ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، لفت فيها الى “أن البلد على حافة شيار مصيري، والبدائل قليلة والخيارات بين سيء وأسوأ والحاجة الوطنية تكمن الآن بتمرير الموازنة بأقل الأضرار، توازيا مع نفقات اجتماعية بهدف تأمين مالية الأجهزة الأمنية والقطاع العام والمؤسسات الخدمية، لأن نهاية مرافق الدولة وأجهزتها تعني نهاية البلد، وهذا ليس مدحا للموازنة إلا أنها “علقم المضطر”.
وحذر بشدة من “الاستهتار الحكومة المفرط وسط كارثة معيشية ومافيا تجار ودولار أسود، ومشاريع تجويع وإفقار يقودها لوبي داخلي خارجي لخنق البلد أكثر وتحويله الى مربعات جريمة وفوضى وفلتان”. وقال:”إن الحكومة أولا، ثم رئاسة الجهورية، والتسوية السياسية ضرورية وملحة، ولا بد منها، والفراغ وسط بلد منهار حتى النخاع يعني أم الكوارث”.
وتوجه للجميع بالقول “الجيش ضرورة الضرورات وحمايته السياسية ودعمه وتأمين حاجاته كذلك ضرورة الضرورات الوطنية، والحذر من انهيار الأجهزة الأمنية لأن ذلك سيعني تقسيم لبنان”.
كما توجه للحكومة والقوى السياسية “نحن على عتبة دولار خمسين ألف، بسيناريو ابتزاز سياسي تجويعي، يعني أن هناك من يريد سحق الناس والبلد لأهداف سياسية قذرة، وهذا الأمر خطير للغاية، والحل بحكومة “أحياء لا أموات”، والتضامن الوطني لإنقاذ الحاجات المعيشية والأسواق قضية بحجم وطن وشعب يذبح”.
وتوجه للشعب اللبناني “الصمود والتضامن الأخلاقي والإنساني ضرورة وطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي وحماية ما تبقى من مشروع الدولة أيضا ضرورة كبرى لبقاء لبنان، وحذار من النار الطائفية والمشاريع المناطقية، لأنها نار خراب لبنان”.
وختم المفتي قبلان، متوجها الى رئيس الحكومة والحكومة جميعا: “إن الإصرار على شطب سوريا من معادلة مصالح لبنان أمر كارثي على لبنان، وتجربة واشنطن في لبنان والمنطقة عبارة عن خراب وحروب واستنزاف وتجويع وفوضى وإبادة شعوب، والحل بفتح طريق على الشرق توازيا مع الغرب، لأن الغرب أين ما تمكن أفسد واستبد وحول الدولة الى مزرعة وزواريب. وعودا على بدء بمنطق الامام الحسين: الناس وحقوقها والصيغة الاجتماعية وقضايا العدالة والمال وحماية السلطة من الطبقة السياسية، وتعزيز الانسان وكرامته، وتأمين حقوقه ضرورة محسومة بمبدأ الإمام الحسين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام