عودٌ على بدء. حليب الأطفال ــ من عمر يوم إلى سنة ــ غير متوفّر في الأسواق، والسبب كالعادة تأخّر مصرف لبنان في تمويل عملية الاستيراد. فالحليب لهذه الفئة العمرية لا يزال يحظى بدعم نسبته 50%، فيما تُسدّد الـ50% الأخرى بناءً على سعر المؤشر الذي تصدره وزارة الصحة، ما يجعل الآلية مربكة ويتيح للشركات ابتزاز المعنيّين بقطع الحليب عن الأطفال
ثلاث شركاتٍ أساسية تحتكر الجزء الأكبر من سوق حليب الأطفال في لبنان. في المرتبة الأولى، تأتي شركة «مجموعة فتّال» بمنتج «نيرسي»، بأنواعه المختلفة. وتحلّ شركة «أف دي سي» (شركة الأغذية والأدوية) بمجموعة «أبتاميل» في المرتبة الثانية، فيما تحلّ شركة «أبو عضل» بمنتج «نوفالاك» ثالثة، ومن بعدها تأتي البقية المكوَّنة من 15 شركة مستوردة لحليب الأطفال.
ثماني عشرة شركة تستورد حليب الأطفال، فيما حليب الأطفال الرضّع من عمر يوم إلى سنة مقطوع، بما أنه لا يزال مدعوماً بنسبة النصف (أما حليب الأطفال من عمر سنة إلى ثلاث سنوات فقد خرج من الدعم). هذه ليست مزحة. هذا واقع مفروض منذ ستة أشهرٍ تقريباً عندما فُقد الحليب من السوق… حتى السوداء منها، بحيث لم يعد التجوال على الصيدليات يسعف في الحصول على علبة حليب.
في الأسباب المعلنة لهذا الانقطاع، يأتي مصرف لبنان أولاً، حيث تتقاطع كل المصادر- من وزارة الصحة إلى بعض الشركات والمستودعات- حول المسؤولية الحتمية لمصرف لبنان في قطع حليب الأطفال. يأخذ هؤلاء على الأخير تلكؤه في دراسة ملفاتهم، ما ينعكس تأخيراً في تمويل عملية الاستيراد. «تمادى المصرف في التأخير حتى وصل الأمر إلى عدم إعطاء الموافقات، ما أدّى إلى توقف الاستيراد»، يقول أحد أصحاب المستودعات. أضف إلى ذلك تراكم الكثير من الفواتير في ذمّة المصرف «كثيرون لم يقبضوا فواتير منذ العام الماضي».
المصدر: صحيفة الاخبار