تدخين السجائر يمكن أن يسبب الإدمان بشكل كبير، ويمكن أن يكون له آثار صحية ضارة طويلة المدى.
ومع ذلك، لا يزال هناك أمل لأولئك الذين يريدون الإقلاع عن التدخين بفضل التطبيقات المبتكرة، وخطوط المساعدة الهاتفية، واستراتيجيات المواجهة التي أثبتت جدواها، اذ تحتوي لفافات السجائر على مواد كيميائية يمكن أن تجعل هذا الإدمان خادعًا بشكل خاص.
وشهد عام 2019 تدخين أكثر من 30.8 مليون أمريكي، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أي نحو 12.5% من الأمريكيين بعمر 18 عامًا فما فوق.
وأوضح جوناثان بريكر، الأستاذ بقسم علوم الصحة العامة في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان بجامعة واشنطن في مدينة سياتل الأمريكية، أنه عندما يُستنشق الدخان، فإن هذه المواد يمكن أن تتسبب في آثار ضارة للرئتين مثل التهاب الشعب الهوائية.
ومع مرور الزمن، يمكن أن يؤدي التدخين في نهاية المطاف إلى الإصابة بسرطان الرئة، بمعدل نجاة خلال 5 سنوات من التشخيص يبلغ نسبة أقل من 18%.
ولحسن الحظ، يمكن الوقاية من سرطان الرئة إذا توقفت عن التدخين وتعلمت “البقاء مُقلعًا”، وفقًا لما قاله الدكتور باناجيس جالياتساتوس، مدير عيادة علاج التبغ في جونز هوبكنز ميديسن في مدينة بالتيمور، بولاية ماريلاند الأمريكية.
وفيما يلي خطوات يمكنك اتخاذها لمساعدتك أو مساعدة أحد أفراد أسرتك في الإقلاع عن التدخين والتمتع بحياة أكثر صحة:
1. التركيز على كيفية “البقاء مقلعًا عن التدخين”: لا ينبغي أن يكون الهدف هو الإقلاع عن التدخين، بدلاً من ذلك يجب أن يرتبط بكيفية “البقاء مقلعًا عن التدخين”، وفقًا لما ذكره الدكتور باناجيس جالياتساتوس، مدير عيادة علاج التبغ في جونز هوبكنز ميديسن في بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية.
وأشار جالياتساتوس إلى أنه كان لديه العديد من المرضى الذين قالوا إنهم أقلعوا عن التدخين عدة مرات، ولكنهم لم يتمكنوا من التوقف بشكل دائم.
ويُنصح المدخنين بتقسيم هدفهم الأكبر المتمثل في الإقلاع عن التدخين إلى أهداف أصغر، على سبيل المثال، التعرف على المحفزات المختلفة التي قد تجعلك ترغب في التدخين، وبهذه الطريقة يمكنك أن تكون يقظًا وتجد حلولًا لتلك التصرفات.
2. تعلّم من تجاربك السابقة: أوضح بريكر أن غالبية المدخنين أقلعوا عن التدخنين من 8 إلى 12 مرة، بسبب إدمان السجائر، قبل الإقلاع عن التدخين نهائيًا.
ولأن احتمال الانتكاسة يُعد أمرًا شائعًا للغاية، يخبر بريكر مرضاه أن يجدوا درسًا يمكنهم تعلمه من كل تجربة.
وقال بريكر: “سيلاحظ الناس عوامل مثل مدى قوة الرغبة الشديدة في التدخين، أو كيف أن رؤية أصدقاء مدخنين كان دافعًا بالنسبة لهم، أو أن التوتر في حياتهم كان سببًا كبيرًا ، ويجب على المرضى الاقتراب من الإقلاع عن التدخين من وجهة نظر مفادها أنه كلما زاد عدد العوامل التي يتعلمونها من الانتكاسات، زادت فرصتهم في الإقلاع عن التدخين بشكل دائم.
3. تحدث إلى مقدم الرعاية الطبية الخاص بك: يمكن للأطباء وصف الأدوية للحد من الرغبة الشديدة في التدخين وجعلها أكثر سهولة، مضيفًا أنه يعد حل قصير المدى للمساعدة في تدريب عقلك على عدم الإحساس بشغف تدخين السجائر بالقوة ذاتها.
وأوضح بريكر أن الأدوية التي يقدمها الأطباء ستعتمد على حالتك الخاصة، وتميل الوصفات الطبية إلى أن تكون قليلة في البداية ثم تتصاعد بحسب شدة الإدمان.
4. دعم المدمنين على التدخين: أكد جالياتساتوس أنه لم يصادف أبدًا مريضًا لا يعرف بالفعل أن التدخين مضر بالصحة، لذلك يوصي بتجنب هذه الحجة عند مناشدة شخص مقرّب يدخن.
وقال: “إذا كنت جادًا حقًا في مساعدة أحبائك على الإقلاع عن التدخين، فعليك أن تتعامل مع الوضع على أنك مؤيد للمدخن ومناهض له”، وعندما تحاول مساعدة شخص مدخن، يجب أن توضح أنك تقترب من الموقف دون وصمة عار أو إطلاق أحكام، على حد قول غالياتساتوس.
وبمجرد إنشاء الثقة، يوصي الأصدقاء وأفراد الأسرة بعرض المساعدة على المدخنين في العثور على موارد حول كيفية الإقلاع عن التدخين.
5. معالجة المشكلة من جذورها: في كثير من الأحيان، عندما يمارس الناس التدخين، فإن الأمر يتعلق بالتعامل مع بعض المشكلات الأساسية في حياتهم، مثل التوتر أو القلق، حسبما ذكره جالياتساتوس.
وعندما يواجهون هذه المشاعر أثناء الإقلاع عن التدخين، فإنهم، لا إراديًا، يعودون إلى السجائر.
ولمواجهة هذا التحدي، أوصى جالياتساتوس الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين بتلقي الاستشارات السلوكية، إذ سيكون لديهم القدرة على تحديد سبب التدخين بشكل أفضل والعمل على إيجاد طرق صحية لمعالجة تلك المشاعر.
المصدر: سي ان ان