اتفق رؤساء دول بحر قزوين، خلال قمتهم السادسة المنعقدة في العاصمة التركمانية عشق أباد، أنّ “أنشطة الدول المشاطئة المطلة على بحر قزوين ستتم على أساس المبادئ التالية: استخدام بحر قزوين للأغراض السلمية، تحويله إلى منطقة سلام وحسن جوار وصداقة وتعاون، وحل جميع القضايا المتعلقة ببحر قزوين بالطرق السلمية”.
وبحسب بيان القمة “تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن احترام السيادة، وسلامة الأراضي، والاستقلال، والمساواة في السيادة بين الدول، وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة، والاحترام المتبادل، والتعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض، وكذلك ضمان الأمن والاستقرار في منطقة بحر قزوين”.
يوتين: استعدادات الناتو لمواجهة روسيا قائمة منذ العام 2014.. وتحرير دونباس وتحقيق أمن روسيا هدفان نهائيان للعملية العسكرية في أوكرانيا
بدوره، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في القمة إلى دعوة بلاده تعميق الشراكات بين دول بحر قزوين الخمس، مؤكداً أنّ “الاستغلال المشترك لحقول النفط والغاز في بحر قزوين يجري تنفيذه بالفعل”.
وأوضح بوتين أنّ “تعميق الشراكات بين الدول الخمس يتضمن قطاعات السياسة والأمن، كما يتعين على مناطق بحر قزوين زيادة التعاون في الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الطبيعية، وغيرها من الطوارئ من صنع الإنسان”، مضيفاً “أقترح دعوة الدول المشاركة في اتفاقية طهران التي تهدف إلى حماية بحر قزوين إلى المؤتمر”.
وأعلن الرئيس الروسي أن استعدادات حلف الناتو لمواجهة روسيا “قائمة منذ العام 2014″، لافتاً إلى أن بلاده تعتبر أن الحلف “أداة لتنفيذ سياسة واشنطن وأنه من بقايا الحرب الباردة”.
وفي تصريحات على هامش القمة، أضاف بوتين، عن احتمال انضمام السويد وفنلندا للحلف، أن هذه العملية “لن تزعج موسكو”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن “روسيا ستضطر للرد في حال نشر قوات للناتو في السويد وفنلندا”.
وعن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أكد أن “تحرير دونباس وحماية أهلها وتحقيق أمن روسيا الذاتي هو الهدف النهائي وراء العملية”، ضيفاً “لم يتغير أي شيء بخصوص الأهداف، ولكن التكتيكات تحددها وزارة الدفاع”.
وأكد أن الجيش “لا يستهدف المناطق المدنية بل يستهدف مواقع الأسلحة بأسلحة دقيقة”، لافتاً إلى أن قوات كييف “تخبىء المدافع والأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية في الأسواق وبين المدنيين وفي المصانع والورش”.
وعن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التي قال فيها إن “بوتين لو كان امرأة فلن تبدأ حرباً”، قال الرئيس الرئيس الروسي “تذكرت تصرفات رئيس الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في جزر فوكلاند”.
السيد رئيسي: التطورات الدولية زادت من أهمية التعاون بين الدول المتشاطئة لبحر قزوين
من جهته، أعلن الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي أن “التعاون بين الدول المتشاطئة لبحر قزوين، ولا سيما في ظل التطورات الدولية الأخيرة أصبح أكثر أهمية”، مؤكداً أن “هذا العنصر لم يسهم في الازدهار الاقتصادي ورخاء شعوبنا فحسب، وإنما سيؤدي الى تعزيز السلم والاستقرار الاقليمي وحل قضايا هذه المنطقة”.
وفي كلمة له خلال اجتماع القمة السادس، رحّب السيد رئيسي “بالمبادرات المطروحة من قبل نظرائه الاقليميين والهادفة لتوسيع التعاون الاقتصادي في منطقة بحر قزوين” ، مضيفاً “لقد قطعنا اشواطاً كبيرة منذ اجتماع قمة عشق اباد السابق لرؤساء دول بحر قزوين في 2002؛ بما في ذلك إعداد العديد من الوثائق والنظم القانونية المناسبة للتعاون والانتفاع من ثروات هذه المنطقة البحرية، كما توصلنا الى لغة مشتركة من اجل تحقيق المصالح المتبادلة، ورسمنا آفاقاً واضحة لمواصلة هذا المسار”.
كما دعا قادة الدول المطلة على بحر قزوين “للتصرف بمسؤولية تجاه حقوق الأجيال الحالية والقادمة”؛ مبينا أن “التقارب الثقافي بين الدول الاقليمية يندرج ضمن الأولويات الرئيسية لترسيخ اواصر صداقة وتعاون طويل الأمد بين شعوبها”، مقترحاً “الحفاظ على هذا التراث المعنوي وتعزيزه عبر إضفاء الطابع المأسسي واعتماد خطط اجتماعية وثقافية مشتركة بين الدول الأعضاء”.
وصرّح رئيسي “نحن بصفتنا دول جارة تربطها أواصر اقليمية عبر بحر قزوين وتستخدم أراضي بعضها الاخر وصولا إلى البلدان والمناطق الأخرى، نتحمل الكثير من الحقوق والتعهدات قبال هذه المنطقة المائية والدول المتشاطئة ايضا”؛ مبينا ان “جزءا من هذه الحقوق والالتزامات يتعلق بحماية البيئة الهشة واستهلاك الثورة المائية الحية فيها بعقلانية وايضا الاستفادة المسؤولة من الموارد المنجمية في بحر قزوين بهدف التقدم الاقتصادي وتوفير الرخاء والأمن لشعوبنا”.
وفي السياق، لفت الرئيس الايراني إلى أن “المبدأ الأساسي المتفق عليه بشأن الصلاحية الحصرية والاجتماعية للدول المتشاطئة مع بحر قزوين لتقرير مصير هذه المنطقة وحل القضايا فيها، سراج نستضيء به لتحديد أسس التعاون وتأمين المصالح المتبادلة لدولنا؛ الأمر الذي من شأنه أن يمنع الأطراف الدخيلة وغير الاقليمية من التدخل في شؤون بحر قزوين أو ممارسة سلوكيات عدائية على حساب الدول المتشاطئة كما يسهم في الحؤول دون وقوع أحداث كارثية داخل المنطقة”.
وأعرب رئيسي عن ارتياحه للقاء “التعاون الجيد والبنّاء” بشتى المجالات، بين الدول المتشاطئة مع بحر قزوين؛ وخص بالذكر “التعاون الاقليمي في مجالات النقل والتجارة وإدارة الثروة المائية الحية وحماية البيئة والأمن ومنع الفلتان الامني والجريمة بأنواعها، والتوافقات ومذكرات التعاون الكثيرة التي اعقبت على ذلك”.
وأعرب السيد رئيسي عن استعداد بلاده لتوفير ممر آمن “يصل البلدان المتشاطئة إلى المناطق الأخرى ولاسيما موانئ البلاد في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان”، لافتاً إلى أن “التعاون في مجال تصدير وتبادل النفط والغاز والكهرباء والتعدين والمنتجات الزراعية، كان مدرجا على سلم مفاوضاتنا مع دول بحر قزوين خلال الأشهر الأخيرة؛ وتم على اثره ابرام اتفاقات جيدة من التعاون الاقليمي”.
ويشارك في القمة أيضاً رؤساء كل من جمهورية أذربيجان إلهام علييف، وإيران إبراهيم رئيسي، وجمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف. ويُعقد الاجتماع وفقاً للاتفاق، الذي تمّ التوصل إليه في ضوء نتائج القمة السّابقة في أقتاو الكازاخستانية في آب/أغسطس 2018.
المصدر: موقع المنار