاسلام نفسه، ولذلك نجد النبي (ص) يرفض تبني موقف عمر بن الخطاب عندما عرض عليه اتباع سياسة قتل المنافقين في غزوة بني المصطلق عندما حاولوا إثارة الفتنة بين المسلمين حيث قال (ص) مخاطباً عمر: “أتريد أن يتحدث الناسُ أن محمداً يقتل أصحابه؟”.
وهذا حق بلا شك، فهم على المستوى السياسي والقانوني وفي نظر الناس موطنون ومن اتباع محمد وأصحابه، وما دام أيٌ منهم لم يمارسْ عملاً جرمياً محدداً فمن الصعب قتلُهُ أو عزلُهُ أو اتخاذُ أيِ إجراءٍ عقابي بحقه.
وكذلك فإن اتخاذ أيِ إجراء ضِدَ المنافقين في تلك المرحلة معناه: فتحُ جبهة داخلية بالإمكان تجنُبُها، لأن أي إجراء ضد هؤلاء الساكتين والمسالمين ظاهراً سيدفعُهُم إلى المجاهرة بالعِداء للإسلام والمسلمين، ويكون بذلك قد أعطاهم المبررَ للانضمام إلى جبهة الأعداء العاملين ضد الإسلام والمسلمين، وواضحٌ أن تصرفاً كهذا ليس من الحكمة ولا من الحنكة في شيء لأنه يأتي في ظرف يحتاج فيه الإسلامُ إلى تشتيت أعدائه وتمزيقِهم ليتمكن من مواجهتهم.
لهذه الاسباب وغيرها لم يلجأ النبيُ (ص) إلى أسلوب القتل والعنف في مواجهة حركة النفاق والمنافقين المعادية للإسلام في المدينة.
وكان البديل عن الجهاد العسكري ما يعبر عنه الامام القائد بجهاد التبيين فان من اهم الاجراءات التي لجأ اليها النبي في مواجهة الادوات والمنافقين في الداخل هو فضحُهُم وكشفُ حقيقتهم وتتبع خططهم ومؤامراتهم، وتحذيرُ الناس منهم. وهذا هو المقصود من الجهاد الذي امر الله به في مواجهة المنافقين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) لان الجهاد لا يكون عسكريا فقط بل قد يكون جهادا سياسيا واعلاميا نكشف من خلاله حقيقة ما يقوم به الاعداء ومؤامراتهم
وهذا بطبيعته يمثلُ حصانةً ومناعةً للمسلمين ضد النفاق والمنافقين ومكائدِهِم وإفشالاً لكل مخططاتهم ومؤامراتهم.
ولذلك نجد النبي (ص) يواجه الحرب النفسية التي كان يقوم بها المنافقون لتيئيس المسلمين من الحاق الهزيمة باعدائهم ولصدهم عن الجهاد والمقاومة كان يواجه هذه الحرب النفسية بروح الأمل حيث كان يبثُ الامل بالنصر باستمرار في قلوب المؤمنين، ويحدثُهم بيقين ثابتٍ بأن نصر الله قريب وأن خيولَهم ستطأُ في السنين القادمة عواصمَ الأكاسرة والقياصرة وتُسقطُ عروشهم واحداً بعد آخر.
والى جانب حركة الرسول (ص) كانت آياتُ القرآن تساهم في فضح المنافقين وأفعالِهم فكانت تتنزلُ الايات القرانية من الله لتتحدث عن صفاتهم وبعضِ أقوالِهم ولتفضحُ حقيقتَهم وأساليبَهم و لتحذر النبي ومن معه بشكل واضح من مكائدهم ومؤامراتِهم
فقد تحدث القرآنُ الكريمُ عن صفاتهم وبعضِ أقوالِهم في سورة البقرة حيث قال تعالى: {إن الذين كفروا سواءٌ عليهم ءأنذرتَهم أم لم تنذرْهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيم، ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليومِ الآخر وما هم بمؤمنين، يُخادعون اللهَ والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسَهم وما يشعرون، في قلوبهم مرضٌ فزادهُمُ اللهُ مرضاً ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون، وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} البقرة/6 – 11.
وتحدث في سورة المنافقون عنهم فقال تعالى: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنك لرسولُ الله واللهُ يعلمُ إنك لرسولُهُ واللهُ يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أَيمَانَهم جُنَّةً فصدوا عن سبيل الله إنهم ساءَ ما كانوا يعملون، ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبعَ على قلوبهم فهم لا يَفقهون، وإذا رأيتَهُم تُعجِبُكَ أجسامُهُم وإن يقولوا تسمعْ لقولهم كأنهم خُشُبٌ مسنَّدةٌ يَحسبون كلَّ صيحةٍ عليهم همُ العدوُ فاحذرهم قاتلهم اللهُ أنىَ يُؤفكون} المنافقون/1 – 4.
وقد كشف الله سبحانه خطتهم التي استهدفت ضرب وحدة المسلمين في قضية مسجد ضرار، فقال تعالى: {والذين اتخذوا مسجداً ضِراراً وكُفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب اللهَ ورسولَه من قبلُ ، وليحْلِفُنَّ إن أردنا إلا الحسنى، واللهُ يشهدُ إنهم لكاذبون لا تَقمْ فيه أبدا ، لمسجدٌ أُسَّسَ على التقوى من أولِ يومٍ أحقُّ أن تقوم فيه، فيه رجالٌ يحبون أن يتطهروا واللهُ يُحبُ المُطَّهِرِين} التوبة/107 – 108.
وكانت الآياتُ القرآنيةُ في سورة التوبة قد نَزلتْ أخيراً تنددُ بما فعلَ ويفعلُ أولئك المنافقون وتُمزقُ بشكل نهائي الأستارَ والشعارات التي يختبئون خلفَها، وكانت ألاعيبُهُم قبل تبوك وبعدَها قد اوصلتهم الى سدّ باب السماحة التي أبداها الرسولُ (ص) معهم طويلاً ولم يقدروها حقَّ قدرِها حيث أمر النبيُ (ص) بعد ذلك أن يُعلنَ على الناس ذبذبتَهم وكيدَهم وكُلِّفَ بألا يقبلَ منهم ولا يصلي عليهم، بل أُعلِمَ أن استغفاره لهم لن يُجاب وأنّ الله لن يغفر لهم ثم طُولبَ المسلمون كافةً بأن يقاطعوهم.
ان اظهار هذه الحقائق القرانية عن المنافقين وتبيان حقيقة الاحداث والوقائع التي كانوا يفتعلونها بوجه مسيرة الاسلام من قبل النبي(ص) كان كفيلا بفضحهم وعزلهم وضرب مشروعهم .
ولا يمكن ضرب مشروع المنافقين والادوات الا بجهاد من هذا النوع بالاعلام والتبيين وكشف الحقائق وبيان الوقائع وتفهيم الناس حقيقة هؤلاء واعمالهم ليحذروا منهم .
هنا في لبنان نحن مبتلون بنماذج من المنافقين والادوات واتباع السفارات الذين يضعون أيديهم بأيد الاعداء ويقدمون مصالح الخارج على المصالح الوطنية، وهؤلاء يجب كشفهم وفضحهم بوجوههم القديمة والجديدة ليحذر الناس منهم لانهم أداة للفتنة والتخريب والتبعية ورهن البلد للخارج حتى لو زايدوا بالوطنية وادعوا الحرية والاستقلال والسيادة.
الذين يعملون لدى الامريكي ويأتمرون بأمر السفارات كانوا على الدوام أداة للتحريض على الفتنة وعلى المقاومة ومارسوا ادوارا مشبوهة وضد مصلحة البلد ولا يمكن الرهان عليهم في حل مشاكل البلد وبناء دولة حقيقية وهم كل تاريخهم لم يقدموا للبلد سوى الخراب والدمار والتآمر واثارة الفتن وضرب السلم الاهلي وتعزيز النزعة الطائفية والدعوة الى التقسيم وضرب الوحدة الوطنية.
من يتحمل مسؤولية المأساة الجديدة في البحر والضحايا الابرياء الذين قضوا غرقا في مركب الموت الجديد، هم من اوصلوا الناس الى مرحلة الفقر واليأس وعطلوا الحلول واقفلوا الابواب امام العروض والمساعدات التي تقدمت بها دول صديقة للبنان ووجهت بالفيتوات من الامريكي وادواته بالداخل.. كان بامكان هذه العروض ان تساعد لبنان على حل بعض المشاكل الحياتية وتخفف من معاناة اللبنانيين فلا يفكروا بهجرة بلدهم ليواجهوا المآسي والويلات والموت غرقا في البحر.
حزب الله ومن موقع شعوره بالآم الناس ومعاناتهم واهتمامه بشؤونهم سعى على الدوام لتقديم الحلول والمساعدات للمواطنين واتى بعروض سابقة من ايران لمعالجة مشكلة الكهرباء واستيراد المشتقات النفطية، وايران عرضت ذلك ايضا مرات عديدة عبر كبار مسؤوليها، ولكن في كل مرة كان الفيتو الامريكي يحول دون ذلك، بينما غيرنا لم يقدم عرضا واحدا من اصدقائه، واصدقاؤه لم يتقدموا بعرض جدي واحد خلال كل السنوات الماضية منذ بدء الازمة وحتى الآن عدا الوعد الكاذب للسفيرة الامريكية في لبنان التي وعدت اللبنانيين باستجرار الكهرباء والغاز من مصر والاردن ثم بلعت لسانها .
نحن نامل ان يأخذ العرض الايراني الجديد المتعلق بهبة الفيول المسار العملي ليكسر العتمة في لبنان وينعم اللبنانيون بساعات من الكهرباء وان لا تعطله الفيتوات الامريكية كما عطلت العروض السابقة .
البعض يشكك في الهبة الايرانية ويحاول عرقلتها لانها تحرجهم امام جمهورهم وامام اللبنانيين وتكشف عجزهم عن اقناع اصدقائهم الامريكيين والسعوديين بمد يد المساعدة للبنان .
اميركا قادرة على على معالجة المشاكل وإزالة العراقيل، ولكنها لا تفعل ذلك ولا تريد الحل ، بل تريد ان يبقى لبنان تحت الضغط من اجل الرضوخ لمطالبها وشروطها لا سيما في استحقاقي انتخابات الرئاسة وتشكيل الحكومة
اليوم ليس امام اللبنانيين بعد كل المآسي والمعاناة والتجارب الفاشلة في الرهان على الامريكي لايجاد الحلول سوى فتح الابواب امام كل الدول الصديقة التي تريد مساعدة لبنان بلا شروط .فان فتح الابواب امام ايران والصين وروسيا وحتى سوريا كفيل بالوصول إلى معالجات حقيقية للازمات التي يعاني منها لبنان واللبنانيون في هذه المرحلة الصعبة والحرجة.
نحن سنكمل بسياسة السعي لايجاد الحلول للازمات التي يعيشها اللبنانيون والمعادلة التي فرضتها المقاومة في ملف الترسيم تأتي في هذا السياق باعتبار ان تمكين لبنان من الاستفادة من الثروات النفطية والغازية التي يملكها في البحر هو المدخل الاساسي لانقاذ لبنان واخراجه من ازماته الاقتصادية والمعيشية، ولبنان سيحصل على حقوقه وثرواته بالاستناد الى هذه المعادلة ان شاء الله.